الكاف (الشروق ) تقع زاوية الولي الصالح سيدي بومخلوف بأعلى مدينة الكاف وبالرغم من أن قبابها ومئذنتها الأنيقة تشكل رمزا لمدينة الكاف التاريخية والحضارية إلا أنها لا تتوسطها . وتعتبر زاوية سيدي بومخلوف أنموذجا جماليا للعمارة الدينية في العهد العثماني (أي أواخر القرن السادس عشر) والمتأثرة بالطراز الأندلسي . أمام الزاوية ممر يفضي إليها، وتتكون من صحن صغير ومئذنة مثمنة قسمها الأعلى محلى بالجليز ومنفتح بشرفات مزدوجة في كل ضلع . يصعد إلى المئذنة بمدرج حلزوني ينتهي إلى جامور دائري فمخروطي إضافة إلى ثلاث قباب منهم واحدة عادية . فالكبرى ذات النوافذ العلويّة فضاء لنشاط ديني خاصّة الصلاة وأذكار العيساويّة، وفي الصغرى الأقلّ زخرفة أضرحة سيدي عبد الله بومخلوف الفاسي وأحفاده مثل الواعر بن الحاج عياد بن الحاج عبد الله القزوني (ت1937). موقع حضاري وأثري وزاوية سيدي بو مخلوف مجاورة للجامع الكبير الأوّل الذي أصبح كما كان قديما معلما رومانيّا يعرف «بالبازيليك» . وتشرف من أعلى سفح جبل الدير على كامل المدينة. وهي في الوقت نفسه قريبة من الفندق والمقهى والمدرسة الملّيتية والإقامات السياحية ومحاذية للقصبة الحسينية . ورغم صمت الوثائق عن تاريخ الزاوية ووليّها تدلّ الدراسة الأثريّة للعمارة والزخارف ونقيشة المدخل على أنّ المعلم بني حسب الوثائق والنقائش على مرحلتين: في القرن الرابع عشر بنيت القبتان ثم في القرن الثامن عشر بنيت المئذنة. في حاجة للترميم أفادت زمردة قزوني أن زاوية سيدي بومخلوف تعرضت للنهب وتم الاستيلاء على مفروشاتها وهي الآن مهددة بالحرق . وقد طالبت بحمايتها من المخربين وتعهدها بالصيانة . كما أضافت أن الزاوية تعرف زيارات كثيفة في المناسبات الدينية لوفود مختلفة من أنحاء العالم إلا أن مدخلها آيل للسقوط كما أن القبة الكبيرة مهترئة لا تحول دون تسرب مياه الأمطار إلى السقيفة . سيما أن هذه الوضعية أدت إلى خلل في الدارة الكهربائية بما يشكل خطرا على القائمين عليها .