سافر مصباح الجربوع إلى ليبيا وبالتحديد إلى العاصمة طرابلس لتلقي بعض التدريبات والالتقاء هناك بعدد من أعضاء الحزب الحر الدستوري وفي مقدمتهم المناضل عبد الله العبعاب وكان مصباح الجربوع تحدوه رغبة في الحصول على المزيد من السلاح والعتاد الذي كان يصله برا عن طريق المقاوم ضو بن الشتيوي الذي كان يخفي الأسلحة في أكياس من (الكاكاوية) عند نقلها من الحدود الليبية وإيصالها إلى المقاوم مصباح ومجموعته المخفية بالأراضي التونسية. وعمل مصباح الجربوع في ذات الوقت على إرسال مجموعة من المقاومين إلى طرابلس حيث يجدون في انتظارهم المناضل عبد الله العبعاب الذي يساعدهم ويوفر لهم ويمكنهم من كل وسائل التدريب العسكري هناك... مثل هذه التحركات اكتشفتها القوات العسكرية الفرنسية فكان أن شددت الحراسة على الحدود الشرقية وكان من نتائجها محاصرة بعض المقاومين وقتلهم وهو ما حدث للشهيدين محمد وبوبكر في معركة أم الحصحاص في جوان 1954. أما معركة أرنيان الثانية فقد خسرتها قوات الاحتلال الفرنسي وخسرت معها اثنين من (القومية) وصبايحي (أي مخازني) وجريحين وذلك رغم استخدام المستعمر الفرنسي للطيران والمدافع الرشاشة وتواصل في نفس الوقت جهد المقاوم مصباح الجربوع في مطاردة الخونة والضغط على قوات العدو وترويعهم وهو ما اضطرهم إلى مهادنة القائد والميل إلى الخداع والتظاهر بالركون إلى السلم والدخول في المفاوضات، فتبيّن لمصباح أن المفاوضين من الجانب الحكومي (وكان فيهم علي بوعجيلة عامل مدنين) أرادوا فصل حركة مصباح عن الحركة الوطنية العامة لذلك أجاب المجاهدون نيابة عن القائد مصباح الجربوع أنّ ترك السلاح يتوقف على أوامر الحزب، وأنه لا بد أن يشمل جميع فصائل الثورة، كما تبين أن نية الضباط الفرنسيين كانت تريد الاحتفاظ بالمنطقة العسكرية وضمها إلى التراب الجزائري. وظلت المعارك متواصلة حتى جاء أمر الزعيم الحبيب بورقيبة رئيس الحزب من باريس بإلقاء السلاح وأرسلت الجامعة الدستورية بمدنين من يعلم مصباح الجربوع بذلك، فسلّم السلاح يوم 10 ديسمبر 1954 بعد أن كان أعلن منداس فرانس يوم 31 جويلية من نفس السنة الاستقلال الداخلي للبلاد. يتبع