تونس «الشروق» وتونس تحيي اليوم العالمي للحليب يبقى المربّون الحلقة الاضعف في منظومة انتاج هذه المادّة الاساسية التي عادة ما تسكب في الاودية والمجاري تنديدا باسغلال الصناعيين وصمت الدولة وشجع المجمّعين... لا يمكن الحديث عن انتاج الحليب في تونس دون التذكير بفضيحة اللاكتوسيروم, هذه المادة التي تضاف إلى الحليب الصافي، بهدف تضخيم كمياته ووزنه. وكانت هذه الفضيحة قد اثارها عدد من منتجي الحليب سنة 2014 وكشف عنها انذاك نائب رئيس نقابة الفلاحين كريم داود والذي اوضح ان عملية الغش تقوم على إضافة الماء الذي يتمّ خلطه مع اللاكتوسيروم إلى الحليب لتزيد كميته. هذا الاجراء يجعل من الصعب كشف عملية الغش إلا من خلال إجراء تحاليل لدى تسليم الحليب إلى المصنع" وعلل داود اتهامه ب"كمية الارتفاع الكبير في إنتاج الحليب سنوياً والتي تتناقض مع تراجع كمية إنتاج الأبقار، وارتفاع نسبة استيراد اللاكتوسيروم التي بلغت سنة 2013، 2750.5 طن مقابل 2047.3 طن سنة 2010 ". وبلغة اخرى يستهلك التونسيون حليبا لا يشبه الحليب الا في لونه الابيض وهو ما اغلق الباب امام تصدير هذه المادة الى الاسواق العالمية الكبرى ليقتصر حضور الحليب التونسي على بعض الاسواق الافريقية والعربية. احصائيا تنتج تونس سنويا مليار و428 مليون لتر سنويا (السنة المرجعية 2016) كما تعد بلادنا 112 الف مرب ومنتج للحليب بقطيع تعداده 457 الف بقرة حلوب منها 65 بالمائة راس بقر اصيل بمعدل انتاج يبلغ سنويا 5655 لترا للبقرة الواحدة.الى ذلك يبقى معدل استهلاك التونسيين للحليب بعيدا عن المعدلات العالمية والذي يبلغ 250 لترا في السنة للمواطن الاوربي في حين لا يتجاوز معدل استهلاك التونسي السنوي لهذه المادة ال 110 لترات ليصل حجم الاستهلاك السنوي لعموم التونسيين 450 مليون لتر سنويا. ويبقى معدل تحويل الحليب صناعيا الى اجبان ومواد اخرى كالياغورت ضعيفا جدا في تونس اذ لا تتجاوز النسبة ال 7 بالمائة من مجموع الانتاج. الى ذلك تعد تونس 45 وحدة صناعية منها 11 وحدة لنتاج وتعليب الحليب و8 وحدات لانتاج الياغورت ووحدتان لتجفيف الحليب و25 لصناعة الاجبان. تقوم منظومة انتاج الحليب في تونس على مربيي الابقار الذين باتوا يواجهون لوحدهم كل المشاكل التي يتخبط فيها الاقتصاد التونسي. ذلك انه وامام انهيار الدينار، شهدت اسعار العلف والادوية والتلاقيح ارتفاعا غير مسبوق مقابل تجميد الدولة لسعر الحليب المعلب. ارتفاع تكلفة الانتاج هذه تحمل اعباءها المنتج في حين يمعن المجمعون لمادة الحليب في التلاعب بمصالح المربين من حيث تحديد السعر متلكئين في ذلك بنقص الجودة ليصل الامر بهم في بعض الاحيان الى رفض قبول كميات الحليب المنتجة للضغط على المربين من اجل التفويت في انتاجهم باسعار يقومون بتحديدها بانفسهم. وضع دفع بالمربين الى التحرك من اجل تحسيس الدولة بمشاكلهم وحملها للتحرك من اجل انقاذ القطاع برمته. وكان عضو المكتب التنفيذي باتحاد الفلاحين، شكري الرزقي، في تصريح لجريدة الشروق كيف يتم امتهان المنتجين والمربين بتحميلهم اعباء الكلفة المرتفعة للانتاج موضحا ان "كلفة انتاج اللتر الواحد للحليب تترواح بين 860 مي الى 1013مي حسب طريقة تربية الابقار بينما الفلاح يبيعه ب760 مي اي اقل من سعر كلغ العلف المقدر ب800 مي". وكان المربون وعلى لسان ممثليهم في اتحاد الفلاحين طالبوا الحكومة ب " اقرار مبدا تحرير سعر الاعلاف المدعمة وتوجيه الدعم مباشرة الى الفلاحين عبر تمكينهم من الاستفادة من الفارق في الاسعار وتكوين لجنة وطنية واعتماد برنامج الاحصاء الذي اعده الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري للفلاحين قصد ضمان توجيه الدعم المباشر اليهم". أرقام ودلالات 112 ألف مربي ومنتج للحليب 457 ألف بقرة حلوب مليار و428 مليون لتر حليب منتجة سنويا