منذ صدور النتائج النهائية للانتخابات البلدية و التي كانت بمثابة «الصفعة» للحزب يحاول نداء تونس القيام بمراجعات وترتيب البيت قبل المواعيد الانتخابية . تونس الشروق-: ومن زاوية ماهو مثبت ومعلن من قبل الحزب فان نداء تونس سينظم قريبا جملة من اللقاءات الجهوية و المحلية والاقليمية يتجه جميعها في مسارين اولهما مزيد تكوين اعضاء المجالس البلدية المنتخبة المنتمية للحزب وثانيهما مناقشة جملة من المسائل الداخلية مع القواعد قبل الشروع في المؤتمرات المحلية والجهوية للحزب والتي ستتوج بالمؤتمر الانتخابي الاول للحزب. هذا الاصلاح وعد به المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي في مناسبتين الاولى بعد صدور نتائج انتخابات المانيا والثانية كانت ادق اثر صدور نتائج الانتخابات البلدية والتي اظهرت النداء في المركز الثالث بخسارة قرابة مليون صوت عن الاستحقاقات السابقة حيث جرى الحديث عن امكانية عودة «الوجوه القديمة» للحزب. وتشير المعطيات من كواليس الحزب عن وجود مسعى يدفع لانجاحه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بوصفه مؤسس الحزب ورئيسه الشرفي نحو استعادة مؤسسي الحزب والوجوه القديمة فيه والتي صنعت ربيعه الاول، حيث يؤكد عدد من المراقبين ان رئيس الجمهورية الذي سحب البساط من القيادة الندائية في المبادرة و التفاوض و في اللعبة السياسية على امتداد كل هذه الفترة نتيجة ضعف الحزب هو شديد الحرص لاستعادة النداء لبريقه في اتجاه استعادة التوازن السياسي. رغم التفاوض الجاري حول استعادة الحزب للوجوه القديمة و الذي احيط بنوع من التكتم من قبل قيادات الحزب فان تصريح الامين العام السابق لحزب نداء تونس الطيب البكوش قد كشفه من خلال حديثه عن التصور الجديد الذي يحمله لانقاذ الحزب شريطة استبعاد من وصفهم ب«الانتهازيين» ولم شمل المؤسسين والرجوع الى ثوابت النداء الاولى حيث تابع بالقول :" النقاش جار بين مؤسسي الحزب والفروع الجهوية بشأن هذا التصور ولكن لا يمكن التنبؤ بنتائجه مسبقا". كما يرى العديد من المحللين في تشخيص الشاهد الاخير لمكمن الداء في النداء مقابل صمت رئيس الجمهورية نوعا من مباركة الباجي قائد السبسي ربما لهذا التوجه القاضي باستعادة الوجوه القديمة للحزب والقيادات الغاضبة ومراجعة النظر في المنتدبين في نداء تونس عبر تجميد البعض منهم و دفع الباقي نحو التراجع الى الصفوف الخلفية بعد ان بات وجودها في مصاف القيادة محل انتقاد واسع من القواعد ومن غير المستبعد هنا التحجيم من دور حافظ قائد السبسي داخل الحزب.في المقابل يبدو الحديث عن نجاح مساعي اعادة الوجوه القديمة راهنا سابقا لاوانه مثلما يذهب الى ذلك الطيب البكوش حيث يشترك اغلبية المغادرين لنداء تونس سواء اولئك الذين شكلوا احزابا سياسية او الذين بقوا على «الربوة» في ضرورة توفير نداء تونس اولا لعرض سياسي قوامه العودة الى الثوابت ومنه تبني المشروع العصري التي تأسس عليها و تنقيته من «الدخلاء» و"الانتهازيين" ولعل في تصريح محسن مرزوق دلالة على وجود عراقيل في طريق تطعيم النداء بوجوهه القديمة في الوقت الراهن حيث قال مرزوق:" ان موقف مشروع تونس هو نفسه من امهات القضايا وهو عدم المشاركة في معارك غيرنا ( في اشارة الى صراع الشاهد وحافظ) والان جهدنا منصب على الاصلاح ومن يريد العمل معنا في كافة الطيف الديمقراطي اهلا وسهلا ولكن على قواعد سليمة وواضحة"