رصدت تقارير استخباراتية أمريكية انتكاسة لتنظيم "داعش" الإرهابي وفرع ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وإجهاض مشروع إقامة إمارة إرهابية بالجزائر، على خلفية الضربات العسكرية الموجعة لأذرع الجماعات الدموية. الجزائر (الشروق): من مراسلنا الطاهر ابراهيم وكشفت أحدث التقارير أن قوات الجيش الجزائري أفلحت في إحباط هجمات انتحارية كان يُخطط لها تنظيم "داعش" الإرهابي وفرع "القاعدة" في المنطقة المغاربية، فيما أبرز تقرير المركز الأمريكي "كارنيغي" أن أن تنظيم القاعدة "تقهقر بشكل كبير في الجزائر، بسبب كثرة أخطائه التي جعلته يخسر معاقله في الجزائر". ولفت التقرير الذي حرره ضباط سامون وسابقون في الاستخبارات الأمريكية إلى أن تنظيم "القاعدة" في الجزائر قد تكبد هزيمة كبيرة جراء مقتل العشرات من أعضائه بسبب ضربات وخطط قوات الأمن والجيش الجزائري منذ بداية 2018، من بينهم 22 إرهابياً في أقل من شهرين. وتعزز هذه المعطيات تصريحات رسمية أدلى بها قبل أيام نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، من أن الحرب الجارية الآن هي "دحر بقايا الجماعات الإرهابية بعد سقوط كبار الأمراء في عمليات نوعية للجيش والأمن". وأحصى التقرير الأمريكي عددا من "الرؤوس الكبيرة" لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" في الجزائر، وأبرزهم الإرهابي "عادل صغيري" الملقب "أبورواحة " ومسؤول إدارة حملات الدعاية، والإرهابي "بوعلام بكاي" المكنى "خالد الميغ" مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم، واستسلام الإرهابي "حداد فوضيل" المكنى "أبودجانة" للسلطات العسكرية الجزائرية. وأرجع التقرير توالي خسائر "القاعدة في بلاد المغرب" لأهم معاقله في منطقة القبائل شرقي الجزائر العاصمة والجبال الشرقية القريبة من تونس، إلى "لجوء التنظيم لأساليب متطرفة كالقتل وخطف سكان المنطقة، وكذا أيديولوجيته المتطرفة والدموية، وعدم انجذاب السكان الأمازيغ لأفكاره وأفعاله، والتي جعلته يجد صعوبة كبيرة في تجنيد الإرهابيين إلى صفوفه". كما غرق التنظيم الدموي في مشاكل تنظيمية، بينما تتصاعد العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الجزائري لفرض حصار أمني على المعاقل الإرهابية على الحدود الجزائرية مع مالي وليبيا وتونس. وسمحت سياسة المصالحة الوطنية في استسلام عشرات الإرهابيين ونزولهم من الجبال وترك السلاح، وتقديمهم معطيات مهمة وسرية عن تحركات بقية الأمراء والكتائب المسلحة. ويأتي ذلك وسط نداءات رسمية تدعو مسلحي الجبال إلى التخلي عن أسلحتهم وتسليم أنفسهم لمصالح الأمن والجيش الجزائري، والعودة إلى حضن المجتمع وعائلاتهم وفق التدابير القانونية المنصوص عليها، بعد الاستفتاء الشعبي الذي نفذ في 29 سبتمبر 2005. وتنصُّ أحكام "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، على "السماح للمسلحين بتسليم أسلحتهم والنزول من الجبال؛ للاستفادة من تدابير العفو وتسوية وضعية المسلحين السابقين والمفقودين، وإعانة عائلات الإرهابيين الذين قُتلوا بمواجهات مع عناصر الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن الجزائري". وتطرق التقرير إلى حادثة اختطاف وقتل المواطن الفرنسي "إيرفيه غورديل" في سبتمبر 2014 في منطقة القبائل من طرف تنظيم "جند الخلافة" الذي انشق عن القاعدة وبايع "داعش"، واعتبرها "بنقطة التحول" التي دفعت بالجيش الجزائري أياماً قليلة بعد الحادثة إلى اطلاق عملية بحث ومطارة حثيثة. وأشار التقرير إلى الخسائر الفادحة التي تكبدها فرع تنظيم "القاعدة" بسبب العمليات العسكرية، والتي أدت إلى مقتل 600 إرهابي ما بين 2013 و2018، وأضاف أن "لجوء قوى الأمن بمؤازرة دائرة الاستعلام والأمن الجزائرية ادى إلى تفكيك الشبكات اللوجستية لخلايا تنظيم القاعدة في المغرب العربي".