تونس - الشروق - عقد مجلس نواب الشعب امس جلسة عامة تم تخصيص الجزء الأكبر منها لمناقشة حادثة غرق مركب المهاجرين التي أودت بحياة العشرات، ومازالت الفرق المختصة تبحث عن عدد كبير من المفقودين. حادثة غرق المركب الذي كان يقل 180 مهاجرا في سواحل قرقنة، اعتبرها رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر رسالة موجهة إلى كل مكونات السلطة في تونس. أما نائب حركة نداء تونس محمد سعيدان فاعتبر ان من الاسباب الرئيسية لتنامي ظاهرة «الحرقة «، الفشل في تحقيق شعارات الثورة ,واشار الى انه بعد ما يزيد على سبع سنوات لم تول الطبقة السياسية العناية اللازمة للمشكل الاقتصادي ومشاكل الشباب وتم تأجيل اهم القضايا . وشد سعيدان على ان الوقت قد حان لايجاد الحلول المثلى، واعتبر ان وثيقة قرطاج 2 كان يمكن ان تكون نقطة بداية الانتقال من مراحل اليأس إلى مراحل الانجاز. وطالب سعيدان بضرورة الابتعاد عن الخلاف وإعلاء المصلحة الوطنية لصنع قارب نجاة لتونس واعلان وحدة وطنية صماء لما تبقى من المدة النيابية. عصابات التسفير والاتجار بالبشر أما نائب حركة النهضة الحبيب خضر فأشار الى ان منطقة الحامة يوجد فيها مأتم في كل حي. واعتبر ان الحادثة تستوجب الوقوف وتحديد المسؤوليات، مؤكدا ان المسؤول الاول هو جشع المجرمين وعصابات الاتجار بالبشر وشبكات التسفير التي امتهنت هذه الجرائم. وطالب في هذا السياق بإنزال اقصى العقوبات عليهم. والمسؤول الثاني حسب خضر هو الامن، حيث أشار الى الفراغ الامني والتقصير مؤكدا أن العملية تحتاج الى فترة طويلة من التحضير والى أيام من الاقامة وهذا كله مر دون انتباه الامن. أما المسؤولية الثالثة حسب خضر فتقع على القائمين على عمليات الانقاذ باعتبار انهم تأخروا ساعات قبل الانطلاق في عملهم .كما اشار خضر الى ان البرلمان ايضا مسؤول لأنه احيانا يناقش الملفات بطريقة تجعلها تبدو كقضايا جانبية. أما نائب الجبهة الشعبية عمار عمروسية فحمّل المسؤولية للإتلاف الحاكم الذي اعتبر انه «يحكم بالدماء» مشيرا الى ان الشعب يعاني «انكسارا معنويا كبيرا». وشدّد عمروسية على ان سياسة الائتلاف الحاكم عمّقت الفقر والتهميش وختم مداخلته بالقول «أنتم سلالة كراسي ونهب الثروات ,لكن القصّة العربي جايّة لا محالة». فيصل التبيني نائب حزب صوت الفلاحين اعتبر ان تنامي ظاهرة هجرة الشباب سببه الأساسي فشل الحكومة في تعاطيها مع هذه الفئة. وشدّد على أن الحكومة غائبة كليّا في ملف الشباب، واستغرب التبيني من صمت الحكومة إزاء هذه الحادثة الاليمة وعدم التعاطي معها بالجدية الكافية. وانتقد التبيني انشغال السياسيين بالصراع (يوسف الشاهد وحافظ قائد السبسي) وإغفال القضايا الرئيسية. أما رئيس الكتلة الوطنية مصطفى بن احمد فشدّد على ضرورة زرع الأمل والتفكير في إجراء جلسة عامة خارقة للعادة يتم فيها إقرار قانون يفيد الشباب ويزرع الامل فيهم. في حين طالب نائب حركة النهضة بشير الخليفي بضرورة الوقوف وقفة جادة لمعالجة هذه الظاهرة وبعث الامل في الشباب لاسترجاع ثقته في الدولة. كما نبّه الخليفي الى خطورة عدم ايفاء الحكومة بوعودها مشيرا الى أن الاتفاق الذي حصل بين الحكومة والشباب المعتصم في منطقة الكامور لم يقع تنفيذ كل نقاطه وبقيت عديد النقاط الهامة حبرا على ورق. طلب الصفح طلبت نائبة كتلة الحرة لمشروع تونس هدى سليم الصفح من كل الامهات والشباب وقالت «أطلب الصفح منكم لاننا لم نوفر لكم حياة كريمة واضعنا فرصة عظيمة وفرتموها لنا وفشلنا في استغلالها».