شهد يوم 25 ماي 1958 محاولة القوات الفرنسية المرابطة برمادة أن تخترق السد الواقع بكنبوت لكن القوات التونسية المرابطة بالمكان منعت الجنود الفرنسيين من التقدم وحثتهم على التراجع فامتنعوا وأطلقوا النار على القائمين على حراسة السد فقامت القوات التونسية برد الفعل. ومثل تطويق ثكنة رمادة واستعمال السلاح ضد الجيش الفرنسي في «عقر داره» إهانة تنذر بجدية التهديدات التي أصبحت تداهم الوجود الفرنسي بالبلاد التونسية وهو ما دفع القوات الفرنسية الى استنفار كل امكانياتها الدفاعية في محيط البرج والتفكير في استخدام الدفاع الجوي خاصة بعد أن أصبح «المهاجمون التونسيون» مدعومين بالمدفعية على بعد أمتار الثكنة. تقول الدكتورة فاطمة جراد: شهدت المنطقة صباح يوم 25 ماي 1958 قدوم طائرات حربية لقصف القرية وفك الحصار على الثكنة.. وطال القصف شعاعا يمتد على 40 كلم شمال رمادة طولا وعدة كيلومترات عرضا ووجهت الطائرات نيرانها على الأخص نحو المراكز التونسية الواقعة بكنبوت وبئر عمير وواد دكوك لمدة 5 ساعات تمكن على اثرها الجيش الفرنسي من استرجاع السيطرة الميدانية على المنطقة وتمشيطها في غضون ساعات من انتهاء القصف. وتحدثت الصحف الوطنية عن خسائر مادية وبشرية عديدة في رمادة وخاصة في صفوف المدنيين وقد تصدر قائمة هذه الاسماء مصباح الجربوع الذي اغتاله الجيش الفرنسي في بداية الليلة الفاصلة بين 24 و25 ماي 1958 وقد هزّ اغتياله الراي العام الوطني باعتباره من أبرز قادة المقاومة المسلحة في الخمسينات. وتؤكد الباحثة فاطمة جراد ان جل الروايات التي اطلعت عليها تشير الى ان استشهاد مصباح الجربوع لم يكن في مواجهة عسكرية مباشرة مع الجيش الفرنسي بل إن عربة عسكرية داهمته في أرض منبسطة مع رفيقه علي المخلبي واغتالتهما وقد تم تجريدهما من أوراقهما وأسلحتهما ثم أبعدا عن مكان الاغتيال حيث عثر على جثة الشهيد مصباح الجربوع بعد شهر من اغتياله قرب برج البوف. فكان ان رثاه الشعراء الشعبيون من ذلك الشاعر ضو الأبيض. نهار الليل جت وفايته مقرية التلفون خبر والكلام انشاد وجاء لبني خداش تل ضيق عشية ومن الجوايا اصنتوه أفراد بكت النساء والرجال والذرية حتى صغير السن كيف انزاد على قايد الثوار والوطنية نهار الخميس كبوا عليه الحاد كما وثق المخرج السينمائي الخالد عمار الخليفي مسيرة المقاوم مصباح الجربوع في فيلم سينمائي بعنوان «الفلاقة» سنة 1970. انتهى