حملات تطهير في فيفري 1952 ومتابعة لحملات اعتقال المناضلين والمجاهدين قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بمداهمة منطقة (وادي اللبة) بقوة كبيرة من الجند مدعمة بالدبابات التي يتواجد بها عائلات الهناشير والأفراج وأولاد زائد وبعد أن طوقوها في الصباح الباكر من جميع الجهات أخذوا في التفتيش الدقيق لمنازل ضو الهنشير وعبد النبي الهنشير والشيخ علي بن منصور بن فرج وسالم بن منصور بن فرج ومنصور بن سالم بن فرج والربعي بن فرج وسعد بن فرج وذلك بحثا عن السلاح حيث وصلت معلومات الى السلطات الفرنسية تفيد بأن كميات هائلة من السلاح مخفية في تلك المنطقة الفلاحية ولدى العائلات المذكورة التي تسلمها الى المقاومين والثوار و«الفلاقة» بعيدا عن الأعين وبطريقة سرية خدمة للنضال والجهاد. غير أن عملية تفتيش تلك المنطقة والتي امتدت أكثر من ثلاث مرات في يوم واحد وخصوصا منزل ضو الهنشير الذي وجدوا لديه بندقية صيد بها عطب فاتخذوها مبررا لاعتقاله وزجوا به في السجن وعائلته لم تعلم عن حياته شيئا. كمين في البئر الأحمر تحدث المناضل السياسي المنصف بن فرج عن تداعيات حملات المداهمة للقوات الفرنسية والتي كان من أهمها توالي الأعمال البطولية للمقاوم مصباح الجربوع وقيادته للأعمال الفدائية ضد جيش المستعمر الفرنسي من ذلك نصبه لكمين في منطقة البئر الأحمر يوم 25 ماي 1952 وفيه قتل العديد من الجنود الفرنسيين وما كان من القوات الفرنسية إلا رد الفعل بالقبض على بعض رفاق مصباح منهم ميلود البوعبيدي وسعيد فرشينة وعلى أفراد عائلته وزوجته فاطمة ووالده الحاج صالح وأودعوهما السجن ثم ألحقوا بهما أخاه المقاوم المرحوم علي الجربوع. يقول المناضل السياسي المنصف بن فرج: «كان مصباح الجربوع في تلك الأثناء كثير التحرك في مناطق جبال تطاوين وغمراسن وبني خداش ومطماطة وغيرها يشعل فتيل الثورة ويترصّد جنود الاحتلال وينصب لهم الكمائن، منها ذلك الكمين الذي نصبه في الطريق الرابط بين تامزرط ومطماطة، أطلق فيه الرصاص على سيارة عسكرية فرنسية جرح فيها ضابط فرنسي يوم 1 سبتمبر 1952. ويواصل المناضل السياسي المنصف بن فرج القول: هجم مصباح الجربوع مع عدد من رفاقه على برج مطماطة ثم وقعت معركة )تشين) وفيها جرح أحد جنود الاستعمار. وكان مصباح دائما البحث عن المتطوعين والأنصار. يتبع