تونس «الشروق»: أسدل الستار مساء الثلاثاء الماضي 05 جوان 2018 على عروض الدورة 28 لمهرجان «ليالي باب سويقة»، بعرض «تراثولوجيا» للكوريغراف عماد عمارة، مدير باليه «تونيزيا فولكلور»، عرض تضمن 17 لوحة راقصة أبهرت الحضور في ساحة باب سويقة. جمهور غفير كان في انتظار هذا العرض الكوريغرافي المدعم من وزارة شؤون الثقافية، والعرض الكوريغرافي الوحيد في باب سويقة، الجميع كان يمسك هواتفه الجوالة، على أمل أخذ صور لباليه قيدوم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، عماد عمارة والجميع كان في انتظار عرض يستحضر من خلاله مجد هذه الفرقة. الساعة كانت تشير إلى الساعة العاشرة والنصف ليلا، لما صعدت، إحدى راقصات الباليه، وتمددت أرضا، وكأن الإرهاق أخذ منها مأخذا، لكن لا تلبث أن تفهم المعاني وتقرأ المقاصد، بدخول بعض بقية العناصر في هذا المشهد الافتتاحي.. إنها شخصية ترمز إلى التراث المتعب والمهمش للرقص الشعبي... يدخل الرقص المعاصر، ليأخذ بيدها، فلا تتحرك، إلى أن تدخل 04 راقصات بأزياء تقليدية من مختلف جهات الجنوبالتونسي، ومع نسمة فنية جنوبية متجذرة في عمق تراثنا تبدأ هذه الشخصية في الحركة وتصّاعد حركاتها شيئا فشيئا وتنطلق رحلة الأصالة من أقصى جنوب البلاد التونسية إلى أقصى الشمال مرورا بالوسط والشمال الغربي. رحلة جسدها الكوريغرافي عماد عمارة في قرابة 15 لوحة، وكل لوحة لها سحرها وخصوصيتها سواء على مستوى الرقص أو على مستوى الأغاني التي تراوحت بين المباشرة و«البلاي باك» و«الباك راوند»، وخاصة على مستوى الملابس التي كانت مثلت حقيقة نقطة قوة العرض، حتى أنه في الكواليس هناك من تساءل عن كلفة العرض لتنوع وكثرة الملابس... ففي 17 لوحة غير 15 راقصا وراقصة قرابة 15 لباسا، كلها تسحر العين وتشدها، إلى درجة أن الجمهور بساحة باب سويقة وكأنه ليس نفس الجمهور الذي حضر العروض السابقة المقدمة في ليالي رمضان بباب سويقة، إذ لم يرقص أحد، والأغلبية الساحقة كانت تمسك هواتفها الجوالة سواء لتصوير بث مباشر على «الفايسبوك» أو لتسجيل فيديو والتقاط صور. وإلى جانب اللوحات الجميلة للكوريغراف عماد عمارة، تم تطعيم عرضه «تراثولوجيا» بلوحتين في الغناء المنفرد لأغنيتين من التراث التونسي وهما أغنية «كبّي الفولارة» و«ريت النجمة»، بصوت المطربة الصاعدة، عفاف سالم، والتي اكتشفها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي لما سجلت بمفردها أغنية «الفولارة» وشاركتها الجمهور على موقع اليوتوب. عرض «تراثولوجيا»، كان مسك ختام، الدورة 28 لليالي باب سويقة، هذه التظاهرة التي باتت منذ سنوات تمثل متنفسا رمضانيا ليليا لأهالي باب سويقة، وخاصة بعد غلق «الكافيشانطة»، والميزة الأبرز والأهم في ليالي رمضان بباب سويقة أن العروض المقدمة ذات بعد ثقافي، وتقدم في فضاء مفتوح للجمهور مجانا أي دون اقتطاع تذاكر دخول.