فراغ برامجي! أوشك شهر رمضان على النهاية ولم تترك القنوات التونسية لدى المشاهد اي انطباع سوى كم هائل من الرداءة والعنف والميوعة وقلة الذوق اذ يتجول المشاهد بين اكثر من 10 قنوات تونسية بحثا عن مادة اعلامية تحقق له الفرجة لكنه يصطدم بتخمة من البرامج غاب عنها اي نوع من التصور والإبداع مجرد حشو وملء فراغات وجلب اكبر عدد من المستشهرين دون أدنى احترام لذوق المشاهد... هل تعاقدت هذه التلفزات دون استثناء (الحوار التونسي، الجنوبية، نسمة، التاسعة تلفزة تي في..) مع بث الرداءة والتفاهة والضحك على الذقون؟ اين الابتسامة التي اعتادها المشاهد في البرامج والسلسلات الهزلية التي كانت تنتجها بعض هذه القنوات عندما لم يكن المشهد مليئا بهذا الكم الكبير من التلفزات؟ لماذا تدنى مستوى الإعلام المرئي الى هذه الدرجة؟! لا سلطة للمرسوم 116! بالرغم ان كل القنوات التونسية تجاوزت كل الفصول القانونية التي جاء بها المرسوم 116 فيما يتعلق بتنظيم الإشهار الا ان المشاهد لقناة نسمة يلاحظ انها الأكثر بثا للومضات الإشهارية حتى ان الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري لفتت نظرها الى ذلك في اكثر من مناسبة ويبدو ان كثرة الإشهار أرهق المشاهد الذي يجد نفسه في كل مرة مضطرا لمتابعة عشرات الومضات في السهرة الواحدة حتى انه احيانا ينسى ماذا كان يتابع على هذه القناة من فرط طول الومضات وحتى الومضة الواحدة!... وعلى الرغم من ان نسب المشاهدة هي التي تجلب المستشهرين لهذه التلفزات الا ان اصحابها لم يعيروا اي اهتمام للمشاهد الذي أصابوه بالملل من فرط تخمة الإشهار. غياب الدراما ترك فراغا لدى المشاهد على غير العادة ولأول مرة في تاريخ التلفزة التونسية يمر شهر رمضان دون عمل درامي على الوطنية الأولى هو قرار اتخذه ال"ر م ع "بالنيابة السابق عبد المجيد المرايحي بحجة ان المؤسسة تمر بأزمة مالية هذا القرار لم يأخذ بعين الإعتبار المشاهد التونسي الذي يتصالح مع هذا المرفق العمومي في شهر رمضان فالأعمال الرمضانية التي بثت على هذه القناة بقيت خالدة وعالقة في الذاكرة على غرار «الدوار» و«غادة» و«امواج» و«منامة عروسية» وغيرهم من العناوين... قرار عدم انتاج مسلسل على الوطنية الأولى في رمضان 2018 يعد قرارا جائرا ايضا في حق التلفزة التونسية التي تحولت الى رزق البيليك بأتم ما في الكلمة من معنى وما عمق ازمتها اداراتها المتعاقبة واللامسؤولة.. الأفلام الأجنبية حل امام الفراغ البرامجي في غياب لبرمجة رمضانية على شاشتها خيرت قناة الجنوبية بث افلام وسلسلات اجنبية منها مايشد المشاهد ويريحه من البرامج الهزيلة التي تبثها بقية القنوات التونسية خاصة بعد الساعة العاشرة ليلا اذ تشرع اغلب التلفزات التونسية في بث كم من الرداءة بإمضاء مجموعة من الممثلين والفنانين يجتمعون في «بلاتو» على الرداءة والميوعة دون اي تصور او ابداع.