رغم المعاناة والألم الشديدين؛ تسعى غزّة وأهلُها لسرقة شيءٍ بسيط من الفرح، الذي يُحاول الاحتلال اغتيالهُ قبل أن يجد له الفلسطينيّون سبيلا، ففي ثالث أيام العيد صعّد الاحتلال من ممارسته الوحشية؛ فقتل فلسطينيا وشن عدّة غارت عنيفة على قطاع غزة. شهيد برصاص الاحتلال في غزة القدسالمحتلة (الشروق) واستشهد شاب فلسطيني أمس، أثناء تواجده شرق مخيم العودة شرق مدينة غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة «استشهاد المواطن صبري أبو خضر 24 عامًا شرق غزة برصاص الاحتلال متأثرًا بإصابته. وأضاف في تصريح صحفي ل «الشروق» «يرتفع عدد شهداء مسيرة العودة وكسر الحصار التي انطلقت في 30 مارس إلى نحو 125 شهيدًا، وأكثر من 13 ألف إصابة». وبين شهود عيان ل«الشروق» أن جنود الاحتلال أطلقوا النار صوب مجموعة من الشبان بالقرب من معبر المنطار «كارني» شرقي مدينة غزة، بزعم أنهم حاولوا «اختراق» الحدود. وفي وقت باكر من يوم أمس، قصف الطيران الحربي الصهيوني مواقع للمقاومة الفلسطينية في مدينة غزة، فيما ردت المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات القريبة من القطاع. وأشار شهود عيان ل«الشروق» بأن الطيران الصهيوني قصف موقع بدر في منطقة غرب غزة ب4 صواريخ؛ اثنان منها من الطيران بدون طيار. كما قصف الاحتلال موقع السفية التابع للمقاومة، وموقع الجدار في منطقة شمال غزة، وأيضا موقع تل الزعتر في شمال قطاع غزة، ولم يبلغ عن وقوع اصابات؛ سوى أضرار مادية كبيرة داخل المواقع، وتضرر عدد من نوافذ المواطنين القريبين من المواقع. وردا على القصف الصهيوني الذي تسبب بإثارة الفزع لدى الفلسطينين سيما الأطفال، أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات في غلاف غزة، وسمعت صفارات الإنذار تدوي فيها. وفي تطور آخر استهدف الاحتلال مطلقي الطائرات الورقية الحارقة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث قصفت طائرة استطلاع صهيونية، سيارة مدنية خالية من الركاب شرقي مدينة غزة ادعى الاحتلال أنها «تعود لأحد منظمي وناقلي خلايا إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة». وكان تأثير الطائرات الورقية في بداية الأمر مقتصرا على المزارعين ثم انتقل سريعا إلى جميع المستوطنين في غلاف غزة، وأخيرا وصل إلى القادة السياسيين الذين طالبوا بشكل صريح بقتل الشبان المسؤولين عن اطلاق الطائرات الورقية والتعامل معهم كمطلقي الصواريخ. ويقرأ المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات في استهداف طائرات الاحتلال لمطلقي الطائرات الورقية الحارقة على الداخل المحتل عددًا من الدلالات ، تتعلق بانتقال الاحتلال إلى أسلوب جديد بالتعامل مع الشبان، وخشيته مع زيادة رقعة الحرائق في قادم الأيام، فضلا عن التكلفة المدفوعة على الصعيد المادي والمعنوي. ويشير بشارات إلى أن الاحتلال يخشى بشكل جاد أن تتحول ظاهرة الطائرات الورقية إلى ما يسمى ب«الإرهاب المنظم»، وتحديدا بعدما ارتفعت كثافة الطائرات والبالونات الخارجة من غزة على طول السلك الفاصل والتي وصلت في بعض الأوقات إلى ما يزيد عن 35 كيلو متر داخل الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى اقترابها من منازل المستوطنين. رأي خبير الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عدنان أبو عامر: الاحتلال ينظر لما يجري في غزة على أنه «إشكاليات داخلية مع السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وهناك جهات دولية إقليمية مكلفة بهذه الحماية بتوفير الخدمات الإنسانية»... إسرائيل تشترط تفكيك السلاح بغزة وإجراءات يصعب على الفلسطينيين تنفيذها، مقابل أي حل لأزماتها، وبذلك تبقى المسؤولية ملقاة على عاتق دول المحيط لمنع حدوث الانفجار.