يشتكي المنخرطون في منظومة طبيب العائلة التي تسمح بأن يدفع المريض 30 بالمائة من قيمة الدواء وعددهم يفوق 350 ألف منخرط تصاعد نسق عزوف الصيدليات عن التعامل مع ال«كنام». تونس (الشروق) احتدت أزمة المرضى المنخرطين في منظومة طبيب العائلة مع الصيدليات التي اختارت عدم تطبيق بنود الاتفاقية المبرمة مع ال«كنام» والتي يتمتع المرضى بموجبها بدفع 30 بالمائة فقط من معلوم الدواء. في حين يتكفل صندوق التأمين على المرض بدفع نسبة 70 بالمائة من الثمن. وترجّح المعطيات التي توصلنا اليها أن نحو 30بالمائة من الصيدليات في جل تراب البلاد ترفض مواصلة التعامل بهذه المنظومة مما يضطر المرضى الى دفع معلوم الدواء كاملا أو البحث عن صيدلية لم تقاطع بعد هذه المنظومة. عدم تجديد الاتفاقية ويذكر أن المكتب الوطني للنقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة كانت قد أعلمت الصندوق رسميا يوم27فيفري2018 بعدم تجديد العمل بالاتفاقية القطاعية الممضاة مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض ال«كنام»، التي سوف ينتهي أجلها يوم 20 أكتوبر 2018. وقد قامت النقابة المعنية بتنبيه الصندوق في الآجال القانونية المحدّدة ب6 أشهر بقرار عدم تجديد الاتفاقية لتصبح بذلك ملغاة بحلول تاريخ 21 أكتوبر 2018. ودعا المكتب الوطني، أصحاب الصيدليات الخاصة إلى مزيد الحذر وعدم المجازفة في التعامل مع منظومة الطرف الدافع في ظل التأخير الكبير والمتزايد في خلاص مستحقات الصيدليات وفي ظل عدم وضوح الرؤية بسبب التأخير الحاصل في برنامج إصلاح الصناديق الاجتماعية. ويشار الى أن هذا القرار كان له انعكاس على تراجع إقبال الصيدليات عن التعامل بمنظومة طبيب العائلة بسبب الخوف من مستقبل خلاص مستحقاتها بعد شهر أكتوبر المقبل. تعمّق الأزمة ويشار الى أن عدم تجديد الصيادلة للاتفاق مع ال«كنام» من شأنه إلحاق الضرر بالمضمونين الاجتماعيين الذين انخرطوا في منظومة الطرف الدافع دون أن يستفيدوا من خدماتها. فقد أجبر رفض أصحاب عديد الصيدليات التعامل بمنظومة طبيب العائلة المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة الى التنقل بين عديد الصيادلة للظفر بصيدلية تقبل التعامل بهذه المنظومة. وذكر لنا عدد من الصيادلة الذين تحدّثنا اليهم أنهم اضطروا الى اتخاذ هذا القرار نظرا الى عدم قدرتهم على تحمّل الديون المتخلدة بذمتهم والتي بلغت بالنسبة الى العديد منهم الى عشرات آلاف الدنانير. ومن جهته ذكر كاتب عام النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة السابق رشاد قارة علي أن أكثر ما يتعب الصيدليات التأخير الكارثي لاستخلاص المستحقات الذي يصل الى 6 أشهر مما يجعل أصحاب الصيدليات عاجزين عن تسديد مستحقاتهم للمزودين والعاملين معهم. وذلك بسبب ما يعانيه صندوق التأمين على المرض منذ سنوات من أزمة مالية متفاقمة ناجمة أساسا عن نقص السيولة المالية الناجمة بدورها عن تأخر تحويل الصناديق الاجتماعية لمساهمات المنخرطين التي تجاوزت ألف مليار. وقد تسبب تأخير تحويل المساهمات في تراكم ديون ال"كنام" من صيدليات ومستشفيات. وامتدت الازمة الى الصيدلية المركزية وسائر مسديي الخدمات الصحية. كاتب عام نقابة أصحاب الصيدليات الخاصة ديون ال"كنام" أضرت بالصيدليات ذكر كاتب عام نقابة الصيادلة أن النقابة أعلمت رسميا ال"كنام" بعدم نيتها تجديد الاتفاق الذي ينتهي في أكتوبر القادم. وفي المقابل لم تصل أي مراسلة من الصندوق الى حد الآن. وأشار الى أن الاتفاقية مع ال"كنام" في حاجة الى المراجعة والتقييم بعد مرور 10سنوات على إبرامها. كما أنها في حاجة الى حل جذري في خصوص مشاكل السيولة وتأخير الخلاص الذي يتجاوز 4 أشهر ويصل الى 6 أشهر. وأضاف أن حجم ديون الصيادلة كبير لدى ال«كنام» باعتبار أن حجم معاملاتها الشهري يصل الى 20مليارا. وفي مايتعلق برفض عديد الصيدليات التعامل بمنظومة طبيب العائلة ذكر مصدرنا أن العديد منها يعاني من انعكاس ديونه على الصيدليات التي تعتبر مؤسسات صغرى. وقد نبهت العديد منها الى عدم قدرتها على مواصلة التعامل بهذه المنظومة خاصة في باجة والكاف والقصرين وعديد الجهات الأخرى. مدير الاتصال في الصندوق الوطني للتأمين على المرض الحلول ممكنة ذكر صالح حميدات مدير الاتصال في الصندوق الوطني للتأمين على المرض في حديثه ل»الشروق» أن الصيادلة التزموا في إعلامهم بإنهاء التعاقد مع الصندوق بالمهلة القانونية المطلوبة. وأعلموا قبل 6 أشهر معربا عن أمله في إيجاد تسوية وحلول للأزمة القائمة خلال هذه المهلة من أجل تجديد اتفاقية التعاقد معهم .واعتبر أن الحل رهين ما تتوصل اليه الأطراف المتفاوضة من اتفاق. واعتبر حميدات أن التوصل الى حل ممكن خلال المهلة خاصة أن الصندوق سيتكفل بدفع جزء من مستحقات مسديي الخدمات الصحية منها للصيادلة خلال الشهر الحالي (الأسبوع القادم)وخلال شهر جويلية المقبل. وأضاف أن ال"كنام" يقوم بمجهود كبير لحل الإشكال بفضل الاستخلاص المباشر من القطاع العمومي الذي يمثل قرابة 40بالمائة من المساهمات وذلك لخلاص التزاماته مع مسديي الخدمات. كما تم تقليص آجال الاستخلاص من 5 الى 3 أشهر في الفترة الأخيرة. أرقام ودلالات 20 مليارا رقم المعاملات الشهري للصيدليات مع ال"كنام". 370 ألف منخرط ضمن منظومة طبيب العائلة. 2100 صيدلية تجارية في تونس. 5 و6 أشهر آجال استخلاص مستحقات الصيدليات من الكنام.