طالبت الجمعية الوطنية لسلك المعتمدين الرئاسات الثلاث وكافة قوى المجتمع المدني بالعمل على تنقيح القانون الاساسي لسلك المعتمدين وذلك في موكب الاحتفال بالذكرى 62 لانبعاث السلك الذي نظمته أمس تحت اشراف المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية. تونس(الشروق) واختار منظمو احتفالية الذكرى 62 لبعث سلك المعتمدين أن تكون التظاهرة لمسة وفاء واعترافا بالجميل للزعيم الحبيب بورقيبة، حيث كانت البداية بتحية العلم في مقر مركز التكوين ودعم اللامركزية تلتها مداخلات لكل من عبد الناصر العوجي رئيس الجمعية الوطنية لسلك المعتمدين عرض من خلالها انشطة الجمعية ومحاضرة حول السلطة المحورية من خلال مجلة الجماعات المحلية قدمها خبير الشأن المحلي محمد الضيفي قبل تكريم ثلة من المعتمدين والتحول الى روضة آل بورقيبة بالمنستير لتلاوة الفاتحة وتنظيم حفل استقبال من قبل جمعية الفكر البورقيبي. من بناء الدولة الى التهميش وبين خبير الشأن المحلي محمد الضيفي أن سلك المعتمدين احدث بمقتضى الامر العلي في 21 جوان 1956 المتعلق بالتنظيم الاداري لتراب الجمهورية التونسية الذي احدث مندوبيات اصبحت فيما بعد تسمى معتمديات حيث تم احداث 112 خطة معتمد عوضوا سلطة «الخليفة» أو «القايد». ومر السلك تاريخيا ب3 فترات تاريخية بدأت من اعتباره ركنا من اركان بناء دولة الاستقلال من 1956 الى 1964 حيث امتاز السلك بالصرامة والحزم لفرض هيبة الدولة الحديثة وكسر القوى الرجعية والقبلية والانكباب على تطبيق سياسة الدولة في معركة تشييد اسس الجمهورية اذا كان الممثل الوحيد لكل الوزارات. وامتازت الفترة الثانية وفق الضيفي بهيمنة الحزب الاشتراكي الدستوري وامتدت من 1964 الى 1970 حيث قضى مؤتمر الحزب سنة 1964 بمنح مهمة الاشراف على لجنة التنسيق الى الوالي بما جعل دور المعتمد يتراجع الى حين الفترة الممتدة من 1989 الى 2011 التي ساهم فيها بدور تنموي ومعاضدة لمختلف تدخلات الدولة. ولئن ساهم سلك المعتمدين في محطات عديدة من تاريخ تونس فانه وكما يشدد الضيفي بلغ درجة التهميش في الفترة اللاحقة لسنة 2011 سواء من خلال ضبابية المهام واعفاء قدماء السلك وتغيير طريقة التسمية وكلها اسباب دفعت في رأيه الى فقدان التجربة والكفاءة واصبح السلك ملاذا لتشغيل المعطلين عن العمل ومكافأة «زبائن» الاحزاب. دعوة الى التحرك في المقابل تكرس المنظومة القانونية الجديدة التي جاءت بها السلطة المحلية دورا مغايرا للمعتمد يكمن في الدور الرقابي صلب المجالس الجهوية وفي رئاسة المجلس المحلي للتنمية وذلك اثر اجراء الانتخابات الجهوية غير انها تظل قاصرة وفق الضيفي الذي لاحظ في تجاهل منظومة السلطة المحلية لدور الوالي تجاهلا ايضا لمساعديه المعتمدين وفي هذا السياق تتنزل دعوة جمعية سلك المعتمدين للتسريع بتنقيح القانون الاساسي للسلك بلورة لمهام اطاراته وتماشيا مع التشريعات الجديدة وسيما منها مجلة الجماعات المحلية . المراحل التي يمر بها السلك 1956 - 1964: بناء الدولة وتحصين وحدتها ومقاومة مظاهر التخلف والعروشية في اطار تقسيم ترابي جديد 1964 - 1970: الخضوع لسلطة الحزب الحاكم 1970 - 1989: تطويراداء السلك ومناهج الانتداب والتخفيف من هيمنة الحزب 1989 - 2011: تنامي الدور التنموي في اطار تفعيل التوجهات العامة 2011 - 2018: فشل في الانتدابات وبداية فقدان الهيبة وتدخل الاحزاب الباجي قائد السبسي في اول دفعة كان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من بين اول دفعة من الكتاب العامين للولاة الذين وقع تعيينهم يوم 1 جويلية 1956 رفقة كل من معمر السماوي والهادي المبروك ومحمد التوجاني واحمد الزغل ومحمد النخلي ومحمود التارزي وذلك في التاريخ الذي وقعت فيه تسمية معتمدين مكلفين بخطة كاتب لاول مرة.