مخدرات واعتداءات وتحيل هي حصيلة بعض القضايا التي تورط فيها عدد من الفنانين التونسيين آخرها حجز كمية من مادة الزطلة لدى الشاب بشير ... تونس الشروق: ظاهرة أثارت جدلا واسعا حول الصورة التي اصبح يروج لها هؤلاء خاصة وأن أغلبهم من مغني الراب ممن لديهم تأثير كبير على الأطفال والمراهقين . فأي رسالة بات يحملها هؤلاء؟ شهدت المحاكم التونسية في السنوات الأخيرة عدة قضايا بين استهلاك وترويج المخدرات والاعتداءات والتحيل وغيرها من الجرائم اصحابها عدد من الفنانين آخر هذه الأسماء الشاب بشير الذي حكم عليه بالسجن بعد القبض عليه مؤخرا في مطار تونسقرطاج وبحوزته 3،7 كلغ من " الزطلة " .. ومن اجل استهلاك مادة الزطلة حوكم ايضا مغني الراب كافون بالسجن لمدة سنة ونفس القضية حوكم من اجلها كلاي بي بي دجي ومنع ايضا من المشاركة في مهرجانات 2017 على اثر توجيهه كلام بذيء للأمنيين في احد حفلاته ... الممثلة أساور سجلت ايضا اسمها في عالم المخدرات ودخلت السجن السنة الماضية من اجل مسك واستهلاك مادة الكوكايين ثم حوكمت في مرة ثانية في قضية تحيل واعتداء على رجل اعمال عربي ، ومن الاستهلاك والترويج لمادة مخدرة الى الاعتداء بالعنف الشديد اذ سجل الفنان أكرم ماق اسمه في اروقة محاكم تونس على اثر اعتدائه على ممرضة وتهشيم بلور احد مستشفيات سوسة . لم تتوقف فضائح الفنانين عند الاستهلاك والاعتداءات والتحيل بل تواصلت الى اكثر من ذلك اذ اثار خبر تسبب الممثلة رانية القابسي في حادث مرور وهي في حالة سكر ضجة كبيرة حول تدني مستوى الفنانين في تونس فبدل من ان يكونوا المثال الذي يحتذى به اصبحوا يقدمون صورة سيئة عن الفن ... وتفاعل مع هذه الحوادث عدد كبير من التونسيين على مواقع التواصل الإجتماعي الذين انتقدوا هذه السلوكات التي تصدر عن فنانين هم في الأصل مرآة للمجتمع خاصة وان اغلبهم من مغنيي الراب هذا النوع الغنائي الذي لديه تأثير كبير على الأطفال والمراهقين، ففي الفترة التي قضاها كافون في السجن من اجل استهلاك مادة الزطلة كان الأطفال والشباب يرددون أغنيته "حوماني " التي عرفت صدى كبيرا لدى هذه الشريحة وفي ذات الوقت يقبع صاحبها في السجن حتى ان عددا من الشباب اصبحوا يدافعون عن مستهلكي الزطلة ويطالبون بتغيير عقابها .. النجومية السهلة والسريعة وتدني المستوى الثقافي والأكاديمي من بين الأسباب. هذه الجرائم وغيرها ممن ارتكبها عدد من الفنانين التونسيين خاصة في السنوات الأخيرة اثارت ايضا اهل الثقافة والفن معتبرين ان "الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه "و ان الفن عنوان لكل شيء جميل ونبيل اذ لا يختلف اثنان في ان الفن رسالة وان الفنان هو الحامل لهذه الرسالة التي يعمل من اجل تبليغها لجمهوره وللعالم عبر فنه سواء كان ممثلا او مغنيا او كاتبا او رساما....و هو في الآن ذاته قدوة ومثالا لمعجبيه وبدل ان يكون الصورة السيئة لجمهوره يقدم صورة إيجابية عن حامل هذه الرسالة التي اجتمع العالم حولها بانها رسالة نبيلة يعمل صاحبها على تمريرها من خلال الكلمة والصورة و غيرها من التعبيرات الأخرى لكن يبدو ان ما حدث في تونس بعد ما عرف بالثورة انقلاب للموازين والقيم باسم الحريات حتى ان البعض اصبح يتباهى بالخطيئة والجريمة اصبحت تدخل في باب الحريات خاصة اذا ما تعلق الأمر باستهلاك "الزطلة " وما شابه من هذه المواد المخدرة ... تسيب وانحلال وتدن للاخلاق .. معان وصور جديدة اصبح يروج لها عدد من الفنانين في تونس ، وان كانت هذه الظاهرة ليست بالجديد على الساحة الفنية ونذكر على سبيل المثال الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الفنان الشعبي العربي الماطري في حق طفل سنوات التسعينات (اغتصاب وقتل) وان ما يحدث اليوم هو ارتفاع منسوب الجريمة لدى هؤلاء وهو ما فسره علماء النفس والإجتماع بتدني مستوى الأخلاق في المجتمع التونسي في السنوات الأخيرة كذلك المفهوم الخاطئ للحرية والنجومية السهلة والسريعة والمستوى الثقافي والأكاديمي المتدني لبعض الأسماء الفنية كلها عوامل ساهمت في ارتفاع الجريمة لدى هؤلاء دون ان ننسى دور الإعلام المرئي الذي ساهم بدرجة كبيرة في الشهرة المزيفة لهؤلاء ووضعهم في الواجهة وفي الصفوف الأمامية على حساب الأسماء الفنية الكبيرة التي دخلت طَي النسيان والتي عملت جاهدة على الترويج للصورة النبيلة للفن فالفن عنوان للحب والحياة والسلام والجمال على غرار ما قدمه عدد من المبدعين في تونس وفي العالم على غرار علية وفيروز وام كلثوم وغيرهم من الأسماء ومن منا لا يعرف شخصية باتمان الذي يحمل رسالة هي محاربة الجريمة ونصرة الفقراء ...