عملت في أكثر من ميدان وأثبتت جدارتها وتميزها في كل عمل قامت به فانتقلت من مهنة مضيفة طيران إلى مذيعة ربط إلى عالم الأزياء والتصاميم. حياتها مليئة بالنشاط والحركية وأعمالها مفعمة بالتميز والجدية. هذا ملخص لأهم ملامح السيدة روضة ريزا المهنية والحياتية. وحتى نغوص أكثر في حيثيات حياتها المهنية والشخصية وللتعرف على أسباب نجاحها في الحياة كان لنا معها هذا اللقاء. بدايتها كانت بدراسة الانقليزية لكنها انقطعت عن الدراسة رغم اجتيازها للمرحلة الأولى بنجاح وقيامها بتربص دراسي مدته سنة ولعل سفرها هذا دفعها إلى المشاركة في مناظرة مضيفة طيران وبنجاحها في هذه المناظرة عملت مدة سنة كمضيفة طيران تعرفت خلالها على زوجها وتزوجت عندها قررت الانقطاع عن هذه المهنة والبحث عن أخرى فصادف خروجها من ميدان الطيران تنظيم مناظرة لانتداب مذيعة تتولى مهمة تقديم «برامج التلفزة في أسبوع» مدة 9 أشهر. وخلال سنة 82 عملت كمذيعة ربط بالقناة الفرنسية الثانية إلى غاية توقف هذه القناة عن البث عندها انتقلت للعمل بالقناة المغاربية إلى حدود سنة 1995 تاريخ التخلي عن مذيعات الربط بالقنوات التلفزية. **ذكريات قضاء السيد روضة زروق ل13 سنة في العمل بالاذاعة والتلفزة التونسية أكسبها تجربة وخبرة حياتية هامة تمثلت بالأساس في الشهرة وحب الناس ونتيجة لعملها كمذيعة ربط ومنشطة بالقناة الثانية الفرنسية حصلت لها بعض الطرائف والذكريات منها مثلا عندما أخطأت في نطق لقب رؤوف كوكا فأبدلت الكوكا بالكولا الشيء الذي أغضب رؤوف. وتروي السيدة روضة طرفة أخرى تتعلق بطريقة تحية الناس لها فتقول : «عادة ما أفاجأ بأحدهم أو احداهن يأتي ليسلم عليّ بطريقة توحي بأنه على معرفة كبيرة بي فأخجل من هذا التصرف وأجد نفسي محرجة بخصوص الطريقة المناسبة التي عليّ أن أتعامل بها مع الناس». هذا وتبقى بعض الذكريات عالقة بذهن السيدة روضة وتحمل في طياتها طرافة وأشياء تثير الحنين إلى سنوات العمل بالتلفزة. **العودة إلى الأصل السيدة روضة زروق ريزا هي مصممة أزياء بالأساس فعند انتهاء عملها بالتلفزة قررت التفرغ لتصميم الأزياء وتطوير موهبتها واحترافها لمهنة تصميم الأزياء. وللسيدة روضة حكاية طويلة مع تصميم الأزياء فتروي قصة غرامها بهذه المهنة منذ صغرها حيث كانت تلبس دميتها فساتين من تصاميمها وقد شجعها على التعلق بهذا المجال اشتغال أمها بمهنة الخياطة. هذه الموهبة كان لا بد من صقلها وابرازها فكانت البداية ببعث مشروع صغير وهو عبارة عن ورشة للتصميم والخياطة وبعد عمل متواصل وجهد كبير تمكنت السيدة روضة من نحت اسمها في عالم التصميم وتمكنت في غضون سنوات وجيزة من بعث مصنع للخياطة وبرزت على الساحة الوطنية باعتبارها من أبرز المصممات التونسيات. **نجاحات متواصلة نجحت السيدة روضة في تجاوز العراقيل والصعوبات التي اعترضتها منذ بداية دخولها عالم تصميم الأزياء من ذلك مثلا تغلبها على مشكل سرقة «موديلاتها» من قبل بعض الخياطات اللاتي سلمتهن تصميماتها لتنفيذها. وبفضل مثابرتها وحبها لعملها استطاعت تنظيم عروض أزياء بمعدل مرتين في السنة على المستوى الوطني وقامت بعروض أزياء خارج حدود الوطن في كل من بيروت ومدريد وواكبت أشهر عروض الأزياء العالمية بحثا عن الجديد وللاطلاع على آخر صيحات الموضة العالمية حتى يكون لها خلفية وفكرة واضحة على ما هو موجود عالميا. ونظرا لتميز تصميماتها وتفردها صارت السيدة روضة ريزا مصممة السيدة سهى عرفات والمنشطة هالة الركبي والفنانة نبيهة كراولي كما قامت بتصميم ملابس مسلسل الحصاد. **وللأسرة دور إلى جانب نجاحها في مجال تصميم الأزياء تعتبر السيدة روضة ربة بيت ناجحة حيث أنها جعلت من عائلتها الأساس والمنطلق لنجاحها وترجمت ذلك بحرصها الشديد على نجاح أبنائها في الدراسة وبلوغهم درجة هامة من التحصيل العلمي. وتتحدث عن علاقتها بابنائها قائلة : «إن علاقتي با بني مريم وأحمد علاقة صداقة قوية وأنا لا أقصيهما من التدخل في عملي بل إني أطلب رأيهما وخاصة ابنتي مريم فأنا عادة ما استأنس برأيها بخصوص تصميماتي الجديدة. أما زوجي فهو مشجعي الأول والأخير فهو من دفعني إلى تفجير موهبتي في تصميم الأزياء ووقف الى جانبي عندما كان أطفالي صغارا بالاضافة الى دعمه لي معنويا وماديا في كل مراحل حياتي المهنية».. **نشاطات أخرى تضطلع السيدة روضة زروق بمهام وأنشطة جمعياتية فهي نائبة رئيسة الغرفة الجهوية للنساء صاحبات الأعمال بأريانة وتساهم هذه الغرفة في مساعدة النساء الحرفيات على تسويق منتوجهن.