دراستها للانقليزية وحصولها على شهادة الاستاذية لم يمنعها من دخول عالم تصميم الازياء والموضة حيث فضّلت دخول غمار الاناقة والابتكار ومعانقة الجمال بمختلف ألوانه وأشكاله فقد فضلت مداعبة «العدس» و»الكنتيل» على مهنة التدريس تحقيقا لحلم ظل يراودها منذ الصغر. فقد ولعت السيدة لطيفة الحاجي منذ صغرها بالخياطة والحياكة واتبعت خطى والدتها في ذلك باعتبار ان امها كانت تمارس مهنة الحياكة. فطوّر هذا الحب الكبير للتصميم والخياطة وترجم بدخول السيدة لطيفة الحاجي الى الميدان من بابه الواسع. **حكاية غرام لازالت صورة الطفلة التي كانت منبهرة بفساتين الزفاف وزينتها التي تجلب الانظار حاضرة في ذهن السيدة لطيفة الحاجي فهي تذكر جيدا كيف اكتشفت موهبتها في هذا المجال منذ الصغر وكيف تعرضت للعقاب من طرف والدتها نظرا لصغر سنها من جهة وخوف والدتها على مستقبلها الدراسي من جهة أخرى إلا ان رفض والدتها للامر زادها اصرارا وتصميما على بلوغ ما تطمح اليه وظلت تمارس هوايتها سرّا عن والدتها وتابعت دراستها الثانوية والجامعية ثم التحقت بمجال العمل حينما اصبحت لها الحرية التامة في ممارسة وصقل موهبتها وبعد زواجها وانقطاعها عن العمل وبعد ان كبر ابناؤها واصبحوا قادرين على الاعتماد على انفسهم فكّرت ضيفتنا في دخول عالم تصميم الازياء بصفة رسمية. **التأسيس والنجاح بعثت السيدة لطيفة الحاجي مشروعها المتمثل في تصميم وابتكار ملابس الافراح وتطوير اللباس التقليدي منذ حوالي 20 سنة مما يجعل تجربتها ثرية في هذا المجال بل وأكثر من ذلك زاخرة بالنجاحات ومتوجة بالجوائز والشهائد. وعن بدايتها تقول: «لقد اضطررت الى تعلّم الخياطة، الطريق والكروشي حتى اكون على بيّنة من متطلبات هذا العمل وما يحتاجه من قماش وباقي المستلزمات» وتضيف السيدة الحاجي انها بسبب جهلها لأبجديات الخياطة وبسبب استعانتها بخياطات تعرضت تصاميمها للسرقة وهذه تعتبر واحدة من الصعوبات التي تعرّضت اليها عند بداية مسيرتها الى جانب ذلك واجهت السيدة لطيفة الحاجي بعض المشاكل الاخرى المتمثلة بالاساس في غياب الاهتمام باللباس التقليدي خاصة خلال سنوات الثمانينات وبداية التسعينات فالتونسي لا يهتم ولا يعطي قيمة لهذه النوعية من اللباس مما جعل الاقبال على ما تصممه وتبتكره السيدة لطيفة محدودا وموسميا ويقتصر على موسم الأعراس. وتستدرك قائلة «اعتبرت كل هذه العراقيل اشياء لابدّ منها وتعترض كل مشروع في بداية تأسيسه ولا يمكن تهويلها لأنها تعتبر من الاشياء العادية». وقد تمكنت السيدة لطيفة الحاجي من النجاح وترك بصمتها في مجال تصميم لباس الأعراس والابتكار في الصناعات التقليدية بفضل تركيزها على جودة وجمالية منتوجاتها وتصاميمها واضفاء طابع مميز على كل ما تنتجه وتؤكد انه رغم اشتداد المنافسة وكثرة العاملين بهذا القطاع فإن هذه المنافسة لا تخيفها لأن لديها الثقة الكافية في جودة ما تنتجه وقدرتها على تقديم تصاميم مميزة. **جوائز ومشاريع مستقبلية تميز نشاط السيدة لطيفة الحاجي بالكثافة والتميز فقد شاركت في العديد من عروض الازياء والمسابقات الوطنية المتعلقة بالابتكار في الصناعات التقليدية وكان لها حضور في بعض المحافل الدولية وشاركت في عروض ازياء للباس التقليدي بكل من روما ومالطة وباريس. وقد حازت على الجائزة الثانية عالميا في الكسوة التونسية سنة 1998 بمناسبة تنظيم مسابقة ملكة جمال العالم. اما عن مشاريعها المستقبلية فتتمثل بالاساس في اصدار مجلة تعنى باللباس التقليدي وتساهم في تذجّر الهوية التونسية والتعريف بمختلف انواع اللباس التقليدي التونسي الاصيل. وتضيف السيدة الحاجي ان هذا المشروع يعتبر مكسبا لكل التونسيين واذا لم استطع بعثه فإنني ادعو واشجّع غيري على القيام به لما فيه من فائدة ثقافية كبيرة. اما عن مشروعها الثاني فإنه يتنزل في الاطار ذاته ويتمثل في تأسيس جمعية المحافظة على اللباس العربي التقليدي وتسعى السيدة الحاجي على اخراج هذه الجمعية للنور بعد ان طرحت الفكرة على مجموعة من زوجات السفراء العرب بتونس اللاتي باركن هذه البادرة وتحمسّن لتنفيذها وتهدف هذه الجمعية ايضا الى تأطير عدد من الفتيات المولعات باللباس التقليدي وتشجيعهن على بعث مشاريع تهتم بالمحافظة على اللباس التقليدي وحمايته من الاندثار. وتختم السيدة لطيفة الحاجي ان نجاحها كان وليد المثابرة والاصرار على التميّز وحبّ العمل الى جانب تشجيع زوجها لها ومعاضدته لها طوال مسيرة عملها في مجال التصميم والابتكار في اللباس التقليدي التونسي.