أظهر شقّ من الجماهير الترجية وعيا كبيرا في تفاعله مع ملف الإنتدابات الصّيفية حيث يرى أنصار شيخ الأندية التونسية أنّه لا مبرّر لإبرام صَفقات «خيالية» من شأنها أن تُثقل كاهل الخَزينة الصّفراء والحمراء دون تقديم إضافات نَوعية للجمعية. ويأتي هذا التفاعل التلقائي على خَلفية الأرقام «الفلكية» التي وقع تداولها بخصوص الأسعار «الإفتراضية» لبعض العناصر المرشّحة للعب في ساحة «باب سويقة» كما هو شأن ياسين مرياح وصيام بن يوسف وبلال المحسني. ومن المعلوم أن هذا الثلاثي الدولي كان قد إشترط الحصول على مبالغ مالية ضَخمة للتوقيع لفائدة الترجي الرياضي ويبدو أن بعض الجهات أرادت إستغلال حاجة فريق بن يحيى لمدافعين من أصحاب الخبرة للرّفع في أسهم الأسماء المذكورة. مؤهلات عادية تعتقد فئة من الجماهير الترجية بأنّ الجمعية تحتاج فعلا إلى تعزيزات جيّدة لتجاوز النقائص وإنعاش الحظوظ في المنافسات القارية لكن ذلك لا يَعني مطلقا تبديد المليارات على التعاقدات دون الحصول على ضَمانات بنجاحها. ويذهب البعض أكثر من ذلك ليؤكدوا بأن الأسماء المُتداولة في الكواليس مثل ياسين مرياح وصيام بن يوسف وبلال المحسني لا تستحق كلّ هذه التّضحيات ويظن أصحاب هذا الرأي بأن هذا الثلاثي يملك مؤهلات عادية وهي حَقيقة دامغة وقف عليها الجميع في النهائيات المُونديالية التي كان خلالها أداء الثنائي مرياح وبن يوسف بَاهتا إن لم نقل مُحتشما. ولاشك في أن إستحضار حادثة «إفلات» الهدّاف الأنقليزي «هاري كين» من مدافع المنتخب الوطني ياسين مرياح وخطفه هدفا قاتلا لفريقه يُثبت بما لا يدع مجالا للشك أن لاعب «السي .آس .آس» عنصر «عادي» وليس «إستثنائي» كما يصوّره بعض الوكلاء والفنيين لغايات مكشوفة. الخطّة البديلة من جهتها، أظهرت الهيئة المديرة للترجي الرياضي إلى حدّ الآن على الأقل أنها تتكلّم نفس اللّغة التي تنطق بها الجماهير الترجية. ذلك أن أصحاب القرار في مركب المرحوم حسّان بلخوجة يريدون الظّفر بخدمات «كَوارجية» مُتّفق على إمكاناتهم الفنية والبدنية لكن دون «التورّط» في لُعبة المُزايدات ودفع المليارات لعقد مثل هذه الصّفقات. ولاشك في أن المتابعين لشأن الأصفر والأحمر لاحظوا أن الفريق يتصرّف بذكاء عال مع ملف الإنتدابات ويتّبع أهل الدار الخطّة «ب» لإجراء صفقاتهم. ويعتمد هذا التوجّه على ترشيح جملة من الأسماء حسب الترتيب التفاضلي وفي صورة تعطّلت المفاوضات مع «الرقم واحد» مثلا في لائحة المطلوبين فإن بوصلة الإهتمام تتّجه فورا نحو العُنصر التالي. حدث هذا الأمر مثلا في ملف حراس المرمى حيث وقع التفكير في الحارس الدولي الواعد معز حسّان لكن الطّموحات الكبيرة ل»مُحترفنا» في البطولة الفرنسية دفع أهل الدار إلى إيجاد البديل وهو رامي الجريدي الذي كان في المركز الثاني لإهتمامات الترجيين. وحصل الأمر نفسه في موضوع المدافعين حيث إنتدب النادي اللاعب الشاب ل»الستيدة» أيمن بن محمود إثراءً ل»منظومته» الدفاعية هذا بعد أن ظهرت جملة من العراقيل في المُحادثات مع ذوي الأسماء الرنّانة وأصحاب الأثمان الغالية مثل المحسني وبن يوسف ومرياح الذي تؤكد الجهات المُشرفة على «تسويقه» أنّ سعره في سوق اللاّعبين في حدود خمسة مليارات. هذا في الوقت الذي وضع فيه بن يوسف شروطا «شبه تعجيزية» لخوض تجربة ثانية مع شيخ الأندية التونسية. والأكيد أن الترجي الرياضي يَتعامل إلى حدّ الآن بشكل جيّد مع صَفقاته من حيث العنصر المالي وإذا تواصلت سياسة الخطّة «ب» وتمكّنت العناصر الوافدة من تحقيق المطلوب على المستوى الفني فإن الفريق يكون قد نجح بإمتياز في إدارة ملف التعزيزات التي تخضع إلى الكثير من الإجتهادات والحِسابات. هذا ويَتبنّى البعض فكرة «التّضحية» بالمال للظّفر بإنتداب «نوعي» أوأكثر ولا بدّ أيضا من إحترام هذا الرأي رغم أنّ الوضع العام في بلادنا لا يَستدعي للأمانة إهدار المليارات في سوق اللاعبين.