في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا اقبالا هاما للسياح الجزائريين، تردد في الاونة الاخيرة ان البعض منهم تعرض الى سوء معاملة في بعض النزل التونسية، وسط مخاوف من إمكانية تأثير ذلك سلبا على هذه السوق السياحية. فما الحكاية؟ تونس (الشروق): تردد في الآونة الأخيرة أن عددا من الفنادق والمركبات السياحية التونسية، تولت طرد عائلات جزائرية، وفرضت عليهم زيادة في التسعيرة بنسبة 30 بالمائة، وذلك وفق تصريح صادر عن نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية الجزائرية شريف مناصر لجريدة «النهار الجزائرية». وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة جابر بن عطوش، في تصريح ل»الشروق»، انه ليس من عادات وتقاليد النزل التونسية، طرد السياح الجزائريين، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات إن تم تسجيلها، فهي تبقى مرفوضة أخلاقيا ومهنيا. وأوضح محدثنا أن تسعيرة النزل تخضع لقاعدة العرض والطلب، وان الفنادق تربطها عقود مع وكالات الأسفار، التي تتولى شراء الغرف مسبقا، ثم بيعها لحرفائها. وأضاف أن أسعار النزل تتماشى تقريبا مع تسعيرة العام الماضي، وان الارتفاع الذي وصفه بالطفيف، هو ناتج عن التضخم المالي الذي تشهده بلادنا. تأخر توافد السياح الجزائريين وتابع جابر بن طروش، أن هناك وكالات أسفار جزائرية، تعاقدت مع مركبات سياحية تونسية، لكن عملية توافد السياح الجزائريين على بلادنا شهدت تأخيرا، بسبب تأخر نتائج مناظرة الباكالوريا هذا العام التي سيتم الإعلان عنها يوم 22 جويلية. وبخصوص تذمر السياح الجزائريين، من ارتفاع تسعيرة الإقامة بالنزل التونسية، أوضح محدثنا أن العديد منهم توافدوا على بلادنا دون المرور بوكالات الأسفار، التي تقدم لهم أسعارا تفاضلية، تمكنهم من اختيار السعر المناسب. وأضاف أن السائح الجزائري يتصل مباشرة بالنزل، وهو ما يجعله يقتني الغرف بأسعار مرتفعة. وقال جابر بن عطوش ان استعانة السائح بوكالة الاسفار، يمكنه من اختيار الأفضل اضافة الى تدخل الوكالة ان تعرض السائح الى اي اشكالية مع النزل. واعتبر بن عطوش ان اغلب الجزائريين يتوافدون على بلادنا بطريقة فردية مؤكدا ان عدم قبول السائح الجزائري من قبل بعض النزل لا يعني طردهم بل السائح الجزائري مرحب به في كل الأوقات. لا يوجد إلغاء للحجوزات من جانبه، أفاد المستشار المكلف بالإعلام والعلاقات العامة بوزارة السياحة سيف الشعلالي ل»الشروق» انه لم يتم تسجيل اي عملية إلغاء لحجوزات من أسواق أوروبية او مغاربية (الجزائر وليبيا) إلى حد الآن. وصرح الشعلالي ان وزارة السياحة لم تتلق اي شكوى من قبل سياح جزائريين تفيد تعرضهم الى الطرد او سوء المعاملة، من قبل فنادق او مركبات سياحية تونسية. وأشار إلى انه إذا تم تسجيل مثل هذه التجاوزات، فان الوزارة ستتدخل وتتخذ الإجراءات اللازمة، معتبرا ان السوق الجزائرية من الأسواق المهمة ببلادنا. واوضح الشعلالي ان وزارة السياحة قامت بحملة اشهارية انطلقت منذ شهر مارس الماضي وكانت موجهة للسوق الجزائرية والمحلية، تحث على ضرورة الحجز مبكرا، لان المؤشرات أكدت تعافي النشاط السياحي وتسجيل نسبة اكتظاظ على مستوى المركبات السياحية. وأضاف محدثنا ان عددا هاما من السياح الجزائريين استجابوا وهم حاليا بصدد قضاء عطلتهم في ظروف طيبة، مضيفا ان من حجز مبكرا فانه تمتع بنسبة تخفيضات تصل إلى نسبة 35 بالمائة. وتابع الشعلالي أن تسعيرة الفنادق التونسية هي نفسها الموجهة إلى جميع الأسواق ولا يوجد فرق بين السائح الأوروبي والجزائري. ارتفاع طفيف في التسعيرة من جانبه، اكد رئيس الجامعة التونسية للنزل خالد الفخفاخ، في تصريح ل»الشروق» ان أسعار الاقامة بالنزل تخضع الى منظومة تشرف عليها وزارة السياحة، وانه يتم التوافق حولها بصفة مسبقة. وأكد الفخفاخ أن ارتفاع أسعار النزل لم يكن موجه للسوق الجزائرية فقط، بل الزيادات شملت جميع الأسواق ، مضيفا ان ما تشهده تونس من ارتفاع الأسعار جعل المركبات السياحية والفنادق تتولى الترفيع في التسعيرة لمجابهة التكاليف والنفقات. وكالة اسفار جزائرية ل«الشروق» أسعار الفنادق ارتفعت بنسبة 31 بالمائة اكدت وكالة اسفار جزائرية في اتصال هاتفي مع «الشروق»، انه ليس لديها اي اشكاليات مع الفنادق التونسية، لكن توجد بعض الممارسات المعزولة من ذلك تسجيلها لبعض التشكيات من قبل حرفائها في ما يتعلق بالخدمات التي لم تكن تتماشى مع تسعيرة الإقامة. واكدت الوكالة ان بعض النزل التونسية زادت هذا العام في تسعيرتها بنسبة تصل الى 31 بالمائة، مقارنة بالعام الماضي، وقالت ان نسبة الارتفاع قد تكون مرتبطة بتدهور قيمة الدينار التونسي. وأوضحت الوكالة أن عدد من العائلات الجزائرية تتوافد على تونس دون المرور بوكالات الاسفار وهو ما جعلها تواجه بعض الاشكاليات. وقالت الوكالة ان الحجوزات الجزائرية نحو تونس تراجعت بشكل ملفت وذلك بسبب تأخر الاعلان عن نتائج الباكالوريا هذا العام. وتابعت الوكالة أن اغلب الحجوزات الجزائرية التي تم تسجيلها هي لشهري اوت وسبتمبر . أرقام ودلالات السوق الجزائرية: 905 ألف سائح توافد على بلادنا وذلك الى حدود 30 جوان 2018، اي بنسبة زيادة 18.1 بالمائة مقارنة بسنة 2017 السوق الفرنسية: 302 ألف سائح توافد على بلادنا الى حدود 30 جوان اي بنسبة زيادة 49.7 بالمائة السوق الالمانية: 96 ألف سائح اي بنسبة زيادة 60.6 بالمائة مقارنة بالعام الماضي السوق الروسية: اكثر من 221 ألف سائح اي بنسبة زيادة 48.3 بالمائة السوق الصينية: 15 الف سائح اي بنسبة زيادة 54.8 بالمائة