تتطور الأحداث الميدانية وتتفاقم الأوضاع الانسانية في قطاع غزة، ففي الساعات الأخيرة أمعن الصهاينة في تشديد الحصار المفروض على القطاع برا وبحرا، وفي الوقت الذي كشفت فيه تقارير إعلامية أن الأرض مقابل المال هي أبرز شيء تقوم عليه"صفقة القرن". القدسالمحتلة (الشروق): وقالت الحركة إن: "كل المعلومات والمؤشرات والتسريبات تشير إلى انتقاصها صفقة القرن من الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة، وعلى رأسها حقه في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948". وجاء ذلك خلال تصريح صحفي للمكتب السياسي لحماس، وصل "الشروق"، عقد اجتماع برئاسة رئيس الحركة إسماعيل هنية، وحضور جميع أعضاء المكتب في الداخل والخارج، لمناقشة التطورات السياسية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية. وفي شأن ابحار سفينة "الحرية 2" لكسر الحصار، أعلنت الهيئة العليا لكسر الحصار عن غزة، أمس، عن قرصنة بحرية الاحتلال الصهيوني سفينة الحرية لكسر الحصار بعد تخطيها حاجز ال 14 ميلًا في عرض البحر، وهي في طريقها باتجاه ميناء "ليماسول" القبرصي، حيث حاصرتها زوارق الاحتلال وانقطع الاتصال بها. وكانت قد انطلقت أول رحلة بحرية من ميناء غزة إلى العالم الخارجي في 29 من ماي الماضي، بهدف كسر الحصار المستمر منذ قرابة 12 عامًا على القطاع. وضمت الرحلة البحرية الثانية 10 مواطنًا بينهم جرحى ومرضى وحالات إنسانية وطلاب وخريجون جامعيون، فيما شارك الآلاف من المواطنين الذين وصلوا ميناء غزة من كلّ أرجاء القطاع في وداعهم. وأعلن جيش الاحتلال اعتقاله 10 فلسطينيين على متنها بدعوى محاولتهم كسر الحصار البحري، مشددًا على مواصلة فرض الحصار البحري على القطاع. وأوضح رئيس الهيئة العليا لكسر الحصار خالد البطش أن الرحلة تحمل معها "أحلام إنهاء الحصار والظلم لغزة وخروجها من عزلتها وإجبار الاحتلال على إنهاء معاناة 2 مليون إنسان، وتطبيقًا لكل معايير حقوق الإنسان التي تكفل حرية التنقل والسفر". وأكد البطش ل"الشروق" أن "الرحلة رمزية بالدرجة الأولى، لرفع المعاناة وكسر الحصار عن غزة، وتذكير العالم بمسؤولياته عن أبناء شعبنا من أمهات وأصحاب إقامات وجرحى ومرضى". وقال البطش إن "دولة الاحتلال هي المسؤولة عن معاناة شعبنا الفلسطيني في غزة، وهي من ترتكب بحقه القتل والمجازر، وهو ما سيجعل من حراك كسر الحصار مستمرًا". برًا، منعت سلطات الاحتلال، أمس، عبور أصناف كثيرة لقطاع غزة عبر المنفذ التجاري الوحيد "كرم أبو سالم" بشكلٍ اعتيادي، ومنع تصدير أي من السلع؛ في أول أيام تطبيق قرار حكومة الاحتلال بتشديد الحصار عن القطاع. وقال المحلل السياسي تيسير محيسن ل"الشروق" :إن الضغط "الإسرائيلي" الممارس على غزة ليس بالجديد وهو قائم منذ 12 عامًا، ولكن اليوم الإجراءات الجديدة بشان المعابر والضغط الحياتي على سكانها، هو محاولات اللحظة الأخيرة للحصول على ثمن سياسي من غزة نحو تمرير "صفقة القرن"، والمقصود بغزة هنا حركة حماس كونها تدير شئون القطاع". وأشار محدثنا إلى أن تأخير إعلان الصفقة المذكورة جاء بحكم أن البيئة الإقليمية والمحلية غير جاهزة لقبولها، لكن الأطراف جميعًا الدولية التي تؤيد هذه الصفقة تتفق رغم اختلافها في كيفية التهيئة لها، على أن البوابة الإنسانية هي أفضل مدخل لتمريرها. ورداً على تشديد الحصار، احترق فلسطينيون غاضبون نحو 600 دونم بمستوطنات غلاف غزة، أمس، ذكر موقع عبري أن يوم أمس، شهد تصعيدًا في الحرائق المندلعة بمستوطنات غلاف غزة بفعل الطائرات والبالونات الحارقة ما أدى لاحتراق نحو 600 دونم من الأحراش.