يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترومب قمتهما الثنائية الأولى في هلسنكي عاصمة فنلندا والتي يعتبرها محللون قمة ساخنة قد تتناول جميع الملفات الدولية العالقة. هلسنكي (وكالات) ويعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترومب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة مرتقبة اليوم في هلسنكي ستشمل لقاء ثنائيا ووجبة عمل ومؤتمرا صحافيا مشتركا ونشر بيان مشترك. وعلى وقع أصداء قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، ستركز القمة على تحسين العلاقات المتدهورة بين الجانبين على خلفية أزمات عديدة أخرى أبرزها الحرب في سوريا وأزمة القرم. ومن المتوقع أن تشمل مواضيع البحث خلال القمة العلاقات الثنائية والنزاع في سوريا ومسائل نزع الأسلحة، فيما أدلت واشنطنوموسكو في الأشهر الماضية بتصريحات قوية حول تعزيز قدراتهما العسكرية. وقبل أن يباشر جولته الأوروبية، تنبأ دونالد ترومب بأن محطة هلسنكي ستكون «الأسهل»، مع ذلك يتوقع أن تكون القمة صعبة. وسيتابع العالم بعناية كل حركة يأتي بها الرئيسان في العاصمة الفنلندية بعد نهاية أسبوع «رياضية». فترومب يمارس الغولف، رياضته المفضلة وفق تعبيره، في منتجعه الفخم الاسكتلندي في تورنبوري، في حين حضر بوتين مساء أمس مباراة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 في موسكو بين فرنسا وكرواتيا. وبهذه المناسبة، سيلتقي بوتين رئيسي الدولتين المتنافستين إيمانويل ماكرون وكوليندا غرابار-كيتاروفيتش. وفي حين كانت زيارتا الرئيس الأمريكي لبروكسيل ولندن عاصفتين، إذ انتقد خلالهما بشدة حلفاءه في حلف شمال الأطلسي، ولا سيما ألمانيا التي اتهمها بأنها «رهينة» روسيا، فإن نقاط الخلاف بين واشنطنوموسكو كثيرة. فالقائمة تطول، بدءا من ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في مارس 2014 ودعم الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة. وتأتي هذه القمة المرتقبة وسط تخوفَ برلماني أوروبي من احتمال إقدام رئيس أمريكا دونالد ترومب، خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهلسنكي، على خطوة غير متوقعة، تصيب إدارته وحلفاءها الأوروبيين بالصدمة والذهول. وقال النائب في البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك، يارومير كوغليسك،:«بناء على خط سلوك ترومب الذي لا يمكن التنبؤ به، أتوقع أنه خلال لقائه ببوتين في هلسنكي قد يقدم على بعض الخطوات غير المتوقعة التي يمكنها أنه تصيب، على حد سواء، إدارته والحلفاء الأوروبيين بالصدمة والذهول. في رأيي، الرئيس الأمريكي يخفي دائما في (كمّه أرنبا)». ووفقا لهذا النائب، فإن ترومب، حتى أثناء الخوض في مشاكل السياسة الخارجية، قادر على العثور في هذا الجانب السياسي على بعض الأمور الداخلية، مرة أخرى للجم عنان منتقديه داخل الولاياتالمتحدة. وفي سياق اخر أعلنت فنلندا، أنها ستعيد العمل بالضوابط الحدودية المفروضة على المسافرين من دول منطقة شينغن لمدة 4 أيام، خلال القمة في هلسنكي بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي ترومب. وقالت وزارة الداخلية الفنلندية في بيان، الجمعة الماضي، إن «الهدف من ذلك هو ضمان أن يستوفي الأجانب الذين يسافرون من وإلى فنلندا شروط الدخول والبقاء في البلاد وفقا للقانون، ورصد أي أشخاص قد يشكلون خطرا». وسيعقد الرئيسان في البدء لقاء ثنائيا مع المترجمين الفوريين فقط في القصر الرئاسي قبل أن ينضم إليهما أعضاء وفديهما على مائدة الغداء. ويختتم اللقاء بمؤتمر صحافي مشترك قد لا يكون تقليديا نظرا لميل ترومب للقفز من موضوع إلى آخر أو ربما تصدر عنه ردود فعل متسرعة تجاه الصحافيين الذين ينتقدهم بشدة ويتهمهم بأنهم ينشرون «الأخبار الكاذبة». رأي خبير فيكتور توماس، خبير في العلاقات الأمريكية: «تأتي القمة، كبداية لإنهاء حالة التجمد التي تشهدها العلاقات الأمريكية الروسية منذ سنوات، ولكن لا ينبغي أن نتوقع الكثير من هذه القمة، ملفات مثل إيرانوسوريا وأوكرانيا وجورجيا وشبه جزيرة القرم معقدة بالقدر الذي يصعب مناقشتها ووضع خطوط فاصلة لها خلال لقاء».