اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والامريكي دونالد ترومب على ضرورة الاسراع في حل الازمة السورية لإحلال السلام في المنطقة كلها معتبرين ان تسوية مشاكل إعادة السلام لهذه الدولة يمكن أن يكون مثالا ناجعا للعمل المشترك. هلسنكي (وكالات) وفي مستهل مؤتمر صحفي مشترك بين الزعيمين عقب لقائهما في العاصمة الفنلندية هلسنكي وصف الرئيس الروسي القمة مع نظيره الأمريكي ب"الناجحة والمثمرة"، وقال إنها انعقدت في أجواء "بناءة وإيجابية"، واعتبر أنها مثلت الخطوة الأولى في "إزالة الأنقاض" عن العلاقات بين البلدين. وأوضح بوتين: "بالطبع، مشاكل كثيرة لا تزال قائمة، ولم نتمكن من إزالة جميع الأنقاض، وهذا كان مستحيلا، لكنني أعتقد أننا قمنا بالخطوة الأولى في هذا الاتجاه". وشدد بوتين على ضرورة توحيد روسياوالولاياتالمتحدة جهودهما الرامية لمواجهة التهديدات المشتركة بالنسبة لهما. وقال موضحا: "إن روسياوالولاياتالمتحدة تواجهان اليوم تحديات أخرى تماما، ومن بينها الانعدام الخطير لتوازن آليات الأمن الدولي والاستقرار، والأزمات الإقليمية، وتمدد التهديدات النابعة عن الإرهاب والجرائم العابرة للقارات والعناصر الإجرامية، وزيادة عدد المشاكل في الاقتصاد العالمي، والمخاطر البيئية وغيرها. وليس من الممكن حل هذه المشاكل إلا بتضافر الجهود". وأضاف: "بحثنا أيضا مسائل الأزمة في سوريا. إنها مسألة معقدة جدا. التعاون بين بلدينا يمكن أن ينقذ مئات آلاف الأرواح". واوضح بوتين: "فيما يخص سوريا، فإن تسوية مشاكل إعادة السلام لهذه الدولة يمكن أن يكون مثالا ناجعا للعمل المشترك، بإمكان روسياوالولاياتالمتحدة لعب دور رائد في هذه المسألة وتنظيم التعاون لمنع وقوع أزمة إنسانية، والمساعدة في إعادة اللاجئين الى منازلهم". كما أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه بعد القضاء على الإرهاب في سوريا يجب إعادة الوضع في الجنوب السوري إلى اتفاق 1974 حول فك الاشتباك الذي يرسخ وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، وأكد أنه من مصلحة روسيا أن يتحقق السلام وفق قرارات مجلس الأمن. وأشار الرئيس الروسي إلى أن العسكريين الروس والأمريكيين نظموا التعاون وتمكنوا من تفادي الصدامات الخطرة في سوريا. وقال بوتين: "حصل العسكريون الروس والأمريكيون على خبرة مفيدة في التعاون والتنسيق، ونظموا قنوات اتصال سريعة ما سمح بتفادي الحوادث الخطرة والصدامات المفاجئة على ساحة المعركة في الجو وعلى الأرض". من جهة اخرى اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترومب، بعد لقائه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا كانت في أسوأ حالاتها قبل امس لكنها تحسنت بفضل هذه القمة. وقال الرئيس الامريكي دونالد ترومب: "حتى في فترة التوتر خلال زمن الحرب الباردة، حينما كان العالم مغايرا تماما عما هو الآن، كانت الولاياتالمتحدةوروسيا قادرتين على الاحتفاظ بالحوار الوثيق بينهما، وعلاقاتنا لم تكن أسوأ مما هي اليوم". وأضاف الرئيس الأمريكي: "وعلى الرغم من ذلك فهذا الوضع تغير، منذ حوالي 4 ساعات، إنني مقتنع بذلك"..وقال ترومب موضحا: "بحثنا مجموعة من القضايا الملحة المختلفة، ذات الأهمية بالنسبة لكلا البلدين، وأجرينا حوارا منفتحا ومثمرا". وشدد على أن "الحوار البناء بين الولاياتالمتحدةوروسيا يعطي فرصة لتمهيد الطريق نحو السلام والاستقرار في العالم"، وأردف موضحا: "الخلافات بين بلدينا معروفة، وناقشتها اليوم بشكل مفصل مع الرئيس بوتين". واستدرك بالقول: "لو أردنا حل المشاكل التي يواجهها عالمنا، ينبغي علينا إيجاد سبل للتعاون وقواسم مشتركة". رأي خبير الخبير الأمني ومستشار الكرملين السابق فلاديمير فرولوف: «بوتين يستطيع أن يدخل نفسه بين الولاياتالمتحدة وإيران للتوسط ومنع الحرب، وهذا سيجعله لا غنى عنه بالنسبة لدونالد ترومب لبعض الوقت».