في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الجماهير التونسية إعلان الجامعة الحالية لكرة القدم استقالتها لما تسبّبت فيه من فضائح مُدوية في البطولة المحلية والمنتخبات الوطنية ب»كِبارها» و»صِغارها» رفض مكتب وديع الجريء الإنسحاب وانقسم علاوة على ذلك إلى شقين مُتصارعين إلى أجل غير مُسمّى. يحصل هذا وسط صَمت رهيب من الجهات الفاعلة مثل الوزارة واللّجنة الأولمبية وهما من الهياكل المُؤتمنة على تكريس «قانون الوئام» صُلب الجامعات والجمعيات الرياضية وقد بان بالكَاشف أن كلّ المسؤولين يَعنيهم أمر واحد وهو الإستمرار في مناصبهم والمُحافظة على مكاسبهم أمّا المصلحة العامّة فلتذهب إلى الجَحيم. تطوّر مثير بدأت الانقسامات صُلب جامعة الكرة عبر التراشق بالإتّهامات وتبادل البلاغات هذا قبل أن تشهد «مَعركة» «الأخوة الأعداء» خلال السّاعات الأخيرة تطوّرات مُثيرة. ذلك أن رئيس الجامعة وديع الجريء ومن معه من مُوالين أصدروا بيانا قويّا يُهدّدون فيه الخارجين عن بيت الطاعة بأشدّ العُقوبات لإرتكابهم «تَجاوزات» خطيرة حسب ماء جاء في نصّ البلاغ الذي لم يَهضم أصحابه تطاول الرباعي المُنشق على «الرئيس» والتأكيد على أنه «ديكتاتور» ويريد أن يجعل كلّ المحيطين به من مسيرين وفنيين وحكّام مجرّد «ديكور». ومن الواضح أن الجريء طَمع في إخماد «ثورة» زملائه الأربعة بلال الفضيلي وسنان بن سعد وحنان السليمي ومحمّد الحبيب مقداد لكن اّالمُخطّط الذي وضعه «الرئيس» لإحتواء «حركة التمرّد» لم تنجح إلّا مع خامس الخمسة الغاضبين والحديث عن أمين موقو. هذا في الوقت الذي حافظ فيه الرباعي المذكور على موقفه المُعارض ل «النظام الرئاسي المُطلق». ومن الواضح أن البلاغ الأخير للمعارضين الذين يتّهمون «الرئيس» بِخرق قوانين الجامعة وتَغييبهم في الإجتماع الطارىء لمعالجة خيبة المنتخب في المونديال وإبعاد معلول إرضاءً ل «الدحيل» كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس الصّبر لدى الجريء الذي أمر بتجميد نشاط مُخالفيه لمدّة شهرين مع الإستماع إلى أقوالهم وذلك في سيناريو مُخجل ويُذكّرنا بما فعلته الجامعة نفسها مع ستة من أعضاء الرابطة فيهم عادل الدعداع الذي ناشد وساند وديع قبل أن يجد نفسه في نهاية المَطاف خارج الساحة الكروية ويقضم أصابعه ندما على التَورّط في «ألاعيب» «الرئيس» الذي لا صديق له غير الكرسي. الجريء يتمادى في الوقت الذي قد يلجأ فيه الأعضاء «المُجمّدون» إلى محكمة التحكيم الرياضية في «لوزان» السويسيرية التي ضَجّت أروقتها بفضائحنا الكروية يخطّط رئيس الجامعة إلى عقد جلسة عامّة يوم 24 أوت القادم وذلك لتنقيح بعض الفصول القانونية التي تسمح له بمواصلة فترته النيابية دون الحاجة إلى مجهودات الرُباعي المنشق وسَتوزّع مَناصبهم على الأعضاء المُوالين وقد انطلقت فعلا عملية تقسيم «التَركة» بعد تسليم مفاتيح اللّجنة الفيدرالية لكرة القدم «المُحترفة» للنائب واصف جليل بعد أن كانت من مشمولات محمد الحبيب مقداد وهو رابع الأربعة المُعارضين. في ظل «تَغوّل» وديع الجريء وغياب وزارة فاعلة بوسعها أن تُعيده إلى حجمه الطبيعي سيكون الأمل مُعلّقا على جبهة المُعارضة لقلب الأوضاع وإسقاط هذه المنظومة التي تسير بنا نحو الهَاوية. وقد يتساءل البعض عن الجمعيات التي بيدها السلطة الإنتخابية وإلى هؤلاء نقول إنه لا رجاء في الأندية لأنّ السواد الأعظم منها «تورّط» في «لُعبة» الجريء وسيكون من الصعب أن تخرج من دائرة «المصالح المُتبادلة» (تمويلات وتشريعات وحكّام... وما خَفي كان أعظم). «برافو» معلول رَغم «كَوارثه» التكتيكية وتجاوزاته الاتصالية في المونديال وتَوظيفه للمنتخب خدمة لمصالحه الشخصية وإرضاءً ل»شيوخه» في الإمارة القطرية فإن نبيل معلول حفظ ماء الوجه وغادر منصبه. هذا في الوقت الذي يواصل فيه وديع الجريء القِتال بيديه وأسنانه للبقاء في الكرسي وهو مرض خطير عَافانا وعَافاكم الله منه. أمّا النهاية فهي معروفة ولكم أن تسألوا عن مَصير «بلاتر» و»حياتو» ... وغيرهما من الوجوه الرياضية التي ظنّت أنها «سَتعمّر» أبد الدّهر قبل أن تسقط بالضربة القاضية بفعل الاستبداد والفساد.