كانت دورة 2001 لمهرجان قرطاج الدولي استثنائية وهي تستقبل بعد غياب طويل النجمة المصرية الكبيرة نجاة الصغيرة التي قدمت على مدى ساعتين مجموعة من أغانيها القديمة والجديدة... أغنيات صفّق لها الجمهور الذي غصّت به مدرجات المسرح الأثري بقرطاج حيث قدمت لأول مرة خارج مصر أغنيتيها الجديدتين، لا تنتقد خجلي» من تأليف الشاعرة الكويتية سعاد الصباح وتلحين المصري كمال الطويل «طمنو» من تلحين صلاح الشرنوبي إلى جانب أغانيها القديمة «أسألك الرحيل» و«عيون القلب» و«الطير المسافر» و«القريب منك بعيد» و«حبيبي لولا السهر» وردّد الجمهور الذي تجاوز الاثني عشر ألف شخص الأغاني متمايلين على نغمات الموسيقى التي عزفتها فرقة من 26 عازفا بقيادة محمد كرم وقد أشادت كل الصحف الوطنية في تلك الفترة بالحضور الفني المبدع ورأت في مجيئها إلى تونس رغم متاعبها النفسية إثر وفاة شقيقتها سعاد حسني «فرصة لمسح غبار الأغاني العابرة» علما أن أول مشاركة لنجاة الصغيرة في مهرجان قرطاج تعود إلى صائفة 1977. ونجاة الصغيرة من مواليد القاهرة تبناها المطرب الكبير محمد عبد الوهاب كما شجعها والدها على الغناء حيث تدربت منذ سن التاسعة عشر على حفظ أغاني كوكب الشرق أم كلثوم وأداء هذه الأغاني في الحفلات العامة مما ساعدها على البروز في الساحة الفنية في سن مبكرة إلى جانب دقتها وحرصها الكبير على العمل ومن أبرز أفلامها (الشموع السوداء، شاطئ المرح، جفت الدموع، ابنتي العزيزة، القاهرة في الليل) ومن أشهر أغانيها (لا تكذبي، ساكن قصادي، عيون القلب، أيظن، السهر وانشغل وأنا...). نجاة الصغيرة التي أعلنت اعتزال الغناء في 2002... عادت إلى الموسيقى والألحان في 2017... من خلال إطلالة قصيرة مثلت حدثا فنيا كبيرا على المستوى العربي اعتبارا لكونها من الأصوات الباقية من الزمن الطربي الجميل.