مازالت «مَوجة الحرّ» التي اكتسحت الحديقة «ب» مُتواصلة وسط إجماع أبناء الدار على إصلاح الوضع وتصحيح المسار مع غلق المَنافذ على الهجمات «المَسعورة» و»الحملات المشبوهة» التي يريد أصحابها زعزعة الإستقرار في ساحة «باب سويقة» في هذه السنة الاستثنائية التي تحتفل أثناءها الجمعية ب»المائوية». ثقة ثابتة وإصلاحات عاجلة يُؤكد النّجم الموهوب والمحبوب لشيخ الأندية التونسية عبد المجيد بن مراد أن ثقة كلّ أوجلّ «المكشخين» ثابتة في الرئيس الحالي للجمعية حمدي المدب لما حقّقه من نجاحات رياضية وما قدّمه من تضحيات مالية على إمتداد عشر سنوات أويزيد. وقال اللاعب السابق لنادي «باب سويقة» إن المدب يُعتبر ضمن أفضل الرؤساء الذين نالوا شرف قيادة السفينة الصفراء والحمراء عبر تاريخها الطويل والحافل بالتتويجات ويضيف بن مراد أن الإدارة الحالية للنادي وقعت حتما في بعض الهفوات لكن مردوديتها في المُجمل كانت مَرضية ولا جدال في أن مجهوداتها المبذولة لعدّة أعوام إعلاءً للراية الترجية تستحق الكثير من الاحترام والتقدير. ويؤكد بن مراد وهو صاحب أجمل الأهداف والمُراوغات أن المنطق يفرض تكريس الاستمرارية والتمسّك بالهيئة الحالية مع إجراء الإصلاحات الضرورية بعيدا عن كلّ أشكال الانفلاتات والتجاوزات كالسبّ والشتم. ولا جدال في حاجة النادي إلى تعزيزات اضافية لتحسين أدائه خاصّة على الصعيد الخط الدفاعي الذي يبقى من الأولويات للإرتقاء بأداء «الماكينة» الترجية ورفع سقف الطموحات في رابطة الأبطال. هذا ويطالب بن مراد في الوقت نفسه بتنقية محيط الجمعية من «الدخلاء» ويدعو كافة الأحباء الغيورين على مصلحة جمعيتهم لتوحيد الصفوف لتحقيق الأهداف المنشودة في موسم ليس كغيره من المواسم بما أنه يتزامن مع احتفالات الفريق العريق بالذكرى 100 على تأسيسه. التحسينات مطلوبة والتصدي ل«الحملة» ضروري من جهته يؤكد الوجه المعروف والمسؤول السابق في الجمعية أحمد بوشماوي أنّ الثّقة في الرئيس الحالي حمدي المدب لم تهتزّ ليقينه الراسخ بأنّ الرجل بذل وقته وماله لخدمة الجمعية التي حقّقت في عهده مكاسب محلية ودولية كبيرة علاوة على مُبادرته بضخّ أموال طائلة في رحلة «صيد» الألقاب المحلية والقارية والإقليمية. ويضيف بوشماوي المعروف بدعمه للجمعية ومدربها بن يحيى أنه من المُساندين لبقاء المدب في هذه المرحلة التاريخية والمِفصلية من مسيرة الفريق الذي يلعب على عدة واجهات ما يجعله في حاجة أكيدة إلى الإستقرار ورصّ الصفوف. ويعتقد بوشماوي الذي ترك انطباعات جيّدة أثناء عُبوره من فرع الشبان أن المدب سيغادر الترجي في الوقت المناسب: أي بعد المائوية وبلوغ ذروة التألق والمجد. هذا ولم يُخف بوشماوي حجم النقائص الموجودة والتي يمكن اختزالها في حاجة الجمعية إلى تعزيزات نوعية على مستوى المنطقة الدفاعية خاصّة على صعيد قلب الدفاع والجهة اليُمنى. ويضيف بوشماوي أن أصحاب القرار والإطار الفني بقيادة بن يحيى على دراية تامّة بالثغرات ولاشك في أنهم سيقومون بالمطلوب. ويُنبّه بوشماوي إلى الخطر المُحدق بالحديقة في ظل سعي بعض الجهات إلى إرباك عمل المدرب والهيئة المديرة ويضيف بأن الجماهير الحقيقية للجمعية تحرّكت بتلقائية مُنادية بالإصلاحات والتعديلات وهو حقّ مشروع هذا في الوقت الذي استغلت فيه عدة أطراف «أزمة الثقة» ل «التشويش» على المسؤولين والفنيين. حق مشروع خَبر بادين التلمساني ضغوطات رابطة الأبطال وتَقلّد عدة مسؤوليات في الترجي آخرها الإشراف على فرع الشبان ومن هذا المنطق فإن الرجل سيّد العارفين بالوضعية الحالية للجمعية و»خَفايا» التحركات العَفوية تارة و»المُمنهجة» تارة أخرى. ويؤكد التلمساني أن مصلحة الفريق تقتضي وجوبا الإلتفاف حول المسؤولين والفنيين الحاليين وسدّ المنافذ على جميع الراغبين في ضرب الاستقرار داخل أسوار مركب المرحوم حسّان بلخوجة. ويعتقد التلمساني أن جماهير الفريق عبّرت عن رغبتها في القيام بجملة من التعديلات العاجلة لتحسين الأداء وإنعاش الحظوظ في رابطة الأبطال الإفريقية وهو مطلب معقول ولا بدّ من الإستجابة إليه. وَيُضيف في الوقت نفسه أن فئة «صَغيرة» من المُحتجين لم تتحرّك بهدف الإصلاح وإنّما لغايات أخرى وهو أمر وجب التّصدي إليه. تعديلات فنية وإدارية يَتناول المحلّل الفني والمهاجم السابق للفريق عبد المجيد القوبنطيني الإشكال الحاصل في الحديقة من زاويتين اثنتين الأولى تهمّ الجانب الكروي والثانية تتعلّق بالتسيير. ويعتقد القوبنطيني الذي لعب في «باب سويقة» بجوار طارق وبن يحيى ومعلول أن اللاعبين في حاجة إلى من يُعيد إليهم الثقة في مؤهلاتهم بعد فترة الشك التي تلت اللّقاء الأخير أمام «كَامبالا» وبعد ترميم المعنويات وهي من مشمولات الفنيين والمسؤولين والمحبين من الضروري إجراء تعزيزات جيّدة على مستوى الدفاع وخطّة صانع الألعاب ويعتقد القوبنطيني أن الأداء العام للنادي ليس كَارثيا كما يصوّره البعض بل أنه مُحترم وقابل للتحسن شرط تدعيم الخط الخلفي والظفر بعنصر مهاري في الوسط الهجومي مع تعديل تركيبة وسط الميدان لضمان سرعة أكبر ونجاعة أفضل أثناء بناء العمليات الهجومية. ويرجّح القوبنطيني كفّة «كوم» والشعلالي على «كوليبالي» لقيادة خط الوسط ويشيد في المقابل بإمكانات العناصر المتواجدة في المنطقة الأمامية مثل البلايلي والخنيسي والماجري...وغيرهم. أمّا على الصعيد الإداري فإن القوبنطيني يُعدّد جملة النجاحات التي حقّقتها هيئة المدب ويستعرض تضحياتها المالية الضخمة لكنّه يطالب في الوقت نفسه بالإصلاحات التي يمكن أن نختزلها في توسيع تركيبة المكتب الحالي وتشريك أكبر عدد ممكن من الأعضاء في اتّخاذ القرارات بدل حصرها في مجموعة محدودة من المسؤولين. ويُشدّد القوبنطيني على أهمية الاتّصال لرفع الالتباسات وإقناع الجماهير بالتوجّهات المُتّبعة ومن الضروري أيضا أن يساند الأنصار الجمعية بطريقة غير مشروطة في المرحلة الحالية التي يحتاج خلالها النادي إلى التهدئة.