يشهد قطاع غزة في الساعات الماضية هدوءًا حذرا في ظل اتصالات تجري على خلفية التصعيد الصهيوني أول أمس واستشهاد 3 مقاومين من كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس. القدسالمحتلة (الشروق) واعلنت كتائب عزالدين القسام رفع الجهوزية للدرجة القصوى واستنفار جميع عناصرها وقواتها العاملة، متوعدة الاحتلال بأنه سيدفع ثمن جرائمه غاليا من دمائه. وتحدث الصهاينة أمس عن الهدوء المريب الذي يلف محيط حدود غزة؛ حيث لا يوجد عمال لبناء الجدار؛ ولا دوريات للجيش الصهيوني؛ مما يدعو للانتباه؛ فيما لا تبقي حماس أيا من عناصرها على الحدود، مع أن وقف العمل على الجدار خطوة غير عادية لم تحصل في الأشهر الأخيرة؛ حتى خلال جولات التصعيد السابقة. وتدلّ المعطيات والشواهد الميدانية من الناحية العسكرية، على أن عملية تجهيز المسرح العملياتي للحرب على غزة دخلت مرحلة «العد التنازلي»، ويرى مراقبون فلسطينيون أن المواجهة قادمة، سواء اليوم أو غدا، ومحاولات تفاديها أو تأخيرها في عدة مراحل سابقة، قد لا تنجح في مرحلة معينة. وكشفت مصادر مطلعة، عن اتصال جري أمس، بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ووزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل المتواجد في واشنطن. ووفقاً للمصادر فإن هنية وكامل تناولا التطورات السياسية التي حدثت في غزة خلال الساعات الأخيرة. واستشهد عصر اول أمس ثلاثة عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس جراء قصف صهيوني استهدف نقطة للمقاومة شرقي غزة. وأعلنت القسام، أمس عن رفع درجة الجهوزية للدرجة القصوى، واستنفار جميع جنودها وقواتها العاملة في كل مكان، متوعدةً الاحتلال ب«دفع ثمن غالٍ من دمائه» جراء جرائمه بحق شعبنا. وفي الإطار نفسه شهدت قطاع غزة لقاءات ماراثونية بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية منسق الأممالمتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، خلال أمس لمناقشة الأوضاع الأمنية والإنسانية في غزة. وعاد ميلادينوف إلى قطاع غزة ثلاثة مرات أمس، يحمل رسائل من القيادة في غزة الى الاحتلال الصهيوني وبالعكس، ولكن لم يحصل أي تقدم بخصوص التهدئة حتى كتابة التقرير وذكرت وسائل إعلامية، أن ميلادينوف قد أجّل زيارته التي كانت مقررة إلى السعودية، وتوجه إلى قطاع غزة في ظل تدهور الوضع الأمني. وسبق أن نجح ميلادينوف، برفقة وسطاء مصريين وقطريين ودوليين، بمنع تدهور الأوضاع في غزة أكثر من مرة خلال الشهر الجاري، ومنع الذهاب لمواجهة عسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال. وجاءت زيارة ملادينوف وسط حالة من التوتر يشهدها قطاع غزة، عقب تدهور الأوضاع الميدانية، في قطاع غزة. بدورها أعلنت الفصائل الفلسطينية التزامها باتفاق التهدئة مع الاحتلال الذي وقعته في القاهرة عام 2014 برعاية مصرية، مشدّدة على حق شعبنا ومقاومته في الدفاع عن نفسه في مواجهة عدوان الاحتلال. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماعًا للفصائل، أمس، بمدينة غزة بحث العدوان الصهيوني الأخير على القطاع. وجدّدت الفصائل تأكيدها على استمرار مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار بشكلها الجماهيري وأدواتها السلمية، داعية الجماهير للمشاركة غدًا في جمعة «أطفالنا الشهداء». وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية اختراقه لاتفاق التهدئة 2014 والتداعيات المترتّبة على عدوانه.