نظرا لأن سعف النخيل مادة أولية خام تتوفر بكثرة في كل واحات قابس فان استغلال هذه المادة لصناعة المظلة والقفة أو «العلاقة» والمروحة والسجادة هو تقليد واختصاص حرفي عريق عرف به أهالي واحات قابس منذ قديم الزمن حيث يعتمد في صناعتها على السعف اليابس والمهارة اليدوية وهي حرفة توارثتها الأجيال رجالا ونساء ولم تفرط فيها.سعف النخيل يمر بمراحل عديدة لتجفيفه وتقليمه وتلوينه وتحضيره ليكون جاهزا والسعف أنواع عديدة أفضله نوع « بوحطم « . عدد الحرفيين العاملين في القطاع يناهز عشرين ألف أغلبهم من النساء يواضبون على امتهان هذه الصناعة التقليدية ونجحوا في تطوير الحرفة لتصبح ابداعا وتنوعا لكن وأمام غياب الدعم وصعوبة الترويج فإنهم وجدوا أنفسهم عرضة للاستغلال من قبل بعض السماسرة الذين يقومون بترويج المنتوج وفق استراتيجيتهم في السوق المحلية والأسواق المجاورة وحتى خارج الحدود .اليوم تقلص عدد الحرفيين تبعا للصعوبات التي واجهتهم والكثير منهم فوت في صنعة الجدود غصبا عنه ورغم ذلك فان الاصرار مازال يشد الكثير منهم على البقاء واتقان الحرفة وتعليمها للأجيال الجديدة خاصة وقد مثلت المعارض فضاءات جديدة سمحت للحرفيين بعرض منتوجهم وترويجه . ويعتبر في مدينة قابس سوق جارة للصناعات التقليدية هو أهم سوق تعرض فيه البضاعة للبيع وتنتصب هناك محلات لبيع كل أنواع المنتوج ،» كمال باتيته « صاحب محل وسط السوق يقول انا في نفس الوقت فلاح وحرفي وصاحب محل أرى أن القطاع يمر بأزمة بسبب مصاعب في غلاء المادة الخام أي السعف من جهة ومشاكل الترويج من جهة أخرى ولعل الهجمة التي تحصل بالتوريد العشوائي للمواد البلاستيكية المشابهة من الدول الآسياوية تمثل أكبر تهديد لمستقبلنا ، اليوم قطاعنا في أشد الحاجة لحلول ومبادرات تضمن ديمومته وتطوره مثل فتح القرية الحرفية في قابس واعطاء الأولوية للقفة لتعويض السلة البلاستيكية والبحث عن أسواق جديدة خارج الوطن .