مئات الأطباء والجامعيين غادروا تونس دون رجعة ومثلهم ينتظر ان يغادر قريبا... بعض المصادر في تونس تؤكد الان ان اكثر من الف طبيب هم الان يستعدون للهجرة لتصبح المستشفيات والجامعات التونسية في السنوات القادمة دون كفاءات ودون مؤطرين... كل يوم يغادر تونس متخرجون واصحاب شهادات عليا انفقت الدولة على تدريسهم وتكوينهم الملايين من أموال الفقراء ودافعي الضرائب والآن لا تبالي الدولة بهروبهم والتحاقهم بأوطان اخرى للعمل والإقامة... حالة الاحباط واليأس في تونس صارت تعيشها النخب التي خاب ظنها كما خاب ظن كل التونسيين في حكامهم منذ اكثر من سبع سنوات... تبدو الدولة التونسية غير مكترثة لهجرة عقولها وكوادرها وأطبائها ومهندسيها وهي منشغلة الان بالتجاذبات السياسية والصراعات الجانبية والخلافات الحزبية وصراع البقاء في السلطة... ليس غريبا ان تصبح مستشفياتنا دون أطباء وقد نضطر لجلب أطباء من الصين واوروبا الشرقية كما كان في عقود مضت... الدولة في تونس تبدو عاجرة عن حل أية اشكالية مطروحة بداية من ازمة العطش التي يعاني منها التونسيون ونهاية بازمة الدواء التي تهدد آلاف التونسيين بالموت ... قد نستيقظ يوما لنجد أنفسنا في وطن دون عقول ودون أطباء ومهندسين ومفكرين... للأسف ستتحول تونس الى وطن يدفع بأبنائه وعلمائه للهجرة نحو أوطان أخرى فيها تتوفر الظروف الملائمة للعمل وللعيش وبناء مستقبل أفضل... بعد سبع سنوات عجاف اصبح الهروب من الوطن حلم المثقفين والعلماء والأطباء والمهندسين قبل العاطلين والمهمشين وضحايا نظام التعليم... الكل في تونس يتطلع للهروب الكبير والبحث عن فرصة خارج الوطن المغدور في حين لايزال الحكام والسياسيون مهتمين بصراعاتهم وخلافاتهم وحساباتهم التي لن تنتهي.... على الحكومة ان تتدخل وتوقف هذا النزيف للعقول والأطباء والجامعيين قبل حدوث الكارثة....