وفاة الشاب رضا اليحياوي مأساة أخرى، لا أظن أنها أقل قيمة من منع جامعية تونسية من دخول مصر، أو أدنى شأنا من أزمة نداء تونس. ما أفقد النخبة قدرها هو عدم إحساسها بآلام شعبها، وتراجيديا شبابها. رضا ابن القصرين مات غضبا، وقد مات قبله كثيرون أيضا، غضبا ويأسا، لأن معتمدا يمثل الدولة غدر بحلمه في زحمة أوراقه الإدارية. الذنب ذنب المعتمد لكن الجريمة جريمة الدولة. القصرين وكثير من ربوع هذا الوطن ينفذ صبرها، وأحسب القادم خطيرا جدا. رحم الله رضا، وأتراب رضا، وكل شباب هذا الوطن المغدور الذي يموت بكثير من صمت النخبة ولامبالاة الحاكمين…