منذ تأسيسها في جوان 2016 التزمت مؤسسة المرحوم هادي بوشماوي الخيرية بتسخير كل جهودها للرقي بالتربية والثقافة وتأهيل التعليم. وحتى نكون في صورة هذه الجهود التي قامت بها المؤسسة منذ انبعاثها حاورت «الشروق» رئيس المؤسسة خالد بوشماوي. نظمت «مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية» للسنة الثانية على التوالي يوم العلم الجهوي بقابس، مقارنة بالسنة الماضية. فهل هناك فرق في التنظيم وفي تفاعل الأطراف المتداخلة في هذه الاحتفالية الهامة؟ احتفلت «مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية» للسنة الثانية على التوالي بيوم العلم الجهوي بقابس من خلال تكريم نجباء الولاية . وقد شهد تنظيم هذه الاحتفالية تطورا إيجابيا مقارنة بسالفتها بعد اكتساب الأطراف المشرفة على التنظيم مزيدا من الخبرة إلى جانب تنامي الوعي لدى جميع الأطراف بأهمية العمل الجمعياتي كداعم للمجهود الرسمي والعمومي. ومما يزيد في اعتزازنا وفخرنا أن نتائج مناظرة الباكالوريا لهذه السنة كانت جيدة بالنسبة الى ولاية قابس مقارنة بالسنوات السابقة. وحصد تلاميذنا المراتب الأولى في قائمة الناجحين على المستوى الوطني. وهذا يسعدنا ويحفزنا لمزيد العمل للرقي بهذا القطاع. لماذا تركز نشاط مؤسستكم على قطاع التعليم والتربية؟ اخترنا قطاع التعليم والتربية لإيماننا الراسخ بأن تقدم الأمم وازدهار الشعوب يمران عبر بوابة التعليم والمعرفة. كما أن الصعوبات التي يشهدها قطاع التعليم في تونس تحتم على كل الفاعلين أن يبذلوا ما في وسعهم لتخطي هذه الصعوبات. ما هي أبرز محطات أنشطة مؤسستكم لهذا العام وما هو التطور النوعي الذي شهدته هذه الأنشطة؟ ساهمت مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية بصفة فعلية في برنامج تحسين الظروف التعليمية للأطفال في قابس، وتحسين نوعية البيئة المدرسية عبر إرساء برنامج مندمج (تربوي وثقافي) لتأهيل التعليم من حيث الجودة. وأهمّ أنشطة هذه السنة مواصلة المؤسسة توزيع عدد كبير من المحافظ والأدوات المدرسية على التلاميذ المعوزين بالولاية. وسنواصل ذلك قبل مفتتح السنة الدراسية المقبلة. كما كرمنا التلاميذ المتفوقين بالولاية للسنة الفارطة بتوزيع هدايا قيمة عليهم تمثلت في دفاتر ادخار بمبالغ مالية محترمة وحواسيب متطورة ولوحات الكترونية. وبالتعاون مع المعهد الفرنسي بتونس والمندوبية الجهوية للتربية نظمنا حلقة تكوينية لمديري المعاهد الثانوية حول الطرق الحديثة للتسيير التربوي والبيداغوجي وكذلك حول التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة أشرف عليها مختصون من أكاديمية نانسي ماتز من فرنسا. كما نظمنا لقاءات مع التلاميذ والمدرسين والأولياء لتشريكهم في تحديد الأولويات. وخلال شهر أفريل 2018 نظمنا بالتعاون مع المندوبية الجهوية للتربية بقابس يوما مفتوحا تحت عنوان:"قابس تتكلم الانقليزية". وأقيمت خلاله مسابقات بين مختلف نوادي اللغة الانقليزية في عدد من المدارس الإعدادية بالجهة والتي ترعاها المؤسسة. كما نظمنا مسابقة حول موضوع "المواطنة" ، بين نوادي الانقليزية ومسابقة أخرى في المسرح والغناء. وقمنا كذلك برصد جوائز هامة للنوادي المتفوقة تتمثل في أجهزة عرض متطورة ولوحات بيضاء. كما قامت المؤسسة بالتعاون مع جامعة قابس بتنظيم المنتدى المواطني التمهيدي الثاني حول التربية خلال شهر مارس 2018 والذي تركز موضوعه على «حوكمة النظام التربوي» وسبل تحديث نظام التعليم. وساهمت مؤسستنا في إعداد «الجامعة الصيفية» وتنظيمها والتي احتضنتها قابس من 16 إلى 20 جويلية الجاري بالتعاون مع المعهد الفرنسي بتونس. هل تتلقى مؤسستكم أية مساهمات مالية أو عينية من مؤسسات مجتمعية أخرى؟ كل أنشطتها ممولة من طرف أعضائها المساهمين. وهم كلهم أبناء المرحوم هادي بوشماوي .وللإشارة فإن الأنشطة المجتمعية لمجموعتنا بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي (الجدّ والأب ثمّ الأبناء). وكانت موزعة بين شركات المجموعة. ثم تم تنظيمها في هذه المؤسسة لمزيد إضفاء الفاعلية على هذه الأنشطة. ما هو برنامج أنشطتكم للعام المقبل؟ تعتزم مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية تنظيم دورتين تكوينيتين الأولى يوم 27 أوت 2018 بالتعاون مع جامعة كولومبياالأمريكية، لتهيئة الناجحين في الباكالوريا للدراسة في الجامعات الأمريكية. أما الدورة الثانية فسوف تنتظم خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر القادم وذلك بالتعاون مع أحد مكاتب الدراسات المختصّة. وتهدف إلى تقديم أفضل وجهات الدراسة في الخارج وكيفية الإعداد الجيد لملفات القبول. وسوف تنظم مؤسستنا ندوة هامة في نوفمبر 2018. وسوف يكون محورها « مهن المستقبل» وذلك للتعريف بالتوجهات الجديدة لسوق الشغل ومختلف التخصصات المطلوبة. كما سنتعاون مع المندوبية الجهوية للتربية وأكاديمية نانسي - ماتز بفرنسا لإرساء تبادل يعتمد رسكلة عدد من مديري المؤسسات التربوية والعمل على محور موحّد يستهدف دراسة الطاقات البديلة والمتجدّدة. ويشمل عددا من المعاهد الثانوية بقابس وأكاديمية نانسي- ماتز. ما مدى صدى المجهودات والأنشطة التي قمتم بها لدى الجهات الرسمية ذات العلاقة وأيضا لدى عموم المواطنين؟ الحمد لله كان الصدى إيجابيا ومشجعا لدى الأهالي والمواطنين وكذلك الشأن بالنسبة الى الجهات الرسمية. ونحن نقوم بعملنا بكل إيمان وعن اقتناع ولا نبغي من ورائه سوى خدمة مجتمعنا والنهوض به والمساهمة في الدفع ببلادنا للمزيد من التطور والرقي.