محاكمة ممثل فرنسي مشهور بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير فيلم    المهدية.. إنتشال 9 جثث لفظها البحر    وزير خارجية نيوزيلندا.. لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال    مبابي يصمد أمام "ابتزاز" ومضايقات إدارة باريس    القصرين.. رعاة وفنانو ومبدعو سمامة يكرمون الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي    أخبار باختصار    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    صفاقس الإحتفاظ بالكاميرونية "كلارا فووي" واحالتها للتحقيق    أخبار المال والأعمال    تونس تشارك في الدورة الأولى من الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون الشامل والنمو والطاقة بالرياض    وزارة التجارة تنفي توريد البطاطا    مجلس الوزراء يوافق على جملة من مشاريع القوانين والقرارات    عاجل/ سعيّد: الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام من يحاول المساس بأمنها    دامت 7 ساعات: تفاصيل عملية إخلاء عمارة تأوي قرابة 500 مهاجر غير نظامي    عاجل/ جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابطين وإصابة آخرين في قطاع غزة    النادي الافريقي: 25 ألف مشجّع في الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي    خالد بن ساسي مدربا جديدا للنجم الساحلي؟    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    المجمع الكيميائي التونسي: توقيع مذكرة تفاهم لتصدير 150 ألف طن من الأسمدة إلى السوق البنغالية    نائبة بالبرلمان: ''تمّ تحرير العمارة...شكرا للأمن''    الطلبة التونسيون يتحركون نصرة لفلسطين    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    بن عروس : تفكيك وفاق إجرامي مختص في سرقة المواشي    نادي تشلسي الإنجليزي يعلن عن خبر غير سار لمحبيه    الجامعة التونسية المشتركة للسياحة : ضرورة الإهتمام بالسياحة البديلة    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي    المجر ترفع في المنح الدراسية لطلبة تونس إلى 250 منحة    السنغال تعتمد العربية لغة رسمية بدل الفرنسية    عاجل : وزير الخارجية المجري يطلب من الاتحاد الأوروبي عدم التدخل في السياسة الداخلية لتونس    إنهيار سد يتسبب في موت 42 شخصا    "بير عوين".. رواية في أدب الصحراء    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    مدنين : مواطن يحاول الإستيلاء على مبلغ مالي و السبب ؟    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد بوشماوي: نجاح ندوتنا حول تجويد نتائج الباكالوريا بقابس تعكسه اهمية المشاركين فيها وعمق مخرجاتها
نشر في الشروق يوم 15 - 11 - 2017

ما استخلصناه من الندوة سنرفعه الى وزارة التربية للاستئناس به في إطار الخطة الوطنية لتحسين نتائج الباكالوريا
نشاط المؤسسة لن يقتصر على ولاية قابس بل سيمتد إن شاء الله إلى ولايات أخرى
المسؤولية المجتمعية عندنا تهدف الى تمكين المجتمعات من وسائل التأثير لتكون قوة ثالثة داعمة للقطاعين العام والخاص
نظمت مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي مؤخرا ندوة علمية كان عنوانها "من اجل تجويد نتائج الباكالوريا بولاية قابس" وشكلت حدثا متميزا بقابس لقيمة موضوعها وملامسته لاهم الاولويات عند المواطن وهي تعليم ابنائه وضمان مستقبلهم واعطاء التعليم المردودية الاقتصادية المرجوة.
حول هذه الندوة وحول رؤية المؤسسة لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ومدى حسن توظيفه لتحقيق التنمية المستدامة كان ل"الشروق" هذا الحوار مع رئيس المؤسسة خالد بوشماوي.
انتظمت بقابس يوم الاربعاء 8 نوفمبر الجاري ندوة “من أجل تجويد نتائج الباكالوريا بولاية قابس” وذلك ببادرة من مؤسسة المرحوم هادي بوشماوي وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للتعليم بقابس فما هو تقييمكم لهذه الندوة وهل تعتقدون ان مخرجاتها ستجد التجاوب اللازم؟
إن هذه الندوة التي التأمت تحت عنوان"سبل تحسين نتائج الباكالوريا وكيفية تجويد اختيارات التوجيه الجامعي والمدرسي بقابس" والتي شارك فيها ثلة من المختصين في القطاع التعليمي والتربوي ، كانت وبشهادة جل المشاركين والضيوف ناجحة إلى أبعد الحدود, نظرا لقيمة المحاور التي تطرقت إليها و كذلك قيمة المحاضرين ومساهماتهم الفعّالة هذه الندوة مثلت ايضا حدثا متميّزا بالنسبة لولاية قابس اذ بحثت بشكل علمي أسباب تواضع نتائج الباكالوريا ومن ثم التفكير في الوسائل الكفيلة بتحسينها إلى جانب التطرق إلى سبل تحسين وملاءمة التوجيه الجامعي مع حاجيات سوق الشغل .. وقد كان الاستحسان جليا وأثنى الجميع على سير أعمالها و على عمق النقاشات التي شهدتها. ونحن نعتبر أن هذا التقييم الايجابي للمشاركين في الندوة هو الأهم وهو الذي يعطي مؤشرا عن قيمتها ومدى نجاحها. وبطبيعة الحال قد تكون هناك بعض الهنات البسيطة وغير المؤثرة ولكن عموما يمكن القول بأنها كانت ناجحة الى أبعد حد.
أما بخصوص مدى التجاوب مع مخرجاتها , فانه سيتم إصدار وثيقة عمل سترفع إلى وزارة التربية للاستئناس بها في إطار الخطة الوطنية لتحسين نتائج الباكالوريا التي أقرتها الوزارة. وستتم متابعة هذه المخرجات مع مصالح الوزارة من طرفنا وذلك في إطار اتفاقية التعاون الموقعة معها في جوان 2016. ونرجو أن يتم تفعيل التوصيات التي توصلنا إليها وذلك لأهميتها .
ما هي الأهداف التي تطمح الندوة إلى تحقيقها؟
كما يستشف من عنوان الندوة فان أهدافها الرئيسية تتمثل في إيجاد السبل الكفيلة بتحسين نتائج الباكالوريا بولاية قابس مع التركيز أيضا على الطرق الكفيلة بتحسين وتجويد التوجيه الجامعي والمدرسي. حيث لا يخفى على كل متابع أن هذه النتائج تعتبر متدنية وضعيفة مقارنة بما كانت عليه في السنوات السابقة وأيضا بنتائج الولايات الأخرى.والأسباب التي أدت إلى هذا الوضع متعددة وغير خافية على كل مهتم ومنها ما يتصل بالموارد البشرية ومنها ما هو متصل بالتلاميذ أنفسهم و كذلك بالمحيط العائلي و الاجتماعي وبالبنية الأساسية المُهترئة في بعض المدارس و منها ما له اتصال بالإطار الإداري وبالتكوين و أداء المدرسين و بالوسائل البيداغوجية المُتاحة و الميزانيات الُمُخصّصة لمندوبيات التعليم والمدارس و المعاهد... وهناك أسباب لها صلة بالتوجيه وحسن اختيار المسالك والشعب مراعاة لمتطلبات سوق العمل و القدرة التشغيلية لهذه السوق عند التوجيه دون أن ننسى الأسباب المتصلة بتحسين ظروف المعلمين والأساتذة المادية للارتقاء بمستوى عيشهم ووايضا تطوير قدرتهم على اقتناؤ التجهيزات التي يتطور بها عملهم و كذلك الاستثمار في التجديد البيداغوجي والتطوير المعرفي للارتقاء بمناهج التعليم مع مراعاة تقليص الفجوة الرقمية بين الجهات، الخ ... ومثل هذه المعوقات والتي هي في جلها معوقات موضوعية ، تحتاج إلى جهد مشترك يساهم فيه كل متداخل في العملية التربوية إلى جانب مكونات المجتمع المدني لتقليصها ومن ثم تخطيها. ولأن "مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية" أولت قطاع التعليم والتربية اهتمامها و جعلت من تحسين المستوى التعليمي للمتلقين وتطوير التفكير الإبداعي لديهم وتعزيز مهاراتهم هدفها الرئيس سعت المؤسسة الى إقامة هذه الندوة للوقوف على المعوقات التي تكبل نجاح تلاميذ الباكالوريا في الولاية والبحث عن الحلول لتخطيها .
على ذكر الأسباب المُتّصلة بالمحيط العائلي و الاجتماعي، هناك حديث عن "استقالة"بعض الأولياء في متابعتهم لأبنائهم التلاميذ. فإلى أيّ مدى يؤثر هذا المُعطى على نتائج هؤلاء التلاميذ، حسب رأيكم ؟
أعتقد أن من الأسباب الرئيسية تكمن في غياب عقلية و ثقافة التَمَيُّز(la culture de l'excellence)
وكذلك عدم الاستثمار في العلم و المعرفة. و هناك أسباب أخرى كعدم مواكبة و مراقبة عمل التلميذ بانتظام و مواكبته للدروس وعلاقته بالأساتذة و الإدارة، ذلك أن جُلَّ من يحضر الاجتماعات التقييمية الدورية – حسب عدد من مديري المدارس و الاعداديات و المعاهد - هم أساسا أولياء التلامذة المُتفوِّقون و يَروْنَ أن استفاقة بعض الأولياء لمواكبة أبنائهم لا تحدث الا عند ضُعف النتائج أو في آخر سنة، في حين أن الإعداد لامتحان الباكالوريا هو نتاج السنوات السابقة كما أن إيثار الأولياء التواجد في المقاهي و البقاء خارج الدار لاوقات طويلة هو ايضا من بين الأسباب. ويجدر بنا الرجوع الى عدد من الدراسات التي تبحث في اسباب التفوق المدرسي مثل كتاب " العادات السبع للناس الناجحين و الأكثر فعالية" لستيفن كوفي (Stephen Covey) و كذلك الدراسات التي تُحلّل النمط التربوي في العائلة و تداعياته السلبية على نفسية الطفل و التلميذ و أستحضر هنا كتاب " السلطوية في التربية والتعليم" من تأليف يزيد عيسى السورطي و كذلك تحاليل الأستاذ ابراهيم فيلالي حول علاقة التربية السلطوية بمفهوم الحرية و هي دراسات تستبطن تأثيرات التحولات الاقتصادية والاجتماعية و النفسية في النمط المجتمعي و على الاسرة تحديدا وتؤكد على اهمية تواجد الاولياء مع ابنائهم في المنزل لاوقات محترمة للتواصل وايضا للمراقبة.
المؤسسة تعكس التزام مجمع بوشماوي بمسؤوليته المجتمعية فهل سينحصر دورها في التعليم فقط أم ستنفتح على مجالات أخرى تعاني من نقائص ؟
إذا كانت "مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية" حديثة النشأة فان الأعمال الخيرية والأنشطة المجتمعية لم تكن غريبة عن مجمع بوشماوي . فكما هو معلوم فان مؤسس المجمع المرحوم هادي بوشماوي ومنذ ستينات القرن الماضي،كانت له أياد خيرة لامست مجالات التعليم والثقافة والتكوين فالحس الجمعياتي والإيمان بالعمل التطوعي كان متواجدا في المجمع منذ عقود والجديد هو تنظيم هذا الجهد وبلورته من خلال هيكل قائم مختص تمثل في إنشاء المؤسسة الخيرية الحالية. وإذا كان توجه هذه المؤسسة مركز على قطاع التربية والتعليم فذلك مقصود ولو لفترة حيث أننا نؤمن أن تقدم الأمم وازدهار الشعوب يكمن في الرقي بهذا القطاع والنهوض به وجعله مواكبا للتطور الفكري والمعرفي على مستوى العالم، فبدون تعليم وبدون علم لا يمكن التفكير في أي نمو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي ... وان كنا نؤمن بأن التخصص خصلة في كل مجال حيث أنه يتيح لغيرنا من نشطاء العمل الجمعياتي الاهتمام بقطاعات أخرى تحتاج بدورها إلى دعم فإننا نرى أنه يتعين في هذه المرحلة ايلاء قطاع التربية والتعليم الأولوية المطلقة ثم يمكن الانفتاح على القطاعات الأخرى لاحقا.
المسؤولية المجتمعية التي تضطلع بها مؤسسة المرحوم هادي بوشماوي هل ستكون في حدود ولاية قابس ام ان لكم برنامج للانفتاح على بقية الولايات خاصة في مجال الرقي بالتعليم الذي يعاني من تعثر في النتائج في ولايات أخرى عديدة من بلادنا؟
طبعا لن يقتصر نشاط المؤسسة على ولاية قابس بل سيمتد إن شاء الله إلى ولايات أخرى ومؤسسة هادي بوشماوي الخيرية وان بدأت أنشطتها بقابس فذلك لتمكينها من اكتساب مزيد من الخبرة . وعلى سبيل المثال فان موضوع هذه الندوة مطروح في عدة ولايات أخرى تشكو من نفس المعضلة ،وإننا لا نرى مانعا البتة بل نعتبره واجبا أن نكون منفتحين على كامل مناطق الجمهورية.
لو تقدم نظرتكم للمسؤولية المجتمعية للمؤسسات كيف يجب ان تكون وعلى إستراتيجيتكم في هذا المجال لاعطائها النجاعة المطلوبة؟
لا يزال مفهوم المسؤولية المجتمعية للمؤسسات في تونس حديثا وفي بداياته إذ برز بعد الثورة مع الطفرة التي شهدها نشوء الجمعيات غداتها وهو مفهوم ما زال يبحث عن ذاته وغير متبلور بصفة واضحة وجلية. وهذه الضبابية تكمن في أن أول ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عن هذا المفهوم هو للمشاريع الخيرية وتقديم التبرعات والمساهمة في تخفيف معاناة الناس ... غير أن المفهوم الحقيقي لهذه المسؤولية هو أعمق وأشمل ،حيث أن المجتمعات بحاجة إلى أن تملك القدرة والتأثير لتكون قوة ثالثة باستطاعتها أن تنافس القطاع العام والقطاع الخاص وأن تملك الموارد والأدوات والمؤسسات التي تجعلها قادرة على حماية مصالحها وتطوير الخدمات وكل ما تحتاجه من مواد وسلع. فالمسؤولية المجتمعية تشكل وعيا بالذات تدرك المجتمعات بواسطته احتياجاتها وتبوب أولوياتها بحيث تصبح قادرة على تحسين نمط عيشها وتجويد الخدمات التي يحتاجها المجتمع في الصحة والتعليم والسكن والغذاء والملبس كل ذلك بوعي وشعور بالانتماء والمواطنة. كلّ هذا يجب أن يكون في تناغم و تناسق مع المصلحة العامة و معاضد لمجهود الدولة ومُتكامل معه و مُتمّمٌ له. كما أنه وعلى المستوى الحكومي والرسمي فان المجتمعات ولبلوغ ما تصبو اليه من تنمية وتطور تحتاج إلى توفر منظومة للحكم المحلي والذاتي تمكنها من تنظيم حاجياتها ومن ثم اتخاذ قراراتها وبالتالي تكون قادرة على أفضل الخدمات وسد الاحتياجات التي تتطلبها الشرائح الأضعف في المجتمع. كما ان المسؤولية المجتمعية هي في الحقيقة ضرورة أخلاقية على عاتق المؤسسات تجاه مجتمعاتها بل هناك أصوات في الدول المتقدمة تنادي بوجوب فرضها على جميع المؤسسات. وتجدر الاشارة في هذا السياق، بأن الرهان على التربية هو خيار استراتيجي. ذلك ان المجتمعات الحديثة و المتقدمة أصبحت تُعطي للجانب البشري في التنمية الأهمية القصوى. وكما تعلمون فان التعليم هو استثمار طويل المدى. ومن الأخطاء الشائعة سياسيا و اقتصاديا اعتبار التعليم خدمة من الخدمات الاجتماعية أو الفردية. فمقياس التنمية الحقيقية هو نسبة التعليم و نوعيته و مستواه. و من هذا المنطلق، نسعى الى المساهمة في مسؤوليتنا المجتمعية قدر الامكان.
هل أن مؤسسة هادي بوشماوي الخيرية منفتحة على التعاون والشراكة مع مؤسسات خيرية أخرى تونسية أو أجنبية لها نفس النشاط وتسعى لتحقيق نفس الأهداف؟
إن العمل الجمعياتي هو بالأساس عمل متفاعل مع محيطه ومن الضروري أن يكون مواكبا للتجارب الأخرى المماثلة في المجتمع الذي يتواجد فيه أو في مجتمعات أخرى، فهو عمل منفتح ومتعاون وبالتالي فان مؤسستنا تقبل بل وترحب بكل شراكة أو تعاون مع مؤسسات أخرى تؤمن بنفس المبادئ التي ننتهجها و تسعى لتحقيق نفس الأهداف. فالغاية القصوى هي خدمة المجتمع وكل تعاون من شانه أن يحقق هذه الغاية هو مرحب به وفقا للتراتيب القانونية المعمول بها.
هل تتلقى مؤسستكم أية مساهمات مالية أوعينية من مؤسسات مجتمعية أخرى؟
ليس لمؤسستنا أي مصادر تمويل أو مساهمات من أي جهة كانت سواء محلية أو خارجية.كل أنشطتها ممولة من طرف أعضائها المساهمين وهم كلهم أبناء المرحوم هادي بوشماوي .وكما أسلفت لكم فان الأنشطة المجتمعية لمجموعتنا بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي (الجدّ و الأب ثمّ الأبناء) وكانت موزعة ومشتتة بين شركات المجموعة ثم تطورت إلى أن تم تنظيمها في إطار مؤسسة مختصة قائمة الذات وذلك لمزيد اضفاء الفاعلية على هذه الأنشطة.
ما هي الصعوبات والعوائق التي اعترضت المؤسسة عند قيامها بأنشطتها وهل تمكنت من تذليلها وتجاوزها؟
لعل العائق الرئيسي الذي اعترض مؤسستنا تمثل في أن بعض الأطراف لم تفهم بعد مفهوم المسؤولية المجتمعية ودوره في التنمية المستدامة للمجتمع وهذا مفهوم حيث أن هذا الأمر يعتبر حديثا وقد يستلزم إدراكه وقتا لكن نرجو أن لا يطول. وإذ إننا لا نريد أن ندخل في التفاصيل الدقيقة للصعوبات التي اعترضتنا لإيماننا بأن كل عمل معرض لذلك ومن دورنا تخطي هذه الصعوبات وتجاوزها فإننا نرجو أن يعي كل طرف دوره و أن يساهم كل من موقعه في الدفع بالعمل الجمعياتي والتطوعي لما فيه فائدة الجميع. ولعل ما يمكن استحضاره بهذا الخصوص أن مؤسستنا سعت وبمجهودها الخاص لتركيز نواد للغات (الفرنسية والانقليزية) ونواد علمية و كذلك للمسرح وبقية الفنون في عدد من المعاهد واختارت أن تبدأ باحدى اعداديات الولاية لتركيز نواد للغات كعملية أولى نموذجية تتلوها عمليات أخرى لاحقا في معاهد أخرى .وقد تم تشريك إلى جانب إدارة المعهد جمع من التلاميذ والأولياء وعدد من ممثلي المجتمع المدني. وقد اقتنت المؤسسة عدد من الأدوات التعليمية المتطورة سلمتها للمعهد المعني وأعربت عن استعدادها لتهيئة فضاء مناسب لهذا الغرض حتى تكون الاستفادة أجدى وأعم. و لكن وللأسف وبعد مرور اشهر عديدة على ما تم إقراره لم تواصل هذه النوادي نشاطها. والسبب يرجع وللأسف إلى البطء الإداري الشديد في التفاعل مع هذا الجهد وعدم التجاوب من طرف البعض من الإطار التربوي ، بالرغم من متابعتنا و إلحاحنا الممل أحيانا بغية تواصله بصفة منتظمة .
ما مدى صدى المجهودات والأنشطة التي قمتم بها لدى الجهات الرسمية ذات العلاقة وأيضا لدى عموم المواطنين ؟
الحمد لله كان الصدى ايجابيا ومشجعا لدى الأهالي والمواطنين وكذلك الشأن بالنسبة الجهات الرسمية . ونحن نقوم بعملنا بكل إيمان وعن اقتناع و لا نبغي من ورائه سوى خدمة مجتمعنا والنهوض به والمساهمة في الدفع ببلادنا لمزيد من التطور والرقي .
ما هي الانشطة التي قمتم بها الى حدّ الآن ؟
صحيح إن مؤسسة "هادي بوشماوي الخيرية" حديثة العهد ولكنها قامت بعدة أنشطة في المجال التربوي والاجتماعي يمكن تلخيصها بإيجاز شديد في :صيانة وترميم عدد مهم من المدارس الابتدائية موزعة على مختلف معتمديات الولاية وقد شملت صيانة و بناء قاعات التدريس والمرافق الصحية والمحيط العام للمدارس. كما قامت المؤسسة بتوزيع عدد كبير من المحافظ والأدوات المدرسية على التلامذة المعوزين . و تكفلت بختان مجموعة كبيرة من الأطفال المعوزين يقطنون المناطق النائية للولاية وذلك في مصحة خاصة.وساهمت المؤسسة في يوم العلم الجهوي بقابس لعام 2017 من خلال تكريم التلامذة المتفوقين بالولاية وتوزيع هدايا قيمة عليهم تمثلت في دفاتر ادخار بمبالغ مالية وحواسيب متطورة ولوحات الكترونية إلى جانب المراجع والكتب القيمة.كما بادرت المؤسسة بتنظيم ندوات تدريبية وتربوية نذكر منها عرض المنهج التربوي "أفلاطون" الذي يستهدف تنمية القدرات الذاتية للطفل إلى جانب الندوة الحالية والتي موضوعها "سبل تحسين نتائج الباكالوريا وكيفية تجويد الاختيارات الجامعية والمدرسية بقابس" و بعث نوادي متخصصة في اللغات و العلوم و الفنون... و في كل هذه الأنشطة و جدنا دعما من الادارة و السادة المتفقدين وكذلك اطار التدريس و بقية المتخلين في العملية التربوية.
هل تعطينا فكرة عن برنامجكم للأنشطة التي تزمعون القيام بها خلال العام القادم 2018 ؟
بالنسبة لسنة 2018 وضعنا خطة لأنشطتنا المزمع القيام بها وهي تشمل :
- بعث نوادٍ للغات و في الماد العلمية في عدد من الاعداديات و المعاهد الثانوية. ذلك أننا جميعا مُتفقون على أنالمستوى اللغوى والتعبيري قد تدهور بشكل لافت للنظر وهذا الضعف في مكتسبات التلميذ في اللغات ينعكس سلبا على المواد الأخرى و خاصة المواد العلمية. وفي رأيي ينبغي أن تعتمد هذه النوادي على بيداغوجية حديثة من شأنها ترغيب التلاميذ في إيلاء مسألة التواصل الكتابي و الشفوي الأهمية التي يستحقها. و قد بيّنت عديد الدراسات بأن التلاميذ المتفوقين يعطون الأهمية لكل المواد بما فيها اللغات التي أصبحت أحد المقاييس المُحدّدة للنجاح سواء في الامتحانات او في امتحانات الدخول للمدارس العليا او حتى مقابلات التوظيف و التشغيل. و بالموازاة مع هذه نوادي اللغات و النوادي العلمية يُمكن بعث نوادٍ للمسرح او للسينما او لباقي الفنون و التي يعرف الجميع أهميتها في صقل شخصية الطفل او التلميذ و تمكينه من التعبير عن الذات و اعطائه مكتسبان اضافية للتواصل مع الآخر.
- تجهيز النوادي المتفوقة بتجهيزات تسمح لهم التواصل مع نوادي اخرى كتوصيلها بالانترنت بُغية التواصل على المستوى الجهوي و الوطني و الدولي و كذلك مدّها بتجهيزات العرض المرئي و الحواسيب علاوة على تمكينها من جوائز تشجيعية.
- مواصلة تحفيز التلاميذ المتفوقين في يوم العلم بجوائز هامة مثل دفاتر الادخار و الحواسيب و اللوحات الالكترونية و الكتب و المراجع العلمية و الموسوعات...
- تنظيم رحلات ثقافية ذات طابع علمي او تاريخي او فنّي يشرف عليها مربون من ذوي الاختصاص (عل سبيل المثال: لمدينة العلوم او لمواقع أثريّة أو لمعارض فنية)
- اعانة عدد كبير من التلاميذ المحتاجين في الحصول على أدوات الدراسة و مستلزماته
- تنظيم ندوات يستفيد منها المربون و الاطار الاداري والتلاميذ على حدّ السواء.
كلمة الختام
ان هم مؤسسة المرحوم الهادي بوشماوي هو خدمة تونس واردنا التركيز على التعليم والعلم لانه السلاح الانجع لاي امة لتحقيق رقيها وكسب معركة التقدم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.