الشهيد مصباح الجربوع، مناضل تونسي، وهو من أبرز المناضلين الذين أذاقوا المستعمر الفرنسي الويلات، حيث كان من أشد المناضلين الذين سددوا ضربات موجعة للجيش الفرنسي، وهو أكثر مقاوم نجح في تصفية العشرات من الفرنسيين من بين جميع المستعمرات الفرنسية في أنحاء العالم. ولد مصباح بن صالح بن خليفة الجربوع في مدينة بني خداش من محافظ مدنين في الجنوب التونسي في 25 ماي 1914 بالتزامن مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. وعُرف بنشاطه منذ صغره حيث انخرط في العمل النقابي في محافظة تطاوين، منذ تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946. وتربى مصباح في عائلة مقاومة، حيث كان لشقيقه علي الجربوع دور ريادي شبيه بأخيه مصباح في تاريخ الحركة التحريرية وما بعدها، وتساند الأخوان وغيرهمها من أبناء تونس، في مواجهة الاستعمار الفرنسي والمساهمة بشكل كبير في انسحابه من أرض الوطن. وكان مصباح الجربوع يعمل تاجرا في محل صغير بمنطقة بني خداش، وقد انخرط في الحزب الحر الدستوري الجديد بشعبة قصر الجوامع وكان من أبرز المساهمين في تركيز الحركة النقابية بمدنينوتطاوين. ساعدته تنشئته في مدينته على أن ينخرط في المقاومة حيث كانت هوايته الصيد والرماية والقنص، وتحول من اصطياد الفرائس إلى اصطياد جنود الاستعمار الفرنسي. وقد اصطف الجربوع رفقة بني جلدته وأبناء جيله في محافظة مدنينوتطاوين في الجنوب التونسي، ووضعوا اليد في اليد لدحض المستعمر الفرنسي من الأراضي التونسية.