عين الفوّارة رمز لمدينة سطيف عاصمة الشمال الشرقي للجزائر عادت له الحياة بعد الاعتداء الذي تعرّضت له في شهر ديسمبر الماضي وكانت الحدث الذي ميّز هذا الصيف . سطيف- الشروق: من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب رفع وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي صباح السبت الماضي الستار على النحت الفني "عين الفوٰارة "في ساحة الاستقلال بمدينة سطيف التي تمثل " عين الفوّارة " رمزا من رموزها وكان هذا النحت الذي يعود لقرنين من الزمن قد شهد عملية تحطيم في شهر ديسمبر الماضي عندما حمل شاب ملتح في الرابعة والثلاثين من عمره فأسا وهوى به على المنحوتة فأصاب أجزاء منها قبل أن تعتقله الشرطة ويحال على المحكمة. هذه الحادثة الأليمة اختلفت الأخبار في شأنها فهناك رواية تؤكد ان هذا الشاب قام بهذه الجريمة دون وعي منه فهو مختل عقليا ويعاني من اضطرابات نفسية وهناك من يعتبر ان العملية لها طابع ارهابي مثل العملية التي استهدفت عين الفوارة في 1997 عندما عمدت مجموعة ارهابية الى تفجير النصب الفني. هذا العمل الذي صممّه سنة 1898 رسّام فرنسي من أصل إيطالي فرنسيس سان فيدال وعرضه في متحف اللوفر قبل أن يقرر الحاكم العسكري لسطيف نقله الى وسط المدينة وتثبيته وسط المدينة بين المسجد والكنيسة والكنيس اليهودي وقد تم تثبيت النحت فوق عين الفوّارة التي كان أطفال سطيف يلعبون حولها كما يتذكر بعض الشيوخ. عودة الحياة لعين الفوّارة تمت بكفاءات جزائرية من مصلحة الآثار في وزارة الثقافة وأثار ترميم النحت الفني الكثير من الجدل فهناك من يرى حسب ما ذكرته الصحف الجزائرية أنه من الأفضل تعويض هذا النحت الفني بنحت لأحد أبطال الثورة الجزائرية من الشهداء خاصة أن مدينة سطيف شهدت مجازر سنة 1945 سقط فيها عدد كبير من الشهداء لكن وزير الثقافة ميهوبي اعتبر في كلمة للصحافة بعد رفع الستار وانتهاء أشغال الترميم أن عين الفوارة والنحت الفني الذي يجسد أحد روائع النحت هو رمز من رموز مدينة سطيف ولا يمكن محوه من الذاكرة ونفى أن تكون أشغال الترميم تكلّفت بمبلغ باهظ كما تم تداوله. والواضح أن بعض الأطراف من الاسلاميين تريد التخلص من هذا العمل الفني الذي يجسد امرأة نصف عارية رغم أن معظم أهالي سطيف لا ينتبهون لهذا العراء قدر اهتمامهم بالماء المتدفق من العين والشاهد على حوالي قرنين من الزمن ولا يوجد زائر واحد لمدينة سطيف لا يزور عين الفوّارة لالتقاط صورة للذكرى على الأقل . مدينة سطيف التي تستقبل مئات السياح من التونسيين خاصة والعرب تبدو مدينة هادئة وهي تحتفل بعودة الروح الى عينها المتدفقة منذ قرون وهي المدينة الشاهدة على جرائم الاستعمار والارهاب في التسعينات وقد تعافت من هذا الورم الذي دمر البلاد العربية وليس الجزائر فقط بل امتدت نيرانه الى أوروبا والى كل مكان في العالم ، فالفن ينتصر على الغربان السود وهي الرسالة التي قدّمها المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين في العمل الذي قدمه في مدينة جميلة من ولاية سطيف عين الفوّارة عين الحياة.