(الشروق) كلما زرت الجزائر اشعر انني التقي بارواح الشهداء وارواح المثقفين الطاهر وطار وميلود فرعون ومالك حداد وعبدالقادر علولة وبختي بن عودة من شهداء الثقافة الجزائريةسطيف. عندما وصلت الى قرية جميلة في ضواحي مدينة سطيف عاصمة الشمال الشرقي لحضور سهرة الافتتاح مساء الجمعة 3 اوت التي قدمها المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين بمشهدية الرمال المتحركة عين الفوارة عين الحياة لفت انتباهي الحضور المكثف للشرطة وهو ما لم الاحظه سابقا في مهرجانات اخرى في الجزائر تابعتها خلال مشاركتي في عدد من المهرجانات في العاصمة الجزائرية وفي بجاية و في قسطنطينة .الحضور المكثّف للشرطة فهمت سره من الغد ، فقد علمت ان ولاية ورقلة شهدت محاولات من محتجين لالغاء عروض فنية وثقافية في اطار المهرجانات وقد رد على ذلك وزير الثقافة الشاعر عزالدين ميهوبي في ندوة حوارية نظمتها جريدة الحوار الجزائرية اذ اكد الوزير ان الحكومة لن تسمح لاحد بحرمان الجزائريين من حقهم في الثقافة في كل ولايات الجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية كما اشار الوزير الى ان الدولة لن تسمح باحداث حالة من التصحر الثقافي ، تصريح الوزير جاء بعد محاولات لاطراف قريبة للاسلاميين بمحاولة تعطيل موسم المهرجانات من خلال محاولة منع بعض العروض الثقافية والفنية بتعلة « الاحتجاج « على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الوقت الذي تنجز فيه الحكومة مشاريع عملاقة في كل المناطق الجزائرية من بينها مشروع السكن الاجتماعي الذي سيضمن السكن لملايين الجزائريين باسعار مدروسة ومعقولة في خطة متكاملة يرعاها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة شخصيا منذ سنوات كما تم اقرار مجموعة من الاجراءات العاجلة لفائدة سكان الجنوب والهضاب. محاولات تعطيل المهرجانات في الجزائر التي خصصتها هذا العام وزارة الثقافة للفنانين الجزائريين فقط دون غيرهم في اطار خطة ذات بعدين كما قال الوزير ميهوبي في افتتاح مهرجان جميلة الدولي في دورته الرابعة عشرة البعد الاول منح الفرصة كاملة للفنان الجزائري في كامل التراب الوطني حتى ينتهي الشعور بالغبن والتهميش مقارنة بالفنانين الاجانب والحفاظ على الرصيد الوطني من العملة الصعبة في وضع تراجع اسعار البترول التي اثرت على الموازنات الجزائرية. الحزائر هذا البلد الذي عرف بوقوفه دائما مع القضايا العادلة ودعمه للقضية الفلسطينية وللعراق في محنته ايام الحصار قبل الاحتلال الامريكي ولسوريا الصامدة ضد العدوان الاطلسي مازالت مستهدفة من وكلاء ما يعرف بالربيع العبري ومحاولة افساد موسم المهرجانات في الجزائر التي فشلت فشلا ذريعا تؤكد ان الحكومة الجزائرية واعية بالاخطار التي تهدد استقرار بلد الاوراس والمليون شهيد والتي تدفع تونس وليبيا واليمن وسوريا اليوم ثمنها . فالثقافة هي روح الشعوب وخزان المقاومة الاساسية وهي قاطرة التحديث والتنوير لذلك يستهدفونها وقد كان رد الوزير عزالدين ميهوبي صارما «لن نسمح بتصحر ثقافي في الجزائر» وفي التصحر الثقافي تولد ثقافة القتل والاغتيال والسواد التي عانت منها الجزائر طيلة عشر سنوات ومازالت ترمم جراحها . اللهم احفظ الجزائر من سرطان الربيع العبري.