تشهد هذه الفترة من السنة توافدا كبيرا للجالية التونسية المقيمة بالخارج ,حيث تتكاثر في شوارع المدن أنواعا مختلفة من السيارات ذات اللوحات المنجمية الأجنبية... هم بالتأكيد أبناؤنا المهاجرين جاؤوا لقضاء عطلة الصيف بين أحضان العائلة الموسعة من أجل التمتع بأشعة الشمس على ضفاف البحر بعيدا عن طقس أوروبا وبردها القارس. بلبابة رافع أحد هؤلاء المهاجرين يعود كل سنة ليقضي عطلته في مسقط راسه قابس .هو شاب غادر أرض الوطن منذ ما يقارب 11 سنة هاجر إلى مدينة الأنوار بصفة قانونية وتمكن من تحسين ظروف عيشه بعد أن تحصل على عمل قار... أسس عائلة ودأب على العودة كل صيف رفقة أبناءه وزوجته.... التقيناه ذات مرة وسألناه عن عودته وظروفها فقال « أقضي كامل شهور السنة في العمل والكد من توفير التوفير ما يلزم العودة الصيفية وأظل في إنتظار حلول هذا الفصل حتى أرتب أغراضي وأعود مع العائلة من أجل قضاء أكثر وقت ممكن مع الأقارب والأصدقاء نستعيد فيها ذكريات الطفولة وأيام زمان... نتمتع بالبحر وأشعة الشمس ونتجول في كل الأماكن التي نحن إليها حينما نكون في الغربة... نحرص على حضور الأعراس وكل المناسبات الصيفية من مهرجانات وحفلات... ونحاول إستغلال الوقت في الترفيه عن النفس والاسترخاء بعد تعب سنة كاملة»، وعن أجواء البلاد يقول «ريحة البلاد لا تضاهيها رائحة فالغربة صعبة والبعد عن الأهل والأقارب يجعلك تشعر بالوحدة رغم توفر كل متطلبات العيش الكريم في أوروبا إلا أن تونس تبقى دائما غالية وعزيزة في القلب». وختمنا الحديث عن إمكانية عودته النهائية وهل لديه رغبة في الإستثمار في تونس فقال «صراحة الظروف مازالت غير ملائمة رغم التحسن التدريجي في جميع المجالات إلا أن الوقت لم يحن بعد لأعود نهائيا وأستقر في تونس ولا أخفي عنك سرا أن الرغبة في العودة النهائية باتت تلازمني منذ مدة رغم حداثة عهدي في بلاد الغرب لكن عندما تتحسن الظروف أكثر فحتما سأكون أول من يعود إلى تراب تونس وأبعث مشروعا من شأنه أن يضمن كرامةعيشي وعيش أبنائي». ريحة البلاد