جندوبة الشروق: حياة المرأة الريفية بجهة جندوبة مليئة بالمشاغل والتضحيات الكبيرة وهي مشاغل من أجل لقمة العيش وتوفير مستلزمات الحياة اليومية رغم صعوبتها . وهذه المشاغل تتحرك معها الجهود خلال فصل الصيف فشأن سكان الريف كشأن « النمل « إن صح التشبيه الذي يستعد صيفا «ليطمر ويثمر ويعد العولة» ليهنأ شتاء حين تكون لقساوة الطبيعة أحكامها وتكون مصدرا للعزلة وتردي ظروف العيش. ومن أبرز المهن الصيفية والمشاغل التي تظهر بالأرياف هو جمع الحطب والذي يتخذ كوسيلة لإعداد الطعام وطهي الخبز العربي وتكون هذه المهنة إما للإستعمال الشخصي العائلي وإما لبيع الحطب لمن يتعذر عليه توفير هذا المأرب وخاصة سكان المدن. ورحلة البحث عن الحطب بالغابة تؤمنها بنسبة كبيرة النسوة حيث يتنقلن ومنذ الساعات الاولى من أيام الصيف نحو الغابة لجمع الحطب أخضرا كان أو يابسا في شكل حزك يحملنها على الظهور لمسافات تصل إلى كيلومترات ولا عزاء لهن غير الصبر ليتم تجميع هذا الحطب بجانب المنازل بالأرياف ويتم التفريط فيه في مرحلة ثانية إما للاستعمال الشخصي في الطبخ والتدفئة أو بالبيع ويصل سعر المجرورة شتاءا إلى 200 دينار عندما يصبح تحصيل حطب التدفئة والطبخ صعب المنال في ظل قساوة العوامل المناخية وخاصة الثلوج والبرد القارس وكذلك الانزلاقات الأرضية والعزلة التامة لعديد التجمعات السكنية. عموما صعوبات العيش لسكان الأرياف وطريقتهم التقليدية في العيش وكدهم من أجل توفير أبسط مرافق الحياة الكريمة تستحق تحية تقدير لهذه الفئة من المجتمع التي اتخذت من الضعف قوة ومن قساوة الطبيعة ملهما للعمل والتحدي ومع ذلك فهذه الطريقة في العيش لا تخفي التقصير السياسي الذي جعل مثل هذه المعاناة تستمر رغم التقدم العلمي .