اغرقت مافيا التهريب، قلب العاصمة بالمفرقعات والالعاب النارية، وأخفتها بمخازن انتشرت بكل من بومنديل ومنصف باي والمدينة العتيقة، ليتم مداهمة مخزنين وحجز 7 الاف قطعة... تونس (الشروق) وقد كثفت مصالح الشرطة البلدية بالتعاون مع الوحدات الامنية، من نشاطها في مواجهة بارونات تهريب المفرقعات من شماريخ وفوشيك والعاب نارية، اغرقت بها الاسواق التونسية، ليتم القيام بعمليات نوعية مكنت من الكشف عن مخازن لإخفاء هذه المواد بقلب العاصمة. وتزدهر تجارة المفرقعات خلال الاعياد وبفصل الصيف اذ تستعملها العائلات في الأعراس والافراح، وتستغل بارونات التهريب هذه المناسبات لاغراق الاسواق بها وترويجها بعد جلبها من القطرين الجزائري والليبي. رجال أعمال على الخط وأكد مصدر امني ل»الشروق» ان شبكات تهريب الشماريخ والفوشيك والالعاب النارية، اغرقت العاصمة بمخازن و تسوغت مستودعات لاخفاء هذه المواد الخطيرة وترويجها، مؤكدا ان هذه التجارة يقف وراءها رجال اعمال ، ويتم ادخالها الى تونس عبر طرق مختلفة منها بضائع تدخل عبر الموانئ وأخرى عبر المسالك البحرية. وحول طرق ادخال هذه المواد الى تونس، اكد مصدرنا انها تتم عبر التصريح الكاذب لدى المصالح الديوانية، وفي مناسبات اخرى تكون هناك تسهيلات وتواطؤ من قبل بعض اعوان واطارات الديوانة، لتمرير مثل هذه البضائع. اما «صغار» المروجين لهذه الالعاب فانهم يهربون بضائعهم الى العاصمة عبر شاحنات او حملها في حقائب واستعمال وسائل النقل العمومي من قطارات وحافلات وسيارات اجرة. ارتباطات خارجية وتابع نفس المصدر ان هذه الشبكات مرتبطة ببارونات اخرى تنشط بالقطر الجزائري، تخصصت في تحويل اطنان منها الى تونس عبر استعمال سيارات نفعية وشاحنات، وهذه الشبكات حسب مصدرنا استغلت الاخلالات الامنية لاغراق عدد من المدن وتونس الكبرى بهذه المفرقعات، وتمكنت من تحقيق ارباح خيالية، من خلال غزو الاسواق الفوضوية. وتظهر هذه التجارة، للعلن خلال الاعياد او قبل المباريات الرياضية وبفصل الصيف. و من جانبه اكد الكاتب العام لنقابة الشرطة البلدية محمد الولهازي في تصريح ل»الشروق» ان سلك الشرطة البلدية بصدد مكافحة ظاهرة بيع المفرقعات والالعاب النارية، وذلك لما يمكن ان تتسبب فيه هذه المواد من مخاطر على صحة الانسان والاقتصاد الوطني، مضيفا انه تم الكشف عن مستودعين بجهة بومنديل لاخفاء هذه البضائع المحظورة. مستودعات في قلب العاصمة وعن تفاصيل العملية، تابع محدثنا قوله، بانها تمت بعد قيام اعوان الشرطة البلدية بعمل استقصائي، رغم ان العاملين بسوق بومنديل والمدينة العربي يصعب تعاونهم مع مصالح الدولة، وقد تم القيام بالتحريات اللازمة بعد وجود شكوك في مخزنين بسوق بومنديل بسبب وجود حركية مكثفة حولهما من قبل عدة اشخاص، فتم التنسيق مع الجهات المختصة ومداهمتهما في ساعة متاخرة من الليل. وحسب محدثنا فان عملية المداهمة، اسفرت عن حجز حوالي 7 الاف قطعة من الشماريخ والفوشيك من مختلف الاحجام، مؤكدا ان هذه المواد اصبحت تدخل بصفة مكثفة عبر المسالك البرية من القطرين الجزائري والليبي. واكد الولهازي ان هذه البضائع تغزو اسواق المدن الكبرى على غرار سوسة وصفاقس والمنستير والقيروان، مضيفا ان النصيب الاكبر من هذه المفرقعات يوجه الى تونس الكبرى، مؤكدا ان هذه التجارة الضخمة التي يقدر راس مالها بمئات المليارات تقف وراءها رجال اعمال وعصابات تبييض الاموال، التي قال انها تستغل المشاكل الحدودية منها الاضرابات الوقفات الاحتجاجية بالولايات الحدودية والتي تكون في بعض الاحيان مفتعلة ويتم اغلاق الطرقات بغاية تمرير مثل هذه البضائع. وقال محدثنا ان مستودعات اخفاء هذه المفرقات منتشرة بسوق بومنديل ومنصف باي وباب الجزيرة ونهج شارل ديغول ونهج الكومسيون، تقوم بحراستها مجموعة من الاشخاص التي تتولى ترويج هذه المواد وغزو الاسواق الكبرى والفوضوية.
