حالة من الترقب والانتظار تعيشها جماهير النادي الافريقي المتلهفة دوما وفي بداية كل موسم لمعرفة اخبار فريقها وجديد الانتدابات وكل كبيرة صغيرة عن الافريقي ومدى استعداداته قبل ايام قليلة عن انطلاق سباق البطولة . "الشروق" حملت كل الاسئلة والاستفسارات وكل ما يجول بخاطر الاحباء الى المدير الرياضي سفيان الحيدوسي الذي أكّد في بداية حديثه على الاجواء الايجابية والمميزة التي دارت فيها تحضيرات الفريق واثنى كثيرا على العزيمة والانضباط وروح المسؤولية التي تميّز بها كل اللاعبين منذ انطلاق الاستعدادات واعتبر ان التربّص الاخير في مدينة طبرقة قد حقق اهدافه وكان مثمرا للغاية سواء بالنسبة للاعبين الذين بلغوا درجة كبيرة من الجاهزية البدنية ونجحوا في كسب عنصر الانسجام او بالنسبة ايضا للمدرّب "خوزي ريغا" الذي اقترب كثيرا من لاعبيه و توفّرت له فرصة اضافية لمزيد الوقوف على استعداداتهم وما يمكن ان يقدموه من عطاء فوق الميدان . وأضاف الحيدوسي انّه كان يتمنّى لو سنحت للفريق فرصة المشاركة في دورة الاردن التي كانت ستشكّل إطارا مناسبا لمزيد الاستعداد الجيّد وفرصة للإحتكاك بعدّة فرق قوية من خلال جملة المباريات الودية التي كانت مبرمجة آنذاك فيما نفى الحيدوسي ان يكون الغاء فكرة اجراء تربّص خارج الحدود (المغرب) لأسباب مادية مثلما روّج لذلك باعتبار ان تكلفة تربّص طبرقة كانت ارفع بكثير مؤكّدا على أنّ نجاح التربّص مرتبط دوما بقيمة العمل ومدى تجاوب اللاعبين مع ما يطلبه المدرّب وليس بقيمة الإطار المكاني. لاخلاف بيني وبين المدرّب يعتقد العديد من الأحبّاء وحتى المقربين من دائرة القرار في الإفريقي أنّ طباع الحيدوسي الحادة وشخصية المدرّب "ريغا " الصارمة لن تشكّل ضامنا للانسجام والتوافق بينهما وبدأت بالفعل بعض الاخبار تتحدّث عن وجود تصدّع في علاقة الرجلين خاصة بسبب بعض الخيارات البشرية وابعاد المدرّب لبعض اللاعبين الذين انتدبهم الحيدوسي . حول هذه النقطة يؤكّد الحيدوسي ان علاقته بالمدرّب يسودها الاحترام المتبادل ولا أساس للصحة لكل ما قيل مضيفا انّه في الأصل مدرّب ويمكن ان يدلي بدلوه لكنه يعرف الآن حدود مهامه في الفريق ويدرك جيّدا أن المدرب هو المسؤول الاول عن عملية انتقاء اللاعبين لذلك لم يتدخّل في هذه المسألة وبخصوص بعض العناصر التي وقع التخلّي عنها رغم حداثة عهدها باجواء الفريق قال الحيدوسي أنّ المدرّب قد اطّلع على كل البيانات والتسجيلات الخاصة بهؤلاء اللاعبين وهو على قناعة بامكاناتهم لكنه من زاوية أخرى يرى أن إضافتهم للفريق لن تكون مضمونة في الوقت الحاضر بسبب نقص الخبرة وصعوبة الاندماج. أما بخصوص اللاعب البورندي "شاكا بيانفيني" الذي لفظه غربال المدرب "جوزي ريغا" والتقطه فريق النجم الساحلي ليمضي له بخمس سنوات يقول الحيدوسي لكل فريق رؤيته الخاصة , قد ينجح هذا اللاعب في فريق النجم لكن المؤكّد انّه ليس اللاعب الذي يحتاجه الافريقي . لاتجوز المقارنة بين " ريغا" و"سيموني" واصل الحيدوسي حديثه بالثناء على المدرّب البرتغالي "خوزي ريغا" الذي اعتبره ذا كفاءة عالية وفنّي مقتدر يحسن التواصل مع اللاعبين ويعرف جيّدا ماذا يصنع وكيف يتفاعل مع محيطه وحول بعض التوقعات والأحكام المسقطة التي وضعت مدرّب الافريقي الجديد في مرتبة المدرب الايطالي سيموني خاصة فيما يتعلّق باصراره على اعتماد خطة ثلاثي في محور الدفاع وهي الخطة التي لم تتماشى وقدرات اللاعبين وعادت على الفريق بالوبال في الجولات الاولى للموسم الفارط يقول الحيدوسي ان المقارنة لا تجوز اصلا بين المدربين على الأقل على مستوى الكفاءة الفنية واساليب العمل أمّا فيما يتعلّق باعتماد البرتغالي خطة ثلاثي في محور الدفاع وما أثارته من مخاوف كبيرة لدى الاحباء من تكرار سيناريو الموسم الفارط فقد قال الحيدوسي أنّه تحادث طويلا حول هذه النقطة مع مدرب الافريقي الذي أكّد له انه بحاجة لاختبار عديد الرسوم التكتيكية وبحاجة ايضا لتعوّد اللاعبين عليها لتطبيقها بشكل جيّد عند الضرورة واضاف الحيدوسي انه تحادث أيضا مع عدد من اللاعبين الذين اكّدوا له انهم لم يتدربوا مطلقا على هذا الرسم التكتيكي في عهد سيموني لذلك كانت النتائج دون المأمول. لا للتسرّع في ملف الانتدابات واصلنا في حديثنا مع الحيدوسي الى أهم نقطة استاثرت باهتمام احباء الافريقي وهي التي تتعلق اساسا بملف الانتدابات ولماذا تأخّرت عملية العثور على العصفور النادر وهل ان قيمة الافريقي لا تسمح له بانتدابات قيمة دون المرور بالاختبارات ؟ عن هذه النقطة يقول المدير الرياضي للنادي الافريقي أن ضيق الوقت والفترة الزمنية القصيرة التي تسلّمت فيها الهيئة الجديدة مهامها على رأس الفريق لم يمنحها هامشا أوسع للتعاطي مع هذا الملف بشكل جيّد لذلك كان من الصعب القيام بانتدابات قيّمة ومن دون تكلفة كبيرة في سوق على وشك ان تنفضّ ومع ذلك مازالت الهيئة ساعية لتعزيز الرصيد البشري وقنوات الاتصال مفتوحة (وسط تكتّم شديد) إلى الآن مع عديد اللاعبين المميّزين فيما يؤكّد الحيدوسي أنّه لا يرى حرجا في جلب عديد اللاعبين للاختبار في حين يشدّد على أن ادارة الفريق لن تخضع لضغط السماسرة وستختار التريّث في هذه المسألة ولعب مباراة اولى وثانية في البطولة من دون مهاجم جديد افضل بكثير من انتداب لاعب اضافته غير مضمونة قد يجر الفريق في وقت لاحق الى اروقة المحاكم الرياضية في إشارة للوافد الجديد الفرنسي من اصول كونغولية "دومينيك مالونقا" الذي قال أنه عاد من حيث اتى. أمّا بخصوص الليبيري "جيبور" فقد اكد الحيدوسي ان الهيئة قد دخلت معه في مفاوضات منذ مدة طويلة لكن الجانب المالي هو الذي اعاق اتمام الصفقة حين طالب اللاعب بأكثر من 700 الف اورور في الموسم ( اكثر من مليارين) وهو مبلغ مشط نحتاجه لسداد دويننا في "الفيفا" هيئة حمودية وضعتنا في مأزق كبير واصل الحيدوسي حديثه بخصوص ملف الانتدابات حيث أكّد ان هيئة حمودية قد وضعت الإدارة الحالية في مأزق كبير وخلفت لها تركة ثقيلة بوجود عديد القضايا المنشورة في لجان النزاعات المحلية و الدولية وبوجود أيضا اكثر من 14 لاعبا على عتبة الخروج بسبب عقودهم المنتهية وعاب الحيدوسي على الهيئة السابقة هذا التقصير معتبرا اياه بمثابة السابقة والفضيحة التي لا تليق بسمعة فريق في حجم الافريقي , وأضاف الحيدوسي أن هيئة اليونسي قد استنزفت الوقت والمال لغلق ملف تجديد العقود وهو ما جعلها تتأخر كثيرا في حسم ملف الانتدابات لتتقلّص بالتالي الخيارات أمامها . نحتاج كثيرا لخبرة الدراجي والبلبولي في خضمّ الحديث عن التعزيزات الاخيرة وتقييمها خاصة فيما يتعلّق باللاعبين اسامة الدراجي والحارس ايمن البلبولي يقول الحيدوسي أن انتداب البلبولي لم يكن مرتجلا فحارس في قيمته سيستفيد منه الفريق وسيغذّى كثيرا روح التنافس مع بقية الحراس بالشكل الذي سيعود بالنفع على الجميع أما بخصوص الدراجي فسعي فريق في حجم الوداد المغربي لانتداب هذا اللاعب ليس من باب المجاملة فالدراجي لاعب صاحب امكانات كبيرة واضافته مضمونة والافريقي في كل الاحوال سيستفيد كثيرا من الدراجي والبلبولي وحقيقة الميدان ستجيب كل المشككين. كفاءة المصري عبدالعليم وراء انتدابه قدوم مدرب الحراس طارق عبدالعليم رافقته عديد التأويلات حول علاقته بالبلبولي الذي قيل انه هو من فرض قدومه للافريقي وايضا بخصوص راتبه الشهري الذي سيتقاضاه ( ارفع بكثير من راتبه مع المنتخب ), حول هذه المسألة يجيب الحيدوسي باستغراب شديد ويؤكّد ان عبدالعليم قد وقع الاتصال به منذ مدة طويلة حتى قبل انتداب البلبولي و المدرب "ريغا" هو من طلب انتدابه للعمل الى جانبه بعد ان جلس اليه في مرّة اولى. فيما يتعلّق بموضوع الراتب الشهري والإمتيازات النقدية فقد احتفظ الحيدوسي بالاجابة لكنه اكّد ان هذا المدرب قد قدّم عديد التنازلات مقابل الانضمام للاطار الفني للافريقي والجميع على قناعة بانه سيفيد كثيرا حراس الافريقي. بين المدرب وسليم بن عاشور والنفزي حول الميركاتو الذي شمل الإطار الفني بإبعاد المساعد سليم بن عاشور ومدرب الحراس عادل النفزي يقول الحيدوسي انه من غير الضروري تهويل الأمر فهو خيار من المدرب الذي اعتاد على تقييم اداء مساعديه بعد كل فترة وحين رأى أن هناك تقصيرا طلب من الادارة ضرورة التعاقد مع مساعد جديد ومدرب حراس فتم التعاقد مع عبدالعليم والفني عمر حمودة المشهود له بالكفاءة. سأغادر الافريقي وهذا ردّي على الحملة "فايسبوكية" في جانب آخر وبعد أن آثر الصمت تجاه الحملة "الفايسبوكية" التي يتعرّض لها منذ مجيئه قرّر سفيان الحيدوسي هذه المرّة الردّ على منتقديه حيث اعتبر الحيدوسي أن وجوده كمسؤول فاعل في الفريق قد يكون تعارض مع مصالح بعض الاشخاص الذين تعوّدوا حشر أنوفهم في كل المسائل بغاية تحصيل منفعة ذاتية واستطاع خلال هذه الفترة القصيرة ان يقتلع من محيط الفريق بعض "المتمعّشين" والصائدين في الباحة الخلفية للحديقة لذلك وقع استهدافه بحملة تشويه ممنهجة شنّتها بعض الصفحات الموالية لهؤلاء مؤكّدا أنّ قبوله بمهمّة ليست سهلة في فريق بحجم النادي الافريقي إنّما هي رغبة في خدمة النادي والعائلة التي ينتمي إليها وليس لمثل الغايات التي يرّوج لها البعض مثل " السمسرة " و الترهات التي يرددونها . ويضيف الحيدوسي بالقول " لقد جئت للافريقي من أجل المساعدة والقيام بواجبي تجاه عائلتي وليس لجمع المال وقد لا يطول مقامي كثيرا خاصة وانّ شغفي كبير بعالم التدريب وللأمانة فقد تلقّيت في المدّة الأخيرة عديد العروض من فرق محلية واخرى من خارج الحدود لكني اؤكّد مرّة اخرى أنّي جئت لمهمّة محددة في الافريقي وسأغادر متى فرغت منها ". كرتنا عليلة ومنتخبنا فشل لهذا السبب كان من الطبيعي جدّا ان نعرّج في حديثنا مع الحيدوسي على مشاكل الكرة في تونس وانطباعاته كفنّي على مشاركة منتخبنا في المونديال الأخير حيث يقول الحيدوسي أن منتخبنا قد فشل فشلا ذريعا وليس هناك وصف أخر أدق لما حصل واعتبر الحيدوسي أن نجاحنا في المباريات الودية قد جعلنا نعتقد أن منتخبنا صار في افضل حال وباستطاعته أن ينافس اقوى المنتخبات فتضاعف الأمل إلى الحد الذي ابتعدنا فيه عن واقعنا وواقع كرتنا العليل . ويضيف الحيدوسي بالقول " بالتأكيد يتحمل الاطار الفني جانبا كبيرا من مسؤولية الخيبة لكني استغرب في نفس الوقت كل الاراء والتحاليل التي نأت بكل اللاعبين عن المسؤولية , المونديال عرّى أمامنا حقيقة ثابتة وهي أنه ليس لدينا لاعبين بقيمة الكبار وذلك هو مستوانا الحقيقي , اللاعب التونسي عامة ضعيف ذهنيا ولا يتحمّل الضغط لذلك كان الأداء ضعيفا في المباريات الرسمية على عكس الوديات , في جانب آخر يجب أن نعترف أن أكثر اللاعبين قد حادوا عن سكّة الإنضباط فكانوا منشغلين أكثر بالعروض وبمقترحات السماسرة وبما تتصدره عناوين الصحف وحتى بعد الفشل لم نتجرّأ على محاسبتهم كما لو أنّهم غير معنيين وهذا خطأ كبير لان اللاعب التونسي لم يتعوّد الخضوع للمساءلة ومحاسبة الذات , و وزر الخيبة عادة ما يتحمله المدرب والاطار الاداري فيما تعوّد لاعبونا على مسح الاخفاق في التحكيم واطراف اخرى من اللعبة وهذا ما يجعل رائحة كرتنا الكريهة تفوح كلّما لعبنا خارج الديار...." ويتمنى الحيدوسي ان ينصلح حال المنتخب بقدوم المدرب فوزي البنزرتي الذي قال أن مهمته صعبة و مسؤوليته ستكون كبيرة هذه المرّة خاصة وقد نال الفرصة التي بحث عنها طويلا ولم يعد من عذر آخر الآن امامه للنجاح وبلوغ الاهداف المرسومة .