* جندوبة « الشروق « : مازالت الأعراس بجهة جندوبة وخاصة بالمناطق الريفية تحافظ علي طابعها التقليدي ولم تكتسحها روح الحضارة والتجديد فبقيت مناسبة للفرح علي طريقته التقليدية بامتياز . وتبدأ الاستعدادات للعرس بالنسبة لمنزل العريس باحضار عولة الكسكسي الذي سيتم استعماله وطبخه ليلة العشاء في جو بهيج يكون مقدمة للفرحة الكبري التي تمتد علي كامل الأسبوع بأيامه ولياليه . وتستعد عائلتا العروسين لهذه المناسبة السارة من خلال عقد جلسة تشاورية حميمية يحدد خلالها موعد الزفاف وعقد القران وما يرافق ذلك من استعدادات مادية ومعنوية . وينطلق العريسان مرفوقين بممثلين عن العائلتين نحو محلات المدينة لشراء مستلزمات « الملاك « من ملابس وتجهيزات وبالتوازي مع ذلك يستعد العريس لتزيين بيت الزوجية بالدهن وما يتطلبه من تجهيزات علي نحو بيت النوم وغرفة الجلوس وغيرها وفي نفس الوقت تستعد العروس باحضار مستلزمات الزينة من ورود وستائر وتجهيزات المطبخ وبطبيعة الحال كل حسب قدرته وظروفه المادية . وبين هذه الاستعدادات وتلك يتم شراء الذبائح خرفانا كانت أو « عجل « ليوم عقد القران وليوم « العشاء « مقابل الاتفاق مع فرقة الفنون الشعبية والمصور والطباخ والفارس وتسليم « العربون « ليكون الجميع حاضرا ليلة العشاء التي يسبقها توزيع الدعوات المكتوبة أو شفويا . و ليلة العشاء تعم منزل العريس الأفراح فتذبح الذبائح ويطبخ الكسكسي وسط أجواء من الفرحة تقرع فيها الطبول كامل الفترة المسائية والفترة الليلية ويقوم الفارس بعدة طلعات بجواده المدرب حيث يقدم استعراضا في الفروسية يزيد من بهرج العرس ويشد انتباه المعزومين . وبعد العشاء ينطلق « العيوان « حين يقدم الحاضرون من الأهل والأصدقاء مبالغ مالية للعريس يتم تدوينها في كراس ويطالب بإرجاعها لدافعها عندما تكون له مناسبة سعيدة مثل العرس والختان . والعيوان بالأرياف بجهة جندوبة يمكّن العريس وعائلته من جمع أموال تحسب بالملايين توظف عند البعض لتغطية مصاريف العرس وعند البعض الاخر مبلغا للادخار .