أسبوعان قد مرا على انطلاق موسم التخفيضات الصيفية «الصولد» لكن الواضح أن نسبة إقبال التونسيين على المتاجر ظلت ضعيفة، لا سيما مع استعدادات الأسر التونسية لعيد الإضحى، وتراجع المقدرة الشرائية. تونس الشروق: جولة بين المحلات التجارية كشفت تراجع الحركة التجارية عن العادة في أيام التخفيضات الموسمية، فالواضح أن «اهتراء» جيوب التونسيين وتواتر المناسبات جعل من التبضع واقتناء الملابس في آخر قائمة الأولويات. وعبر عدد من التونسيين على أن ضيق الحال وكثرة المصاريف جعلت من التفكير في ارتداء الجديد من الملابس و»التأنق»، ليس من الاولويات فالأولوية لتأمين مصاريف عودة أبنائهم إلى المدارس ثم اقتناء «علوش العيد» وترك ما تيسر لفواتير الماء والضوء المقبلة، وهو ما يجعل من اغتنام فرصة الصولدمسألة مؤجلة هذه الايام. تغير الأولويات «كان التونسي يغتنم فترة الصولد لاقتناء كل ما هو جديد، لكن لم يعد اللباس على رأس قائمةأولوياته. اليوم هناك عيد الإضحى على الأبواب وهناك العودة المدرسية، والفواتير التي ستنزل على المستهلك في قادم الأيام، وهو ما يقلص من الميزانية المخصصة للملابس في موسم التخفيضات.» هذا ما صرح به نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك توفيق بن جميع، ملاحظا تراجع الإقبال على المحلات التجارية لا سيما خلال الأسبوع الثاني، فيما كانت الحركية محترمة خلال الأسبوع الأول. ولاحظ محدثنا أن التونسي يعيش وضعية حرجة في هذه الفترة، فهو كثير الشكوى من الوضعيةالمادية غير المريحة التي تهدد بالتفاقم، ويخشى المستقبل، وقد تدهورت المقدرة الشرائية بشكل كبير. وساهمت هذه الظروف في تغيير قائمة الأولويات ماجعله يفرط في استغلال الصولد كعادته، فالأولوية للعودة المدرسية والعيد وفواتير الماء والكهرباء التي ستطرق الأبواب مع تضخم في فاتورة الكهرباء بفعل الزيادات واستهلاك أدوات التكييف في موسم الحرارة. كما يعاني التونسي من ارتفاع نسبة التضخم وارتفاع قيمة القروض التي يسددها بفعل ارتفاع قيمة الأداء على القيمة المضافة. ورغم قلة الإقبال فإن موسم التخفيضات لم يخل كالعادة من تسجيل عدد من التجاوزات حسب ما بينه محدثنا الذي قال إن أكبر الشكايات تتعلق بالترفيع في سعر بعض المنتجات ثم التخفيض فيها على أساس أنه صولد، أي القيام بتخفيض وهمي. كما أن بعض المنتجات من ملابس وأحذية تعاني من غياب الجودة. كما تمت ملاحظة تراجع المراقبة للمحلات. وختم بأن الإشكال لا يتعلق بالمستهلك وحده بل إن تراجع الحركة التجارية ايضا ازمة تهم التجار ايضا خاصة وان عددا كبيرا منهم يحققون رقم معاملاتهم في الصولد. شكوى التجار اشتكى التجار من غياب الحركة التجارية خلال هذه الأيام وضعف الإقبال على اقتناء الملابس والأحذية رغم أن الموسم موسم الأفراح والاستعداد للعودة المدرسية، وهو ما أكده رئيس غرفة تجارةالأقمشة والملابس الجاهزة بالتفصيل محسن بن ساسي قائلا: «إنها كارثة حقيقية.. التجار يعانون من تراجع المبيعات بشكل كبير والحالة كارثية، والصولد لم يحقق النتائج المرتقبة منه». وأشار السيد محسن بن ساسي إلى أن هذا الركود له اسبابه المعروفة وهي تراجع المقدرة الشرائية للتونسي، وتراكم المناسبات الاستهلاكية من عيد وعودة مدرسية وتضخم في الأسعار. ولاحظ أن معدل المبيعات لم يتجاوز ال 20 بالمائة، ومعظم التجار لم يشتغلوا كالعادة، فحال السنة الماضية كان سيئا لكن الحال أسوأ هذا العام حسب تعبيره. وقال إنه عندما يتحدث عن تراجع المبيعات فهو يتحدث عن الوضع العام للتجار في كامل الجمهورية. كما اشار إلى أن نسبة كبيرة من التجارة لم تفضل الانخراط في موسم التخفيضات بسبب قلة المداخيل، وهي مسألة «عقلية» ووجهة نظر تجارية. وأضاف أن ما يزيد الوضع سوءا هو مشكل السوق الموازية، والبضائع الأجنبية التي تنافس المنتوج التونسي، الذي يعاني بدوره خلال التصنيع من ارتفاع تكلفة المواد الأولية والأداءات على الأقمشة عند التوريد. إضافة إلى غياب اليد العاملة الشابة وتقلص عدد الخريجين من مدارس التكوين المهني. وتراجع اليد العاملة في الخياطة من 224 الف عامل وعاملة الى 160 الفا. وكان الواضح من خلال جولة «الشروق» بين التجار والمستهلك، أن أزمة الوضع الاقتصادي، قد انعكست بشكل كبير على الحركية التجارية، لتزيد من خنق التونسيين وسط وضع وصفوه بالضبابي. 6 اسابيع مدة الصولد الصيفي الذي انطلق يوم 2 أوت 2018 حسب المعهد الوطني للاستهلاك: - نسبة التخفيض الدنيا في الأسعار في الصولد تكون ب20 % البضائع المعنية بالتخفيض الدوري تكون جديدة ولم تعد دارجة أو غير متجانسة او نهاية سلسلة. البضائع المعنية بالصولد تتمتع بنفس الضمانات بخصوص عيوب الإنتاج الخفية أو خدمات مابعد البيع كغيرها من البضائع. إقصاء الضمانات من قبل التاجر غير قانوني باستثناء حالة وجود عيب ظاهر وغير معلن من قبل التاجر (بقع أوثقوب...) العيوب الخفية التي تكتشفها بعد شراء البضاعة تمكنك من المطالبة باستبدال البضاعة أوإرجاعها ولا يمكن للتاجر أن يحاججك بإشهار عبارة «البضائع المعنية بالتخفيضات غير قابلةللاسترجاع أو الاستبدال» البضاعة التي لا تتضمن عيبا خفيا لا تجبر التاجر قانونا على استبدالها أو استرجاعها فاحرص على التأكد من اختيارك والتثبت من البضاعة قبل مغادرة المحل.