ينطلق اليوم «الصولد» الصيفي بالتزامن مع استعداد الأسر التونسية لعيد الاضحى وذروة المناسبات الصيفية والخلاعة وقرب انطلاق العودة المدرسية فهل يستفيد التونسي من موسم التخفيضات بميزانية مهترئة؟ تونس الشروق: تعدّدت أبواب النفقات والمصاريف التي يتكبّدها التونسي بسبب تتالي المناسبات الاستهلاكية والغلاء المشط للأسعار. وتزيد مصاريف عيد الاضحى وقرب العودة المدرسية من إرهاق العائلات التونسية الغارقة أصلا في الديون و«الروج». وبالإضافة الى هذه المناسبات الثقيلة من حيث الكلفة تتكبد جل الاسر نفقات الأفراح وحفلات النجاح والمناسبات العائلية والاصطياف والترفيه دون الحديث عن ثقل فواتير الكهرباء والماء والاتصالات ...ونظرا لتعدد أبواب الانفاق فان فئة واسعة من التونسيين تبدو غير قادرة على الاستفادة من موسم التخفيضات الذي ينطلق اليوم. قائمة الأولويات وفي هذا الاطار صرّح عدد من التونسيين ل«الشروق» ان مقدرتهم الشرائية تدهورت بشكل غير مسبوق وهو ما غيّر عاداتهم الاستهلاكية وقائمة اولوياتهم ويرى الكثير منهم ان العودة المدرسية تتصدر قائمة الاولويات الاسرية ثم عيد الاضحى الذي قاطعته عدة أسر في السنة الماضية بسبب الغلاء وهو ما يجعل حظوظ «الصولد» ضعيفة باستثناء العائلات التي خططت لشراء ملابس العودة المدرسية وذكرت فئة واسعة من التونسيين ان وضعيتهم المالية لا تسمح بمجرّد التفكير في الملابس وان وجهتهم تحوّلت منذ سنين الى «الفريب» لتغطية حاجياتهم من الملابس ولم يخف العديد منهم أنهم غارقون في الديون و«الروج» وبالتالي يصعب عليهم المشاركة في «الصولد» والاستفادة منه خاصة ان أغلبهم غير قادرين على الاستعداد المادي لهذا الموسم كما ان منهم من يفكر في التضحية بكبش العيد أيضا. وتفيد المؤشرات الأولية انه من الصعب ان يحقق موسم التخفيضات الصيفية انتظارات التجار في التخفيف من وطأة الكساد الذي عانوا منه طويلا حيث تشير التوقعات انه يصعب ان يساهم «الصولد» في تحريك الدورة الاقتصادية وإنعاشها، ويشار الى ان قطاع النسيج يشكو منذ فترة من سلسلة من الصعوبات تتعلق خاصة بغزو التجارة الموازية لسوق الملابس والاحذية التي ساهمت في تراجع مردودية المحلات التجارية التي تنشط بطريقة قانونية. علوش العيد أم «صولد»؟ ويتوقّع المراقبون ان تكون مساهمة «الصولد» الصيفي في تحريك الركود الذي تشهده المحلات التجارية محدودة وذلك نظرا الى عدة عوامل، من بينها تزامن «الصولد» الصيفي مع خروج التونسيين في عطلة وانشغالهم ب«الخلاعة»، بالإضافة الى انشغالهم بتوفير كلفة علوش العيد الذي مازالت تفصلنا عنه أيام قليلة ثم العودة المدرسية. وقد عبّر عدد من التونسيين عن أولوية علوش العيد مقارنة ب «الصولد»، الى جانب فواتير الماء والكهرباء. وقد تذمّر عدد من التجار من تواصل الركود التجاري ومن سوء الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد بسبب تواصل الانتصاب العشوائي واهتراء مقدرة التونسي الاقتصادية التي دفعته الى مزيد الاقبال على الاسواق الموازية. وفي هذا الاطار ذكر رئيس منظمة ارشاد المستهلك لطفي الرياحي انه من المتوقع ان يكون الإقبال متواضعا على «الصولد» نتيجة توجه العائلات التونسية نحو العودة المدرسية والعيد إضافة إلى ارتفاع الأسعار وقد كشف أهل القطاع عن تراجع المبالغ التي يخصصها المواطن في السابق ل«الصولد» بنحو النصف في السنوات الاخيرة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس ولغلاء المعيشة وتواتر المناسبات. وفي السياق ذاته، دعا لطفي الرياحي، رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك العائلات إلى تجنب التداين كما دعا الى الشفافية في المعاملات التجارية واعتبر ان عديد الشكايات وصلت من المواطنين حول ضعف جودة المنتوجات المعروضة في موسم التخفيضات. أرقام ودلالات - ينطلق اليوم الخميس 2 أوت الجاري موسم التخفيضات الصيفية لسنة 2018 وسيتواصل لمدة 6 أسابيع، وفقا لما أعلنت عنه وزارة التجارة. -تراجع مخصصات التونسي ل«الصولد» من 350 دينارا الى أقل من النصف في السنوات الاخيرة بسبب اهتراء المقدرة الشرائية. - بين 90 الى 120دينارا معدل أسعار ملابس الاطفال ويتراوح سعر الحذاء تقريبا بين 25 و70 دينارا.