رغم ما يعيشه التونسي من أزمة «المصروف» والميزانية، إلا أن الواضح أنه لم يقطع عاداته في الإقبال على التسوق في مواسم التخفيضات الصيفية أو الصولد، وحيث «انتعشت» المحلات التجارية أمس. تونس الشروق : جولة بين المحلات التجارية في أول أيام «الصولد» كشفت انتعاشة المحلات بحركة الحرفاء المكثفة والتي لم تبلغ درجة الازدحام كالمعتاد. وتحدث عدد من التجار على أن موسم التخفيضات قد دخل عادات التونسيين وتحول إلى فرصة لاقتناء الحاجيات بأسعار معقولة خاصة بل إن الكثير منهم لا يشترون حاجاتهم إلا في هذه الفترة. إقبال ولكن انطلق أمس موسم التخفيضات الصيفي ليتواصل ستة اسابيع ورغم الإقبال على عدد من المحلات إلا أنه لم يكن كالمعتاد وخلال حديث مع رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله قال إن هناك انخراط لحوالي 700 تاجر في الصولد ومن المنتظر أن يتطور هذا العدد، فعادة ما يقوم التجار بالانخراط بعد اليوم الاول. وتوقع أن لا تكون الشراءات كبيرة نظرا لأن عددا كبيرا من التونسيين لا علم لهم بتاريخ الصولد الذي لم يسوق له كالمعتاد، كما أن المقدرة الشرائية محدودة حيث تتواتر المناسبات بين عيد إضحى ومصاريف الصيف والأفراح واقتراب العودة المدرسية. وكان الواضح خلال جولة «الشروق» أن الحركية التجارية بدأت تعود للمحلات مقارنة بالفترات السابقة. ويخصص عدد من التونسيين ميزانية للتسوق واغتنام «فرصة الصولد». ويبدو أن الشباب المولعين بشكل جيد ومظهر لائق وملابس أنيقة هم الأكثر إقبالا على شراء حاجياتهم، حيث اعتبر محمد (موظف) أن ثقافة الصولد بدأت تدخل عقلية التونسي الذي يخصص ميزانية لاشتراء حاجياته من الملابس والأحذية. وقال إنه ومنذ انطلق في العمل تغيرت المعطيات وهو يفضل اقتناء حاجياته من الماركات المعروفة التي تقوم بصولد حقيقي وبالتالي فهو سيقوم بجولة لاشتراء ما يلزمه. وقال إنه من المحبذ اقتناء ما يلزم في الأيام الأولى حيث تنفذ الملابس الجيدة من البداية. أما وليد عبد اللاوي(موظف) فاعتبر أن ثقافة الصولد لم تدخل كليا إلى عادات التونسي ولاحظ أن هناك فرقا بين التخفيضات في تونس والخارج، ملاحظا ان مستوى الخدمات في المحلات التونسية دون المأمول، وتحدث عن اقتنائه لقطعة ملابس منذ يومين لكن المحل رفض تغييرها بحجة ان البضاعة أصبحت في الصولد. ولاحظ أن بعض المحلات دون غيرها تقوم بتخفيض حقيقي لكن الشراءات قليلة باعتبار أن الميزانية محدودة وهناك مصاريف كثيرة تنتظر التونسيين. واعتبر عدد من التجار أن الإقبال لا يعكس بالضرورة الشراءات فقد تراجع التسوق مقارنة بسنوات سابقة. عادة وميزانية التقينا سارة (موظفة) وهي تتجول رفقة ابنها بين المحلات كي تقتني حاجيات أسرتها من الملابس والأحذية. وتحدثت ساؤرة عن الصول كعادة دخلت تقاليد التونسيين قائلة: «أنا أخصص ميزانية لاشتراء حاجياتي وحاجيات ابني وعائلتي في هذه الفترة. عادة ما أشتري ما نحتاجه سواء للعيد أو العودة المدرسية قبل فترة لتجنب فترة الذروة والمواسم الاستهلاكية التي ترتفع فيها الاسعار، اشتريت ملابس للعودة المدرسية ولعيد الفطر القادم إن شاء الله.» ولاحظت أنه ليست كل المحلات تقوم بصولد حقيقي فهناك الكثير من التجاوزات وهناك من المحلات من يبيع الرث وغير الصالح للاستهلاك لذا هي تفضل التثبت من السلع قبل الاشتراء والتوجه إلى محلات دون غيرها. في المقابل يخصص عدد من التونسيين ميزانية للصولد حيث تقول أماني الصحراوي (طالبة) والتي وجدناها محملة ببعض الأكياس من المشتريات وتستعد لدخول محل إحدى العلامات المعروفة من الملابس :«عادة ما أخصص ميزانية للصولد ومنها ملابس العودة الجامعية صحيح أن الميزانية ليست كبيرة لكن هناك فرق في الاسعار في المحلات قبل وبعد موسم التخفيضات.» وأضافت أنها ومن خلال جولتها لاحظت أن الاختيارات في الموديلات ليست كثيرة كالعادة، وأنها تفضل عادة اشتراء مستلزماتها من المحلات ذات العلامات المعروف فهي تقوم بتخفيض حقيقي. واعتبرت أن الصولد فرصة للطلبة لاقتناء حاجياتهم بأسعار معقولة، خاصة وأن التونسي أصبح يمتلك ثقافة الاشتراء عند التخفيضات. وقالت إنها خصصت ميزانية بين 100 و150 دينار لاقتناء حاجياتها في موسم التخفيضات الصيفية. في المقابل اعتبر عدد من التجار أنه من غير المجدي الدخول في موسم التخفيض باعتبار أن لديهم نوعية واضحة من الحرفاء، ومن بين هؤلاء وجدنا نجوى (تاجرة) والتي قالت إنها لا تفضل الدخول في التخفيضات نظرا لوجود إشكاليات ولخبطة تتعلق بوضع تسعيرة وتغييرها من بعد ذلك لذلك فهي تفضل مراعاة حرفائها عند اللزوم. واعتبرت أن موسم التخفيضات في تونس ليس مثل موسم التخفيضات في البلدان الأخرى وعادة ما يتم بيع سلع غير جيدة تخضع للتخفيض. في المقابل ورغم حديث الحرفاء على تخوفهم من التجاوزات، أكد ممثلون عن منظمة الأعراف أن بإمكان الحريف قانونيا استبدال الملابس التي يتضح تلفها وأنها غير صالحة رغم أنها في فترة تخفيض