تتصدر السيدة عائشة المنوبية ناصية النساء المتصوفات بافريقيا كما نالت لقب " سيدة الرجال " لعلو درجتها الروحية وسعة معارفها الإلهية . وبذكر اسمها يفتح باب شاسع على نساء إفريقية الصالحات والعابدات على غرار أم العلا العبدرية والسيدة رقية الهنتاتية والمرابطة أم يحيى مريم والمرأة الصالحة أم محمد الأربسية وأم الزين الجمالية وغيرهن. ولدت السيدة عائشة المنوبية سنة 595ه / 1198 م بمدينة منوبة قبيل ارتقاء الحفصيين سدة الحكم وفي عهد الدولة الموحدية وفي ظروف غير معروفة غادرت مسقط رأسها لتستقر بأحد الأرباض الجنوبية لمدينة تونس وتحديدا باب الفلاق أو باب الفلة اليوم. نصرة الضعفاء نشأت السيدة المنوبية في فترة اتسمت بتواتر المجاعات والجوائح على افريقية، مما حفزها على فعل الخير وإعانة المحتاجين ونصرة الضعفاء والبسطاء وتجمع الروايات على أنها رفضت الزواج وبقيت عزباء وقد كانت تذهب إلى جبل زغوان للتعبد والاختلاء وارتيادها لمسجد الصفصافة بحاضرة البلاد وباقي الأماكن المحببة لدى المتصوفة والعباد بافريقيا كجبل التوبة. كانت تعيش على نمط التوكل كما يقول المتصوفة , أي تتوكل على الله في رزقها اليومي وتذكر مناقبها وكانت تتصدق بكل ما يردها من عطاءات وهبات. الزاوية ورغم شهرة السيدة عائشة المنوبية بافريقية في ذلك الوقت إلا إنها لم تكن لديها زاوية تحمل اسمها وتم تشييد مقام لها بمنوبة في عهد محمود باي وتمت توسعة هذه الزواية في عهد أحمد باي. وعائشة المنوبية تعتبر بلا منازع رمز التصوف النسائي في افريقية نظرا لمكانتها الروحية في قلوب التونسيين ونظرا لما ينسب إليها من أقوال و أذكار وعدد من الأوراد.