تونس (الشروق): الشاب (PAPA JUMO) البالغ من العمر 35 سنة أصيل مدينة «قران لهواء» متزوج من بنت بلده وأب لطفلين يقيم بحي الرياض (بوسلسلة) بالمرسى. وفي لقاء معه بدأ حديثه بالقول بأن اختياره الإقامة بتونس صحبة عائلته الصغيرة وفتحه لدكان لبيع الأعشاب الطبية وأدويتها الطبيعية المتنوعة والنافعة على حدّ تعبيره إلى جانب مواد التجميل وغيرها والتي يستقدمها من بلد مولده، هذا الانتصاب التجاري وتقبّله من جيرانه يترجم عن حقيقة الاختيار لهذا البلد الذي تشعّ منه أبهى القيم والمبادئ الإنسانية وخصوصا منها تقبّل الآخر مهما كان عرقه وجنسه ودينه ولونه وذلك بكثير من الدفء والتسامح. وأضاف السيد «بابا» بأنه يعيش بين التونسيين بأريحيّة خالصة وطمأنينة فعلية على عائلته ومشروعه الصغير الذي كوّن من خلاله علاقات انسانية جيدة مع التونسيين والأفارقة على حدّ السّواء والتي تقوم على الودّ والاحترام والثقة المتبادلة. وخلُص السيد PAPA JUMO إلى أن العنصرية والتفرقة لازالت حاضرة ومتواجدة في كلّ أصقاع العالم ولا يمكن نكرانها وذلك بأشكال منظمة أو معزولة ولكنه منذ استقراره في تونس لم يصادفها في حياته اليومية وحتى وان مُورست فهي تبقى فردية ومرفوضة من مختلف الشرائح الاجتماعية التونسية. هذا التفرّد في القيم واستمراريّة مناصرتها جعل من تونس مقصدا محبذا خصوصا بالنسبة للأفارقة من أجل الدراسة والسياحة والمداواة بالمصحات التونسية إلى جانب الاستقرار للعمل في مهن مختلفة اثبتت فيها الجالية الافريقية قدرتها على الإضافة. وهذا الانصهار النوعي شكّل أيضا انخراطه في «يوميّات» العادات والتقاليد الاجتماعية التونسية وذلك بعيدا عن مواجع الغربة. واختتم السيد «بابا» حديثه بالقول بأن هذه العوامل المختصرة جعلته ينعم بالراحة والاستقرار النفسي في محيطه العائلي والاجتماعي التونسي ممّا جعله مطمئنا على الحاضر والمستقبل والاستمرارية في قناعة اختيار العيش بتونس لما وجده من تفاعل إيجابي من قبل معارفه.