تَعوّدت الجماهير الترجية على الانتصارات والتتويجات لذلك فإنّ أية خَسارة تتلقاها الجمعية تكون مُوجعة ومُؤلمة حتى وإن تعلّق الأمر بهزائم في الوديات أوفي لقاءات ليست لها تأثيرات كبيرة على مسيرة الفريق كما حصل ليلة أمس الأوّل في رادس أمام «الأهلاوية». ولا جدال في أن شيخ الأندية التونسية حقّق المطلوب بترشحه إلى الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال الافريقية لكن السقوط في «فخّ» الأهلي المصري والتخلي عن صدارة مجموعته يُعتبران دون شك أمرا سيئا في ساحة «باب سويقة» خاصّة في ظلّ تواصل المتاعب الدفاعية وتعطّل «المَاكينة» الهجومية والأخطر من ذلك كلّه أن الجمعية مازالت «تَترنّح» ولم تَنجح إلى حدّ الآن في تطوير مردوديتها وهو ما يبعث على القلق والأرق خاصّة أن المرحلة المُقبلة ستكون صَعبة وحاسمة محليا ودوليا. غضب مُبرّر بعد الأداء الباهت أمام الاتّحاد الاسكندري في سباق البطولة العربية انتظرت الجماهير الصفراء والحمراء أن يردّ أبناء بن يحيى الفعل بقوّة أمام «الأهلاوية» غير أن الفريق خيّب آمال الأنصار إثر انهزم بهدف لصفر والظهور بأداء مُتوسّط ولا يَتوافق أبدا مع الطّموحات الترجية. وقد كان من الطبيعي أن يسيطر الغضب على شقّ واسع من الأحباء الذين استشعروا الخطر منذ فترة وتحرّكوا لدفع أهل الدار لتصحيح المَسار. ومازالت الجماهير العريضة للترجي في انتظار «انتفاضة» حقيقية رغم أن عدة جهات تَعتبر أن الزاد البشري المُتوفر حاليا بحوزة الجمعية يفتقر إلى الجودة وهو ما قد يُؤثر سلبيا في حظوظ النادي في رابطة الأبطال. تحت الضّغط لا يختلف عاقلان حول الخدمات الجليلة والتضحيات الجسيمة التي قدّمها خالد بن يحيى لجمعيته الأم سواء كلاعب أوكمدرب وَيُحسب للرجل أنه كان على الدوام من الأوفياء للأزياء الذهبية لكن ذلك لا يعني أبدا أنه يتمتّع ب»الحَصانة» في «باب سويقة». ويدرك بن يحيى قبل غيره أن شيخ الأندية صَبره قليل وعلى استعداد ل «التضحية» بأغلى لاعبيه وأفضل مدربيه ما لم تتحقّق الأهداف المنشودة وهي بالأساس التتويجات مع الإقناع الذي تسبّب غيابه بالأمس القريب في «طَرد» البنزرتي بطريقة «مُذلّة» رغم فوزه بلقب البطولة والتاج العربي المرفوق بستة مليارات أويزيد. ومن الواضح أن بن يحيى يواجه الآن ضغوطات شديدة الشيء الذي يفرض عليه مراجعة الحسابات ليتجنّب الإبعاد خاصّة أن المدرب عادة ما يكون كبش الفداء عندما تَتعقّد الأوضاع ويعلم المُطلعون على كواليس النادي أن «الحلف» المعروف ب»مُعارضته» لبن يحيى جدّد شكوكه حول «الفلسفة» التدريبية لقائد السفينة الترجية. ويتكوّن «الحلف» المذكور من بعض اللاعبين السابقين والفنيين المحسوبين على شيخ الأندية. مسؤولية مشتركة يُخطىء من يَختزل التأخير في الإقلاع في الخَيارات الفنية للإطارات التدريبية المُتعاقبة على قيادة الجمعية خلال السنوات الأخيرة وسيكون من الجُنون أن نضع السويح والبنزرتي وكبيّر وبن يحيى في خَانة «المُفلسين». ولا اختلاف في أن النادي تَضرّر من الفوضى التكتيكية لبعض مُدربيه لكنّه دفع أيضا فاتورة غالية بفعل تواضع أداء لاعبيه وغياب النجاعة على مستوى المخطّطات المتعلّقة بالتعامل مع الانتدابات والأشواط الحَاسمة من المنافسات القارية. وبناء على ما تقدّم فإنّ الصعوبات التي يعيشها بطل تونس مسؤولية مشتركة يتحمّلها الفنيون واللاعبون والمسؤولون في مركب المرحوم حسان أوحتّى هؤلاء الذين يقودون الكرة التونسية بما أنهم أنتجوا بطولة ضَعيفة عادت على فرسان الخضراء بالوبال بدليل الخَيبة الجماعية لأنديتنا في النُسختين السابقتين من رابطة الأبطال و»الكاف». استثناءات لم يَرتق الأداء الفردي لبعض العناصر الترجية إلى المستوى المأمول ومازال أكثر من اسم يعيش حالة من الضَياع كما هو شأن الخنيسي والبدري والدربالي ومنصر هذا في الوقت الذي شكّل فيه البعض الاستثناء مثل «كُوم» والبلايلي الذي تغلّب على أوجاعه وحاول جاهدا توفير الحلول اللاّزمة في الهجوم بفضل مَهاراته الفنية. في المصحة بعد الاصطدام العَفوي والقوي مع زميله «كوم» غادر بلال الماجري الميدان منذ الدقائق الأولى للقاء وقد تمّ نقل اللاعب إلى المصحة للخضوع إلى الكشوفات اللاّزمة وقد قضّى بلال ليلة بأكملها تحت المراقبة الطبية قبل أن يغادر المصحة ومن المُرجّح أن لا تُؤثر الأوجاع التي يشعر بها على مستوى الرأس في نشاطه. أحداث جانبية صَنعت الجماهير الصفراء والحمراء الحدث وتحوّلت بأعداد غفيرة إلى ملعب رادس وقد قُدّر الحضور بحوالي 20 ألف مشجع وتشير مصادرنا إلى أن المداخيل المُتأتية من بيع تذاكر لقاء الأهلي تجاوزت سقف ال 100 مليون. وفي المقابل شهدت المباراة بعض الأحداث الجانبية المُتمثلة أساسا في ايقاف ثلة من الأنصار بسبب أعمال الشغب.