رَغم الانتصار الأخير في رابطة أبطال إفريقيا فإنّ التوتّر يُسيطر على شقّ كبير من الجماهير الصَفراء والحمراء وهو شعور مفهوم بالنّظر إلى الرّغبة الجامحة في استرجاع الزّعامة القارية «الهَاربة» من ساحة «باب سويقة» منذ سبع سنوات. ويتضاعف منسوب التوتّر في ظل تذبذب أداء «المَاكينة» الترجية وظهور الكثير من الهنّات الدفاعية التي يعتقد الأنصار أنّها قد تَعصف بأحلامهم القارية ما لم تَقع مُعالجتها بصفة فورية. مطالب مشروعة ولكن يَعتقد شقّ من أحباء الترجي أن الجمعية في نسختها الحالية قادرة على بسط نفوذها بالطّول والعرض على المُنافسات المحلية لكنّها تفتقر في المقابل إلى عناصر نَوعية بوسعها أن تساهم في تحسين المردودية والرّفع في سقف الطّموحات على المستوى القاري. وقد عبّر الأحباء عن غَضبهم من الأداء المهزوز ل «المنظومة» الدفاعية التي كانت خارج نطاق الخِدمة في مباراة الجولة الماضية أمام «كَامبالا سيتي». ولم يُخف هؤلاء تحفّظاتهم من التأخّر الحاصل لمعالجة النّقص الفادح على صعيد الدفاع وحراسة المرمى. وهذا العائق قد يتجاوزه الفريق بإجراء التعديلات والإنتدابات اللاّزمة ومن المعلوم أن النادي يملك الآن بعض الحلول البديلة والتي بوسعها أن تُساهم في «الإصلاح الجُزئي» في المنطقة الخلفية (الجريدي والمشاني والمباركي وربّما بن محمود). هذا في إنتظار الظّفر بتوقيع عنصر أوأكثر لتحقيق القَفزة المطلوبة في الدفاع الذي يَبقى من الأولويات. هذا دون التقليل من شأن النقائص الموجودة أيضا في المنطقة الأمامية التي قد تحتاج إلى لاعب مَهاري في وسط الميدان الهجومي مع عنصر قوي في المُقدّمة. ومن المعروف أنه وقع تداول جملة من الأسماء الدفاعية والهجومية للإنضمام إلى شيخ الأندية التونسية مثل صيام بن يوسف وياسين مرياح وبلال المحسني وثنائي بنزرت الحبيب يكن وفراس بلعربي. لكن الصّفقات الرسمية اقتصرت إلى حدّ الآن على الجريدي وبن محمود مع التجديد للرّبيع. ومن حقّ الأنصار طبعا التعبير عن هَواجسهم ومَطالبهم لكن دون تشنّج وبطريقة من شأنها أن تَضرب إستقرار الجمعية وتُربك أهل الحلّ والعقد المُطالبين بأعصاب من حديد لمواجهة ضُغوطات المرحلة المُقبلة. منصر يعود بعد أن تخلّف عن اللّقاء الأخير أمام «كامبالا سيتي» لدواع تأديبية سيكون محمّد علي منصر تحت تصرّف مدربه بن يحيى في المباراة المُرتقبة ضدّ الخصم نفسه يوم 28 جويلية في أوغندا بداية من الواحدة بعد الزوال بصافرة الزّمبي «جاني سيكازوي». حادثة غريبة استهجنت الجماهير الترجية المُضايقات التي تعرّض لها أحد أنصار الجمعية في ولاية صفاقس ولم يرتكب هذا المشجّع أيّ ذنب يُعاقب عليه سوى أنه كان يرتدي «مريول» ناديه المُفضّل وهو حق مشروع ويتمتّع به «المكشّخ» وغيره من المُنتمين إلى جمعيات أخرى «كبيرة» أو «صَغيرة» وذلك في كافّة أنحاء البلاد خاصّة أن الأمر يتعلّق باللّعبة التي من المفروض أن تَجمع الناس لا أن تُفرّقهم. وقد شاهدنا بالأمس كيف جمع المُونديال الروسي العديد من الجنسيات واللّغات والديانات بعيدا عن التعصّب والحزازيات التي من المفروض أن لا نَراها في ملاعبنا وقاعاتنا الرياضية وهي الوسيلة الأنجع لتعزيز وِحدتنا الوطنية التي أفسدتها نُخبنا السياسية.