من الواضح أن الدكتور وديع الجريء لا يَقنع ب»التكوير» في الساحة المحلية التي يسيطر عليها بالطّول والعرض بل أنه «يَجنقل» أيضا داخل الهياكل الدولية كما هو شأن اتّحاد شمال افريقيا التي يقوده رئيس جامعتنا وهذا طبعا من الأمور التي تُشرّف لُعبتنا شرط أن يكون الرجل على قدر المسؤولية الموكولة إليه وأن يكون مثالا يُحتذى في حسن التدبير الذي غاب عنه في الداخل. ولم يُفوّت الجريء فرصة انعقاد الجلسة العامة الخارقة للعادة لإتحاد شمال افريقيا أمس الأوّل في أحد النزل التونسية دون استعراض نفوذه الاقليمي من خلال تقديم جملة من المُقترحات الجيّدة هذا طبعا ما لم تندرج في نطاق الفَرقعات الإعلامية والمشاريع الوهمية وهي من العادات المشهورة عند شخصياتنا الرياضية والسياسية أوحتى تلك التي تلعب على الحبلين كما هو حال «صَاحبنا». المُهمّ أن الجلسة العامّة التي دارت بحضور أعضاء الاتحاد ومُمثل «الكاف» تبنّت أفكار الدكتور والتي جاءت في ثلاثة نقاط جوهرية. النقطة الأولى تتعلّق بإقامة «تكتّل» ثلاثي من شمال افريقيا لتنظيم مونديال 2030 شرط الحصول على مُباركة «الكَاف» ولا ضرر أيضا في تشريك بلد أوروبي قريب من منطقة شمال افريقيا التي كانت تحلم بالحصول على شرف تنظيم هذه التظاهرة الكونية إلى أرض المملكة المغربية غير أن ملف الأشقاء تَحالف مع الفشل لعدّة اعتبارات يطول شرحها. والأمل كلّه أن تكون تونس طرفا في هذا «التكتّل» الهادف إلى تنظيم المونديال الذي يحتاج إلى مخطّطات ذكية وتحالفات قوية وبصفة خاصة بِنية تحتية مُمتازة وذلك ما لا نملكه في الوقت الراهن على الأقل. المقترح الثاني للجريء يتمثّل في رفع الحواجز الوهمية بين بلدان شمال افريقيا والسّماح ل «الكوارجية» بالتنقل بكل حرية بين دول المنطقة ودون تصنيفهم ضمن الأجانب. ويدعو الجريء في مقترحه الثالث إلى تنظيم دورات دولية ودية بين الأندية المُتوّجة وذلك خلال الفترة الصيفية وبالتنسيق مع الاتحادات الوطنية (تونس والجزائر والمغرب ومصر وليبيا). وأغلق المجتمعون في تونس قائمة المقترحات بالدعوة إلى إبرام شراكات تسمح بتبادل الحكام في بطولات الدول الأعضاء مع نزع صفة «الأجنبي» عن «القُضاة» المُنتفعين بهذه الاتّفاقيات. فهل يتفق عرب شمال افريقيا على إرساء وحدة قوية بفضل الكرة أم أن هذا الحلم سيبقى كغيره من الأماني حبرا على ورق؟