قررت أمينة فاخت التي ستقف الليلة على ركح قرطاج أن تخوض غمار التلحين واختارت أن تكون البداية مع قصيدة لأولاد أحمد عن سجن «أبوغريب» وما شهده من مآس ارتكبها بدم بارد «المدافعون» عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولا نستطيع الحكم على مستوى هذا اللحن ولكن أمينة لم تكن الأولى التي تلحن فقد سبقتها منية البجاوي وحسناء البجاوي وسنية مبارك فنحن الآن أمام ظاهرة حقيقية قد لا نجد لها تفسيرات مقنعة خاصة أن الألحان التي صاغها المطربون إذا استثنينا علي الرياحي والهادي الجويني وسليم دمق لم تكن بنفس مستوى الألحان التي صاغها ملحنون محترفون مثل عبد الكريم صحابو وعبد الرحمان العيادي ومحمد علام ومحمد الماجري وسمير العقربي وعادل بندقة ومن الجيل السابق صالح المهدي ومحمد التريكي ومحمد رضا والصادق ثريا وتوفيق الناصر ورضا القلعي. ففي السنوات الأخيرة ولأسباب مادية ربما أصبح كل المطربين يلحنون لأنفسهم وهو ما أثر على مستوى الألحان التي تشابهت وغابت عنها الجملة الجديدة المبتكرة. فإذا استثنينا بعض أغاني علياء بلعيد الأخيرة التي لحنها عادل بندقة أو أغاني نوال غشام التي لحنها لزهر شعير فإننا لا نكاد نجد أغاني في مستوى «همس الموج» مثلا لصحابو أو «غاية مرادي» للعيادي أو «سور المدينة» لسمير العقربي.. فاندثار صفة الملحن وفوضى سوق الكاسيت التي لا تضمن حقوق الملحنين هذه الأسباب وغيرها أحالت الملحنين على البطالة ودفعت المطربات للتلحين.