الأمطار الغزيرة التي تهاطلت الأحد الماضي بالحمامات لم تمنع الفنانة غالية بن علي من اختتام مهرجان الحمامات الدولي، حيث حرصت الفنانة، ولو بتأخر دام حوالي الساعة، على الصعود الى المسرح والغناء لجمهورها الذي قدم خصيصا لمواكبة الحفل. تونس – «الشروق» – التقى جمهور مهرجان الحمامات الدولي ليلة الأحد الماضي 19 أوت 2018 مع عرض موسيقي ل»سفيرة الغناء العربي» الفنانة التونسية «غالية بن علي» رفقة مجموعة من الموسيقيين على غرار عازف القانون العراقي علي شاكر على القانون والتونسي عماد عليبي على الباتري والمصري أيمن عصفور على آلة الكمنجة والمتميز التونسي على نفس الآلة زياد الزواري... حفل الفنانة غالية بن علي لم يكن حفلا عاديا بالمرة، لعدة أسباب، أولها أن هذا العرض هو مسك ختام برمجة الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي، وثانيها أن هذا العرض حصري بمهرجان الحمامات الذي تعود إليه غالية بن علي وهي نجمة عربية بعد غياب 10 سنوات، أي منذ سنة 2008، وثالثها أن هذا العرض الذي انتظره جمهور المهرجان، تأجل موعده بعد الإعلان عن البرمجة إلى يوم 19 أوت بعد أن كان مبرمجا يوم 18 أوت، هذا الموعد الذي منح لمسرحية «عنف» بعد أن أجلت الأمطار افتتاح هذا العرض المسرحي للمهرجان. وشاءت الأقدار أن تفتتح الأمطار مهرجان الحمامات وتختتمه، وكاد عرض غالية بن علي يلغى، إثر تهاطل الأمطار مساء أول أمس بالحمامات، لكن الجميع ظل ينتظر في حفل استقبال نظمته إدارة المهرجان بأحد نزل الحمامات، ليقرر قبل ساعة من الموعد الأصلي للعرض (العاشرة ليلا)، تأجيل العرض بساعة زمن، كانت في الحقيقة ساعة ونصف، ليمتد حفل الفنانة غالية بن علي، الذي تلاه لقاء صحفي، حتى الثانية والنصف صباحا تقريبا. غالية بن علي التي عرفت كيف تمتص قلق الجمهور قبيل عرضها أثبتت أن نجاحها الفني عربيا لا يقتصر فقط على ما تقدمه فنيا، فهي فنانة متواضعة خلوقة تعرف متى تتكلم وكيف تقرب أكثر من جمهورها بتلقائيتها أحيانا وبفطنتها أحيانا أخرى، فقبل بداية الحفل صعدت على الركح وتحدثت إلى جمهورها معتذرة عن التأخير الناجم عن الأمطار، قبل أن تجعل هذا الجمهور ينتظرها دقائق أخرى حتى تغير ملابسها، دون قلق أو ضجر.. التأخير في عرض غالية بن علي كان له رونقه، فقد انطلقت السهرة في مداعبة ذكية لها مع الجمهور الذي كان يدندن أغنية «ألف ليلة وليلة» لكوكب الشرق أم كلثوم منتظرا صعود غالية على المسرح, التي دخلت في صلب الموضوع وأكملت الأغنية وأطربت الحاضرين رغم أن الأغنية لم تكن في البرنامج، فبرنامج عرضها أرادته خاصا بها على الأقل في ثلاثة أرباعه الأولى. «حانة الأبطال» و«كل صورة» و«تجلى القلب» بعض من أغاني هذه الفنانة التونسية التي بدأت ترسم لنفسها مسيرة فنية خاصة سمتها التفرد والتميز والنجاح، اختارت القصائد والطرب منهجا لتتغنى بالحب وتشتغل على نصوص صوفية وقصائد عربية قديمة وحديثة مميزة لتقدمها بأسلوب متفرد.. فهي «كلثومية» الهوى.. تونسية الروح.. غجرية الشكل والحضور الركحي... «غالية» غنت في حفلها بالحمامات بأسلوبها الخاص وبتوزيع جديد أغاني من الزمن الجميل على غرار «يا مسافر وحدك» و«أنا في انتظارك» وبطلب من الجمهور أيضا غنت «لاموني الي غارو مني» وبالمصري كرمت المرأة التونسية حين غنت «انا حرة وأحب الحرية وبمزاجي أعمل ساحلية» أغنية باللهجة المصرية قالت فيها «أن المرأة التونسية ولدت حرة والرجل ساعد في تحقيق العديد من المكاسب».