قال كاتب الدولة للموارد المائية والصيد البحري عبد الله الرابحي إن كميات المياه المسجلة بالسدود حاليا تمثل 40 بالمائة من طاقة الاستيعاب الجملية. واننا تجاوزنا المرحلة الصعبة. وحول أسباب عدم استغلال الأمطار على نحو أفضل رغم تسجيل فيضانات، قال إنه ومن حيث الإجراءات العملية والعلمية لا يمكن إنجاز سدود داخل المدن. وانه من الطبيعي ملاحظة فيضانات بعد تساقط كميات كبيرة استثنائية من المياه في وقت وجيز، مثل ما هو الأمر في بنزرت حيث تجاوزت 112 مليمترا في ثلاث ساعات. ويتطلب إنجاز كل سد ما بين التفكير والدراسة والإنجاز 10 سنوات. ويخضع إنجاز كل سد إلى قياس المردودية وانتظام التساقطات.، وعدم ارتفاع عامل التبخر. وفكرت الدولة في إنجاز سدود جديدة بعد دراسات منها ثلاثة بصدد الإنجاز: سد مليان العلوي بالكاف، وسد القلعة بسوسة وسد الدويميس في طور الانجاز ببنزرت.، وسد السعيدة الذي سيكون جاهزا آخر السنة بمنوبة. كما سيتم رفع علو ستة سدود أخرى. وهناك دراسات للتفكير في إنجاز خمسة سدود جديدة. وعموما نجد أن هناك10 سدود حاليا بين الدراسة والانجاز، وهذه السدود بعيدة عن المدن لأسباب وقائية وعملية وعلمية. وتقدر تساقطات الأمطار عادة بحوالي 36 مليار متر مكعب سنويا، لكن طاقة استيعاب مياه السدود بين 2 و3 مليارات. كما فسر أن مياه الأمطار لا يمكن أن تخزن أو تستغل عن طريق السدود وحدها، وأنه من الطبيعي أن تتغذى الطبقات المائية بالمياه ومن المستحيل عمليا تخزين كل الكميات المتساقطة، بالتالي منطقيا تتجه نحو البحر. ويتم الاستفادة من معظم الأمطار في الفلاحة كي تخضر الأرض والمراعي وتساعد في الحراثة وفي البحيرات الجبلية، وفي الأودية التي لها فوائد كبرى في الزراعة، وفي تعبئة الماجل في الاستعمالات المنزلية. وبلغت إيرادات المياه بعد 3 سنوات من الجفاف هذا العام مليار و50 مليون متر مكعب، مع تسجيل نقص متواصل عن المعدل بحوالي 630 مليون متر مكعب، والوضعية مشابهة لمعدلات السنوات الماضية. وتبقى مياه السدود ناقصة. حيث لم تتجاوز معدلات الامطار في الشمال الغربي ال 89 بالمائة من المعدل، و54 بالمائة في الوسط. واعتبر الرابحي أن أمطار أوت مبشرة، وتزامنت مع انطلاقة الموسم الفلاحي الجديد بعد سنة صعبة. وتقدر الايرادات التي دخلت السدود خلال شهر أوت حوالي 73 مليون متر مكعب، وهي ضعف التساقطات المعتادة في هذا الشهر (لا تتجاوز عادة 30 مليون)، و2 مليون متر مكعب في البحيرات الجبلية.