انتهى لقاء نادي حمام الأنف والنادي الافريقي على نتيجة بيضاء وكانت «الهمهاما» قريبة من الانتصار خاصة في اللحظات الأخيرة من اللقاء وبدا واضحا ان الافريقي مازال في مرحلة التحضيرات حيث بدا اللاعبون مكبلين ومرهقين وكان على المدرب التخفيض في النسق منذ فترة لأن اللاعب التونسي غير متكون بدنيا على أسس علمية ولا يراقب غذاءه لا يمكن أن يكون عطاؤه جيدا في بداية الموسم عندما يخضع إلى التحضيرات القوية. نادي حمام الأنف من جهته كان الطرف الأفضل وكان متوازنا في الشوط الأول وعرف متى يتراجع إلى الدفاع (بعد التغييرات الهجومي للافريقي) وعرف أيضا متى يحاول خطف الأهداف (في اللحظات الأخيرة) وقد أحكم مدرب نادي حمام الأنف التصرف في اللقاء وفي لاعبيه عكس مدرب الافريقي. «همهاما» ثابتة وافريقي تائه رغم أن أغلبية المحيطين بالإفريقي وبالمدرب سواء الفنيين أو المسؤولين أكدوا قبل انطلاق اللقاء أن المقابلة ستكون سهلة نسبيا أمام «الهمهاما» الصاعدة حديثا الى الرابطة الأولى وفي ملعب رادس بالذات فإن اللقاء كان صعبا أو على الأقل الشوط الأول إذ بدا واضحا أن نادي حمام الأنف أكثر تنظيما وأكثر ثباتا لأن المدرب جهّز فريقه كما يجب وكل لاعب يعرف المطلوب منه بالتحديد. وبدا واضحا أيضا أن بوشار يعرف الإفريقي، أما مدرب نادي باب الجديد فقد وجد سيناريو آخر مغاير لما خطّط له إذ أعلموه أن نادي حمام الأنف ضعيف وسيجبر على لعب الدفاع وكان جوزي ريغا ينتظر أن يكون الافريقي مهاجما منذ بداية اللقاء ولكنه وجد نفسه غير قادر على تجاوز منطقة الوسط. مهاجم الافريقي تمّ تأهيله قبل ساعات من اللقاء المتأمل في تشكيلة الافريقي ينتظر الصعوبات التي وجدها لاعبوه إذ عوّل المدرب علي موشيلي في وسط ميدان وهو لاعب شاب يخوض لقاءه الأول وعلى أحمد خليل إلى جانبه وقد تخلف على أهم فترات التحضيرات وكان قريبا من المغادرة الى جانب وسام يحيى المتقدم في السن والذي لم يشارك في التحضيرات أصلا أما في الهجوم فقد عوّل المدرب على المهاجم ساسراكو وقد تمّ تأهيله قبل ساعات من اللقاء وتحديدا أمس في حدود الساعة العاشرة صباحا كما أنه لم يتدرب مع المجموعة إلا أسبوعا فقط. كل هذه العوامل تؤكد أن الصعوبات التي وجدها الافريقي كانت منتظرة كما أن عديد اللاعبين تأكدوا في آخر لحظة من تأهيلهم القانوني وهذا من الطبيعي أن ينعكس على مردودهم. شوط بلا فرص الشوط الأول كان بلا فرص تقريبا إذ اختار نادي حمام الأنف الحذر معتقدا أن الافريقي أفضل منه وقد تجنب المجازفة وتحصل على فرصة واحدة طوال الشوط الأول كانت في الدقيقة السادسة عندما صوّب بوبكر خارج المرمى أما الافريقي فلم يتحصل على فرص تذكر باستثناء توزيعة بلخير في الدقيقة 15 التي أبعدها الدفاع في آخر لحظة وقد اختار الافريقي وخاصة بلال العيفة التوزيع الطويل في اتجاه المهاجم المحاصر بين 5 مدافعين أحيانا. غياب النسق الى جانب غياب الفرص غاب النسق في الشوط الأول خاصة من جانب الافريقي وهو الفريق الوحيد الذي لم يجر أي لقاء ودي منذ يوم 8 أوت الجاري وكان ذلك أمام الأولمي الباجي. أول فرصة للإفريقي في الدقيقة 60 مع تقدم اللقاء تأكد مدرب الافريقي من عجز فريقه ولذلك أقحم الشماخي مكان العبيدي وبعد دخول مهاجم الأولمبي الباجي السابق تحصل الافريقي على أول فرصة عندما صوّب هذا المهاجم بجانب المرمى بعد تمريرة من ساسراكو. اختيارات عشوائية من مدرب الافريقي مع مرور الوقت أدخل مدرب الافريقي عديد التغييرات على التشكيلة وقد كانت في الحقيقة اختيارات عشوائية إذ أقحم عديد المهاجمين (الشماخي الحداد والدراجي) مقابل ابعاد لاعبي الوسط، ولذلك كاد نادي حمام الأنف ينتصر في نهاية اللقاء لأن كل لاعبي الافريقي تقدموا إلى الهجوم وتركوا العيفة والهمامي فقط في الخط الخلفي وكان على العيفة الاقتراب من المهاجم الوحيد لنادي حمام الأنف في نهاية المقابلة (خلدون بن منصور) ولكنه تركه في كل مرة حرّا طليقا ولذلك كانت «الهمهاما» هي الأقرب إلى الانتصار. الافريقي يلعب كل أوراقه مردود الافريقي كان متواضعا على امتداد اللقاء وهذا ما جعل المدرب يدخل عديد التغييرات وقد تحسن مردود الافريقي فعلا وتحصل على الفرصة الأبرز في اللقاء عندما تلقى الشماخي كرة من سارسكو وصوب بقوة بجانب القائم. نجاح الأجانب كان مستحيلا يمكن القول ان اللاعبين الأجانب للافريقي قدموا مردودا متواضعا أو على الأقل متوسطا وهذا طبيعي لأن نجاحهما (موشيلي وسارسكو) كان مستحيلا أولا لأن المهاجم لم يقم بالتحضيرات اللازمة وتم تأهيله قبل ساعات من اللقاء في حين مازال لاعب الوسط شابا ومن الصعب جدا أن يصبح لاعب ارتكاز في الافريقي في الفترة الحالية لأنه في حاجة إلى فترة تأقلم وتعود على البطولة التونسية. أعجبتني «الهمهاما» رغم أنه فرط في الانتصار يمكن القول ان نادي حمام الأنف كان الطرف الأفضل في القاء وتحصل على فرص أوضح من الافريقي وعرف المدرب كيف يجاري اللقاء وتطوراته ونجح في التحول من الهجوم إلى الدفاع وآمن بحظوظه في اللحظات الأخيرة عندما ارتمى كل لاعبي الافريقي في الهجوم. مدرب الافريقي مازال في مرحلة التعرف على البطولة أشار مدرب الافريقي بعد اللقاء أنه مازال في مرحلة التعرف على البطولة وعلى المنافسين وعلى لاعبيه أيضا وهذا غير مبرر لأن مساعديه كانوا مطالبين بتعريفه بالمنافسين والتأكيد له ان نادي حمام الأنل ليس مجرد فريق صاعد من الرابطة الثانية لأنه أحد الفرق العريقة في الكرة التونسية وهزمه صعب جدا. تشكيلتا الفريقين نادي حمام الأنف: علي القاسمي بسام بولعابي محمد قاسم بوبكر (خلدون منصور) مالك جمال (عدي بلحاج) زياد بن سالم (كوبكو) فارس مسكيني محرز بن راجح معز عبود زياد الزيادي غيث الصغير النادي الافريقي: أيمن البلبولي مختار بلخيثر بلال العيفة سامي همامي ابراهيم موشيلي (منوبي الحداد) أحمد خليل وسام بن يحيى (الدراجي) بلال الخفيفي زكرياء العبيدي (الشماخي) سارسكو